ابتكرت الطالبتان "رفيف زينية"، و"سلام الزعبي" من كلية الهندسة المعلوماتية، تطبيقاً يستخلص المشاعر من صفحات التواصل الاجتماعي، ويساعد الشركات الكبرى على تقديم خدمات فعالة، فقامتا بطرحه في مسابقة الكلية، إلى جانب مشاريع زملائهم، فكان الفوز في المرتبة الثانية حليفهما.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الطالبة "رفيف زينية" بتاريخ 15 آب 2020 لتحدثنا عن المشروع المشترك، فقالت: «اختصاصي ذكاء اصطناعي في جامعة "دمشق"، والمشروع الذي تقدمت به إلى الكلية مع زميلتي "سلام الزعبي" هو عن مادة في السنة الرابعة اسمها "مشروع 2"، وفكرة المشروع الرئيسية عبارة عن تطبيق يقوم ببناء الإحصاءات واستخراج المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي، وتأتي أهميته من معاناة الشركات المحلية الخاصة والعامة في معرفة آراء المستخدمين لخدماتها أو منتجاتها أو مشاريعها، والمستفيدين منها فتعتمد على الطرق التقليدية مثل سؤال المارة وجمع الإحصائيات، أو من خلال الاستبيانات الورقية أو عبر منشورات على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، وما يعانون منه هو صعوبة الوصول للعملاء عن طريق السبل التقليدية، فهذا التطبيق تقوم الشركات باستخدامه ما يسهل عليها الحصول على نتائج مرضية، وتقييم العملاء عن طريق التطبيق، مما يخولهم معرفة سلبيات وإيجابيات أفكارهم ومنتجاتهم ومشاريعهم المطروحة في الأسواق، فجميعنا يعلم أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الأيام، خصوصاً أنّ فئة كبيرة من المجتمع السوري أصبحت تعتمد على الإنترنت لاقتناء المشتريات، وبحثهم عن الأفضل في أي شيء سواء العقارات أو الملابس أو الطعام أو غيره.

هناك خدمة ثانية يقوم التطبيق بتقديمها تعتمد على المنشورات التي يقوم المستخدم بطرحها على مواقع التواصل الاجتماعي، فجميعنا يعلم أن الأشخاص يقومون باستخدام التطبيقات للتعبير عن حالتهم الشعورية الآنية كالحزن والفرح والنجاح والمباركات، فهذا التطبيق يقوم باقتراح مقاطع من اليوتيوب تناسب الحالة الآنية للمستخدم، مثلاً مقاطع محتواها فرح أو حزن حسب آخر نص قام بنشره، وهذه الفكرة تساعد الأشخاص الذين يعتمدون على اليوتيوب كمصدر مدخول ربحي من جهة فهو يقترح محتوى قنواتهم على اليوتيوب للأشخاص الآخرين، ويساعد الأشخاص الذين يتابعون اليوتيوب بما يتناسب مع حالتهم الآنية من ناحية أخرى

المشروع حصل على المرتبة الثانية في مسابقة الكلية للمشاريع المميزة، وحصل على جائزة نقدية بقيمة 700 ألف ليرة سورية، عدا عن أنه حصل على حضانة من "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" التي تدعم المشاريع وترعاها لفترة تتراوح من 6 أشهر إلى سنة، وهناك مراحل مكملة للمشروع من خلال تطويره للخروج بملف متكامل قادرين على طرحه على المؤسسات الخاصة والعامة لاستخدامهم التطبيق وإقحامه بسوق العمل».

أثناء المسابقة رفيف زينية وسلام الزعبي

"سلام الزعبي" الطالبة الثانية المساهمة في إنشاء التطبيق قالت: «شاركت مع زميلتي "رفيف" بعد 3 أشهر من بدئها العمل الذي استغرق ستة أشهر كاملة، واجهتنا بعض الصعوبات في العمل، حيث كنا نجمع معلومات عربية وليست فقط محلية، فلا يوجد شيء عن هذا الموضوع على الإنترنت، لأن فكرة المشروع نوعاً ما جديدة فكان المجهود شخصياً جداً في جمع المعلومات اللازمة للعمل، وكان اعتمادنا على تطبيق "فيسبوك" الذي يستخدم محلياً أكثر من بقية التطبيقات، وهذا التحدي الأكبر بالنسبة لنا، واستطعنا الوصول إلى نتيجة في الشبكات العصبونية لم يستطع أحد الوصول إليها من قبل عربياً، وهكذا نكون حصلنا على أكبر "داتا سيت" عربي لاستخراج المشاعر من النصوص في الوطن العربي.

