امتلك "أنس حميد" الموهبة منذ الصغر، ثم تمكن وبزمن قياسي من امتلاك مفاتيح نجاحه في الغناء، بدأ بتعلم الموشحات والمقامات، فوقف على المسارح وأتحف الجمهور بالطرب الأصيل.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 23 أيار 2020 التقت "أنس حميد" الذي حدثنا عن البدايات قائلاً: «أنا من عائلة تعشق سماع الموشحات والطرب الأصيل، فيها قاماتٌ وحفّاظ للقرآن الكريم، اكتشفت صوتي في الصف السابع، وشاركت بحفل ضمن المدرسة، فدعمني أحد أساتذتي "مصعب محمد"، وزاد اهتمامي بالموضوع أكثر.

تعرضت لانتقادات من بعض أفراد العائلة، لكنني لم أيأس، وحاولت تسجيل بعض الأعمال لكن ظروفي لم تسمح، وحالياً أستعد لتسجيل مجموعة أعمال في أحد الاستديوهات، طموحي الارتقاء بالفن الأصيل ومحاربة الأغاني الهابطة

أحبُّ سماع القامات الفنية القديمة مثل "كارم محمود، عبد الحليم حافظ، أم كلثوم" وغيرهم، قمت بتدريب صوتي بالإنشاد، وهو أصعب وأدق من الغناء، فكان الفضل الكبير بتعلمي للمبتهلين "البهتمي" و"الفيومي"، والاستماع لهم هو علم بحدّ ذاته، فتعلمت ضبط النَفَس، وكثفت استماعي لعمالقة المقرئين مثل "الشحات" و"عبد الباسط عبد الصمد" ورحت أقلدهم، وبعدها أصبحت أستمع للموشحات وأتعلم المقامات كاجتهاد شخصي مع مساعدة من قبل والدي».

في إحدى جلسات الإنشاد

وتابع: «في الصف التاسع كان أول حفل لي، وكان هناك جمهور كبير، فشعرت برهبة الغناء أمام الجمهور، وحصلت على دعم كبير من أصدقائي وأساتذتي ومنهم الأستاذ "أسامة طربوش"، وفي الصف الحادي عشر كنت رائداً في اتحاد "شبيبة الثورة" وشاركت بعدة مهرجانات، وفي سنوات الجامعة شاركت بأول حفل على مسرح كلية "التربية" في جامعة "دمشق"، والكثير من الحفلات على مدار أربع سنوات كان من أهمها حفل الأطفال ذوي الإعاقة».

وعن الفرق التي شارك معها قال: «شاركت بعدة فرق موسيقية وإنشادية، منها فرقة "جوى" في أوبريت "للقدس السلام"، وفرقة "جذور الأرض"، وفرقة "ليالي الصفا" وعدة فرق أخرى، وفي عام 2015 حصلت على ميدالية ولقب الصوت الأول من "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، وفي عام 2016 كُرمت من قبل اتحاد الصحفيين الفلسطينيين وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"».

مع فرقة جوى

وعن الصعوبات التي واجهها قال: «تعرضت لانتقادات من بعض أفراد العائلة، لكنني لم أيأس، وحاولت تسجيل بعض الأعمال لكن ظروفي لم تسمح، وحالياً أستعد لتسجيل مجموعة أعمال في أحد الاستديوهات، طموحي الارتقاء بالفن الأصيل ومحاربة الأغاني الهابطة».

عضو نقابة الفنانين "يوسف عبدو" قال عنه: «"أنس" شاب طموح ومجتهد، يسعى دائماً لصقل موهبته ويعمل على تطويرها، وهو صوت شبابي جميل قادر على استيعاب صنوف الموسيقا والتفاعل معها، ويمتلك حنجرة سليمة نقية قادرة على التنقل بحرفية بين النغمات، كما أنه يتحلى بإحساس جميل يستطيع العبور بسهولة إلى القلب والوجدان».

أما قائد فرقة "جوى" "يوسف إبراهيم" فقال: «هو من الأصوات الواعدة، شخصية مهذبة ومثقفة على الصعيدين الاجتماعي والموسيقي، يتمتع بصوت شجي ورخيم إضافة إلى إحساسه الذي يظهر من خلال أدائه للأغاني، صوته "باريتون" (الصوت الوسط بين طبقات أصوات الرجال الغنائية)، يميل للون الطربي ويتميز بأدائه للموشحات والقدود والأغاني الطربية، كما أنه يمتلك ثقافة موسيقية.

بالنسبة لمشاركته بفرقة "جوى"، فقد كان أحد الأصوات المهمة بالفرقة ضمن مجموعة الباص التي تضيف على العمل الجماعي الكثير من الجمالية».

جدير بالذكر أنّ "أنس حميد" من مواليد "دمشق" عام 1998.