متحدياً نظرة المجتمع والصعوبات التي اعترت طريقه كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، تمكّن من تحقيق طموحه الدراسي وممارسة شغفه الرياضي، فضلاً عن مشاركاته في الأعمال التطوعية لسنوات طويلة، ما جعله مثالاً يحتذي به لدى جميع من يعرفونه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 10 أيار 2020 مع "ليث المبيض" ليحدثنا عن مشواره الدراسي والرياضي، حيث قال: «لم تمنعني جزئية كوني من ذوي الاحتياجات الخاصة وأتنقل على كرسيّ متحرك من متابعة الحياة بشكل اعتيادي حيث دخلت إلى المدرسة وترفّعت بين الصفوف الانتقالية توالياً وحصلت على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي عام 2014 وتوجهت إلى كلية العلوم السياسية برغبة مطلقة في دراستها، وترجع هذه الرغبة إلى أنني عندما كنت في سن الثانية عشرة كنت أطالع المعلومات المتعلقة برؤساء الدول وآلية اتخاذ القرار وكذلك المؤسسات المدنية وآلية عملها، فملت نحو السياسة منذ ذلك الحين ورغبت في التعمّق لمعرفة فنون التفاوض وسبل الإقناع فوقع اختياري على هذا الفرع لأكمل دراستي الجامعية وبالفعل درسته في جامعة "دمشق" وتخرجت وحصلت على الشهادة عام 2019».

أمارس رياضات كرة السلة والسباحة وكذلك الشطرنج، حيث أعدُّ لعبة الشطرنج هواية إلى جانب كرة السلة كونها تعلم الصبر ودراسة القرارات بجوانبها الإيجابية والسلبية، شاركت في بطولة على مستوى جامعة "دمشق" عام 2016 وحصلت على المركز الثاني، أما عن السباحة المفيدة جداً لمرونة الجسم وتنظيم النفس فقد حصلت فيها على بطولة الجمهورية في "دمشق" عام 2016

وبالحديث عن الجانب الرياضي يقول: «أمارس رياضات كرة السلة والسباحة وكذلك الشطرنج، حيث أعدُّ لعبة الشطرنج هواية إلى جانب كرة السلة كونها تعلم الصبر ودراسة القرارات بجوانبها الإيجابية والسلبية، شاركت في بطولة على مستوى جامعة "دمشق" عام 2016 وحصلت على المركز الثاني، أما عن السباحة المفيدة جداً لمرونة الجسم وتنظيم النفس فقد حصلت فيها على بطولة الجمهورية في "دمشق" عام 2016».

مع أعضاء المنتخب في إحدى حدى البطولات

ويكمل "المبيض" عن رياضته المفضلة والتي اختص بها، فقال: «شغفي الأول هو كرة السلة التي بدأت بممارستها بشكل جديّ عام 2009 وعملت على تطوير نفسي فيها والتدريب بشكل مكثف حيث انضممت إلى نادي "دمشق" وحققنا عدة بطولات جمهورية حيث حصلنا على المركز الأول عامي 2012 و2013، وأيضاً حصلنا على المركز الثاني عام 2015، بينما خارجياً وفي عام 2017 انضممت للمنتخب السوري لكرة السلة على الكراسي المتحركة وشاركنا في بطولة جامعة "لحود" في "لبنان" وحصلنا على المركز الثاني في البطولة، وإلى جانب الرياضة فأنا أحب العمل ببرامج التصميم والمونتاج وأسعى لتطوير نفسي في الجانبين في آن معاً وقد قطعت شوطاً جيداً في اكتساب الخبرة التي تمكنني من العمل بهما».