أشرف علينا الدكتورة "ندى غانم"، والدكتور "عمار نحاس" اللذان ساعدانا كثيراً للوصول إلى نتائج مرضية، والجامعة قدمت لنا الفرصة الكبيرة في إجراء المسابقة للمشاريع المعلوماتية التي بعثت روح المنافسة فينا أولاً وأهلتنا للدخول في سوق العمل ثانياً».

رفيف زينية يوم تسليم الجائزة

وأكملت: «هناك خدمة ثانية يقوم التطبيق بتقديمها تعتمد على المنشورات التي يقوم المستخدم بطرحها على مواقع التواصل الاجتماعي، فجميعنا يعلم أن الأشخاص يقومون باستخدام التطبيقات للتعبير عن حالتهم الشعورية الآنية كالحزن والفرح والنجاح والمباركات، فهذا التطبيق يقوم باقتراح مقاطع من اليوتيوب تناسب الحالة الآنية للمستخدم، مثلاً مقاطع محتواها فرح أو حزن حسب آخر نص قام بنشره، وهذه الفكرة تساعد الأشخاص الذين يعتمدون على اليوتيوب كمصدر مدخول ربحي من جهة فهو يقترح محتوى قنواتهم على اليوتيوب للأشخاص الآخرين، ويساعد الأشخاص الذين يتابعون اليوتيوب بما يتناسب مع حالتهم الآنية من ناحية أخرى».

"ندى غانم" الدكتورة المشرفة على المشروع قالت: «جرى الإشراف على هذا المشروع كأحد المشاريع الطلابية لطلاب السنة الرابعة في قسم الذكاء الصنعي في كلية المعلوماتية بجامعة "دمشق"، حيث عادة ما يجري طرح الفكرة الأساسية بالتوافق بين الطلاب والمشرف، ثم تجري صياغتها من قبل المشرف لتكون ملائمة للمشروع الطلابي، ثم يجري بعد ذلك وضع خطة زمنية أولية وتقسيم أولي للعمل بين الطلاب، بعدها يجري التواصل دورياً مع الطلاب عبر الاجتماعات أو المراسلات للرد على استفساراتهم وتوجيههم لاستخدام المنهجيات المناسبة بما يضمن إنهاء العمل المطلوب ضمن المدة المحددة وبدقة ممتازة، وقد كان تفاعل والتزام فريق العمل متميزاً منذ بداية طرح المشروع وحتى تسليمه بالصورة النهائية».

بوستر التطبيق

وأضافت: «أما عن أهمية المشروع واستخداماته العملية فهو يقع في إطار نظم مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي "Social Media Monitoring"، ونظم دعم القرار بهدف تحسين إدارة العلاقة مع الزبائن "Customer Relationship Management"، حيث يقوم النظام برصد التعليقات المختلفة التي تتناول المنتجات التي يرغب المستخدم بدراستها، ثم يجري استخدام منهجيات الذكاء الصنعي والمعالجة الآلية للغات الطبيعية (العربية) لتحديد آراء الزبائن المتعلقة بهذه المنتجات، وإظهارها للمستخدم عبر مخططات تسمح له باتخاذ القرارات المناسبة، ويسمح النظام باستخلاص آراء الزبائن بطريقة آلية من مواقع التواصل الاجتماعي والتي أصبحت ساحة لتبادل الأفكار والآراء عوضاً عن الطرائق التقليدية كالاستبيانات وغيرها. من جهة أخرى، يوظف النظام المنهجيات السابقة في تقديم خدمة أخرى للمستخدم، وهي تطبيق يتيح إمكانية اقتراح مقاطع فيديوية من موقع يوتيوب تبعاً للحالة النفسية للمستخدم، والتي يقوم النظام باستخلاصها من تفاعلاته في مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا المشروع كان يستحق الفوز حيث يعد المشروع متكاملاً وقابلاً للتطبيق المباشر لدى الشركات المعنية، إذ بدأت الحاجة تظهر ملحةً للاستفادة مما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصةً تحديد آراء الزبائن المكتوبة باللغة العربية العامية، ومن جهة أخرى، فقد بذل فريق العمل جهداً متميزاً في الاستفادة من المنهجيات الحديثة في الذكاء الصنعي ومعالجة اللغات الطبيعية للحصول على دقة عالية في تحديد الآراء والمشاعر المختلفة يمكن مقارنتها بالنتائج الموافقة للغات الأخرى».

يذكر أنّ "رفيف زينية" من مواليد "دمشق" 1998، و"سلام الزعبي" من مواليد "درعا" عام 1997، في السنة الخامسة والأخيرة بكلية المعلوماتية بجامعة "دمشق".