اتّخذ الرياضة كعِلم ووعي فاستطاع رغم صغر سنه أن يكون مدرب كمال أجسام متمكن ومحترف، حصل على شهادات مهمة وانتسب لاتحادات رياضية عالمية، وبأخلاقه العالية وثقته بنفسه اكتسب محبة كلّ من تدربوا عنده أو تعاملوا معه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 حزيران 2020 المدرب والرياضي "عمار بركة"، الذي تحدث عن بداياته بعالم الرياضة قائلاً: «بدأت في هذا المجال بالصدفة، فمنذ صغري أحببت الرياضة، ولعبت بفريق كرة القدم بالصفوف الابتدائية، وبعمر السابعة عشرة دفعتني عائلتي للتسجيل في نادٍ رياضي حتى يتحسن وزني ولياقتي، حيث مارست الرياضة لثلاثة أشهر ثم انقطعت للدراسة لامتحان شهادة الثالث الثانوي، لكنني كنت قد تعلقت باللعبة لمرحلة الهوس، ورغم الدراسة استمريت بالقراءة عنها وبمتابعة الأخبار الرياضية وعلومها، وهذا ما أثار قلق عائلتي على مستقبلي الدراسي، وما أن أنهيت الامتحان وانتسبت لكلية الهندسة الميكانيكية حتى عدت سريعاً للنادي، لكن اضطريت لترك دراسة الهندسة بسبب السفر

لقد بدأت بالتدريب لدى "عمار" منذ عامين واستفدت كثيراً، فمن الناحية الرياضية هو متميز جداً ويقدم كل ما لديه للحصول على نتائج، فقد اجتهد كثيراً حتى وصل للمستوى الذي هو فيه الآن، وهو يقدم لنا كل المعلومات مهما كانت صغيرة، ويساعد الناس سواء بمقالات تحفيزية أو استشارات رياضية، وله الفضل بممارستي للرياضة بشكل جَدي. إنه من المتميزين بعالم الرياضة ودائماً يسعى ليطور نفسه من خلال الدراسة والعلم

بعد ثمانية أشهر من التدريب عام 2016 كانت أول بطولة محافظة أشارك بها، وهي بطولة بناء أجسام للشباب وحصلت فيها على المركز الثاني.

أثناء متابعته وإرشاده لأحد اللاعبين

ثم بعد شهر شاركت ببطولة "الكلاسيك" وهي أيضاً بطولة محافظة وحصلت على المركز الأول.

كان مُدربي "بلال خزمة" يعطينا التوجيهات والتعليمات الأساسية بالذات كشباب حديثين بالمجال، وهو حالياً بطل جمهورية ومحافظة بالقوة البدنية».

تابع قائلاً: «بعد إنجازات كانت بسيطة نسبياً إنما مهمة معنوياً بالنسبة لي، بدأت أحسُّ بتميزي في الرياضة وازدياد تعلقي بها، وقررت الدخول في مجال التغذية والتدريب، وكان اعتمادي على المصادر والكتب والفيديوهات الأجنبية، والذي ساعدني تركيز والدي على تعلمي اللغة الإنكليزية منذ عمر الخمس سنوات.

بداية بنيت قاعدة علمية مقبولة من البحث والقراءة إنما كانت دون شهادة بالمجال، لأن الدراسة بأكاديميات خارج البلاد مكلفة جداً، وفي "سورية" مجال التدريب والتغذية ثانوي.

أسستُ عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر معلومات من بحثي وقراءاتي التي تتعلق بمجال التدريب والتغذية، وبدأت بالانتشار والتوسع وبتوطيد المعارف التي تعلمتها وأوثقها بأسلوبي».

بالنسبة له كمُدرب أضاف قائلاً: «دخلت مجال التدريب ومع الوقت أسستُ فريقي الخاص للتدريب (أون لاين)، وبعد أكثر من مئة نتيجة مع العملاء بالفريق التدريبي، وأكثر من 150 مقالاً في صفحتي على "فيس بوك" بدأ اسمي بالظهور، وحالياً أصبحت موجوداً بخمس قارات، وأدرب أيضاً في نادي رياضي في "لبنان" كمدرب وأخصائي تغذية.

لقد بنيت عملي على قاعدة أساسية هي العلم ومعاملة اللاعبين كأصدقاء وليس كمدرب ولاعب، فالحالة النفسية تلعب دوراً مهماً في زيادة تقبّل اللاعب للمُدرب.