ويتابع "ليث" الحديث عن مشاركاته في الأعمال التطوعية وعن الصعوبات التي واجهته، حيث قال: «أما عن الأعمال التطوعية التي شاركت فيها فقد انتسبت إلى "الأمانة السورية للتنمية" منذ عام 2013 وحتى عام 2018، كما أنني عملت في "الفريق الطبيّ التطوعي" في قسم العلاقات العامة من عام 2015 وحتى عام 2018، بالإضافة إلى أنني كنت عضواً في "بصمة شباب سورية" منذ عام 2015 وحتى 2018 أيضاً، وحالياً أنا عضو في فريق "فيونكات التطوعي" وأشغل منصب مسؤول المكتب الإعلامي منذ نهاية 2018 وحتى الآن، أما بالحديث عن الصعوبات التي واجهتني سواء خلال دراستي أو في مجال الرياضة فهي تكمن بشكل أساسي في نظرة المجتمع لنا، ولكنني بفضل العزيمة والطموح الكبير تجاوزتها، وباختصار فإن الحياة لا تقبل الشخص الذي يرضى بالشيء السهل أو الذي يعتمد على شخص آخر يسهّل له الطريق لكي يحقق حلمه، وإنما بتعب الشخص نفسه وإرادته الراسخة تتحقق الأحلام، وقد تغلبت على هذه الصعوبات من خلال تكوين دائرة من العلاقات الاجتماعية التي تحترم وضعي ولا تميز بيني وبين شخص آخر سويّ، وأيضاً من خلال بذل المزيد من الجهد في سبيل تحقيق غايتي حتى ولو كان عليّ أن أنجز ثلاثة أعمال في يوم واحد فالمهم هو النتيجة وتحقيق الطموح».

أثناء تمرين السباحة

"أشواق عباس" دكتورة في كلية العلوم السياسية، عنه قالت: «"ليث" ليس شخصاً عادياً فحسب، وإنما وبظروفه الخاصة جداً حقق ما عجز عن تحقيقه الناس الأصحاء الكاملون، وقد مثّل بالنسبة لي تحدياً عندما كان طالباً في كلية العلوم السياسية كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد فرض وجوده على الجميع بطريقة راقية جداً وأثبت شخصيته من خلال نشاطه واجتهاده وقدراته وتعبه للوصول إلى ما يصبو إليه، وأجبرهم على التعامل معه كإنسان سوي، وبالرغم من أنه يجلس على كرسي متحرك إلا أنه امتلك قدمين أشدّ ثباتاً من أقدام الناس الأصحاء، وعدا عن تفوقه في دراسته الجامعية فقد اكتشفت أنه بطل جمهورية في كرة السلة وكذلك السباحة والشطرنج ويعمل ويقدم الكثير من الجهد في أكثر من مجال، ورغم أني أستاذته وعلمته اختصاصاً فيما يتعلق بدراسته إلا أنني تعلمت منه أكثر مما علمته، فقد علمني أن الإرادة هي تحدٍّ وعندما تواجه هذا التحدي فحتماً أنت إنسان جبار، وبالإرادة وحدها يصبح الصعب سهلاً ويتحول الحلم إلى حقيقة وواقع، وأنا شخصياً فخورة بهذا الشاب وأعدّه نموذجاً مشرفاً لنا جميعاً».

"يزن صفية" لاعب المنتخب الوطني لكرة السلة على الكراسي المتحركة، عنه قال: «أعرف "ليث" منذ ما يزيد على خمسة عشر عاماً، حيث جمعتنا المدرسة في بداية الأمر، منذ ذلك الوقت كان "ليث" مجتهداً ومثابراً ومتحدياً بأنه قادر على أن يجاري الأصحاء دراسياً، وقد تجسّد ذلك من خلال وصوله المرحلة الجامعية وحصوله على شهادة في العلوم السياسية، وعدنا لاحقاً واجتمعنا تحت راية المنتخب الوطني لكرة السلة حيث أثبت للجميع من جديد بأنه قادر على التكيف مع كافة الظروف والتغلب على وضعه الخاص، وبالفعل أصبح من أبرز اللاعبين في المنتخب بعد عدة مشاركات دولية لنا أمام منتخبات مثل المنتخب العراقي والفلسطيني والأردني والهندي وغيرهم، عدا عن ذلك فهو يبحث بشكل مستمر ويسعى لتطوير معارفه في عدة مجالات وهذا ما يحسب له على أنه إنجاز بحد ذاته، فقد ترك بصمةً واضحة في مجالي الدراسة والرياضة، وأثّر في كل من يعرفه لما يمتلكه من طموح وإصرار لا ينضب ولا يقل».

الدكتورة أشواق عباس

يذكر أنّ "ليث المبيض" من مواليد "دمشق" عام 1996.