ولإضافة شيء جديد ومميز لخدمة التدريب كتبت دليلاً صغيراً لمساعدة اللاعب، دونتُ به ملاحظات ودليل تغذية في حال أراد اللاعب التبديل بين الوجبات، بالإضافة إلى ثلاثة كتب الأول منها عام 2018 وهو للوصفات وبعض المعلومات العامة بعنوان "تحرر من قيود الروتين"، وفي عام 2019 كتاب "رمضان جحيم الدهون ومعركة البناء العضلي" عن طريقة تنظيم تناول الطعام والتدريب خلال شهر رمضان وشرح توقيت المغذيات وتأثير الهرمونات، وآخر كتاب عام 2020 بعنوان "home and muscles" مختص بالتدريب بالمنزل، وجميع الكتب تتضمن معلومات سهلة وسلسة لعقل القارئ مهما كان مستواه العلمي».

وعن الشهادات التي حصل عليها قال: «حصلت على دبلوم في التغذية البشرية بمعدل 86%، ودبلوم باللياقة البدنية بمعدل 94%، ومن ثم على دبلوم متقدم في اللياقة البدنية بمعدل 84% وهو أصعب بمراحل، وهذه بداية دخولي للمجال من باب الشهادات العلمية، أما المردود المادي المتواضع من عملي فكنت أستخدمه للحصول على شهادات أعلى تضمن لي أن أتطور مع الوقت.

بعد فترة قصيرة تخرجت كاختصاصي تغذية رياضية من "الأكاديمية السويدية للتدريب الرياضي" عام 2019، وحصلت أيضاً على شهادة مُدرب تدعى"Fitness instructor" وكانت أسئلتها دقيقة وتكلفتها مرتفعة.

وحصلت في العام الحالي 2020 على واحدة من أقوى وأصعب الشهادات من أكاديمية تصنف ضمن أفضل ثلاث أكاديميات عالمياً بالمجال بعد أكثر من ثلاثين اختباراً، وهي شهادة "الجمعية الدولية للعلوم الرياضية" في "أمريكا"، ومنها حصلت على شهادة مدرب شخصي معتمد دولياً بمعدل 85%، وحالياً أدرُس فيها برنامج إعداد مُدربي النُخبة.

بالإضافة لشهادات جانبية منها دبلوم بالمكملات الغذائية، دبلوم في خسارة الوزن، شهادة تصميم البرنامج للتدريب الشخصي من ACE، شهادة في الصحة الهرمونية والتستوستيرون، شهادة بتشريح المنطقة البطنية، شهادة بمسببات الأمراض البشرية البيئة والغذاء».

وفي حوار مع "آنا قسيس" خريجة صيدلة من "حمص" ومتدربة لدى المدرب "عمار بركة" قالت: «مدرب رائع، يعرف تماماً مشكلة كل جسم وديناميكيته وحركته، ولا يبدأ بالتمرين دون أن يشرح سبب كل حركة وفائدتها، ويتابع اللاعبين دائماً والتغير الذي يحصل بجسدهم.

أتدرب لديه عن بُعد منذ ستة أشهر حيث نقص وزني والاستفادة الأكبر كانت بتغير شكل جسدي وهذا ما أردته، ولا يوجد صعوبة بنظامه الغذائي لكن يجب الالتزام به وبالرياضة، التغيير الذي حصلت عليه أشعرني بالسعادة ودفعني للمتابعة معه بشكل أكبر، فهو يحب الرياضة ويجعل من حوله يحبنوها».

"محمد كل الناس" سوري مقيم في "هولندا" وهو متدرب لديه أيضاً تحدث عنه قائلاً: «لقد بدأت بالتدريب لدى "عمار" منذ عامين واستفدت كثيراً، فمن الناحية الرياضية هو متميز جداً ويقدم كل ما لديه للحصول على نتائج، فقد اجتهد كثيراً حتى وصل للمستوى الذي هو فيه الآن، وهو يقدم لنا كل المعلومات مهما كانت صغيرة، ويساعد الناس سواء بمقالات تحفيزية أو استشارات رياضية، وله الفضل بممارستي للرياضة بشكل جَدي.

إنه من المتميزين بعالم الرياضة ودائماً يسعى ليطور نفسه من خلال الدراسة والعلم».

الجدير بالذكر أنّ "عمار بركة" من مواليد مدينة "النبك" في "ريف دمشق"، عام 1997 مقيم بين "سورية" و"لبنان".