أثبتتْ أنّ العمر ليس مقياساً أو شرطاً للإبداع، وأنّ الطفولة مرحلةٌ قد لا تنقضي ولا يمكن تحديدها بسنوات معينة، أحبّت الحكايا فَأبدعت بصياغتها ورَوَتها للجميع، هي القاصة والروائية "فاطمة هاشم".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 آذار 2020 "فاطمة هاشم" حيث حدثتنا عن بداياتها: «(كان ياما كان)، هذه الجملة كانت المفضلة عندي في الطفولة، جدتي على سريرها الصغير وأحفادها -وأنا منهم- حولها لنسمع إحدى قصصها، تاركين التلفاز والراديو ولاحقاً الهاتف الخليوي جانباً، لنذهب معها في رحلة على أجنحة الخيال.

شاركتُ برواية "زلة عشق" بمعارض عدة في "القاهرة"، "الجزائر"، "الشارقة" و"البحرين" ووصلت إلى "الدنمارك"، "تركيا" و"السعودية"، وإنها لمغامرة رائعة أن ترى أفكارك تسافر من بلد لبلد

هكذا بدأ حبي للقصص، أغنته أمي عندما اشترت لي أول قصة لا أنسى فيها الأرنب الذي رافقني في حياتي وحتى اليوم في عالم العجائب هذا.

غلاف كتاب قصص "المتاهة"

بعدها دخلت عالم الرسوم المتحركة، وصارت القصص في الشاشة تعيش من خلالي، وفي يومٍ ما صار لزاماً عليّ إخراجها، فكتبت أول قصة عندما كنت في الصف العاشر، والعجيب أنها صارت قصة حياتي لاحقاً، ثم في عام 2009 كتبت القصة الثانية وهي قصة قصيرة، وبعدها بشهر كتبت قصة ثانية، ثم كانت روايتي الأولى بعنوان "لأسكن إليك" عام 2016، وخلال تلك السنوات كتبت مجموعة قصص قصيرة وروايات لم تكتمل، وفي عام 2017 في شهر رمضان كتبت روايتي الثانية "في حضرة الشوق" وكانت ذات نهاية مفتوحة، بعدها كتبت ثالث رواياتي في أواخر 2018 بعنوان "ضريبة النور" وما زلت أبحث عن طريقة لنشرها.

وفي عام 2019 كتبت رواية "زلة عشق" التي فازت بجائزة دار "ببلومانيا" للنشر والتوزيع، وأصبحت في الكثير من المكتبات حول العالم، ملخصها حياة "ملاذ وإيهاب" اللذين التقيا، وبعد تعارفهما بفترة قصيرة، يعرض عليها أن تتزوجه، وتقبل عرضه بالسرعة ذاتها، تتحدث الرواية عن حياتهما بانتظامها وهدوئها، بسلبياتها وإيجابياتها، كأنها تدور حول سرٍ يرفضان معاً الاعتراف بوجوده، فالماضي هو أهم ما يسعى الإنسان لإخفائه، أو السيطرة على ما قد ينكشف من خباياه.

من الأنشطة مع نادي "شام" الثقافي

وهذه رواية تجيب عن سؤال: هل يموت الماضي أصلاً؟ وماذا سيفعلان عندما يقف أمامهما بتمامه مهدداً أركان حياتهما معاً؟ مهدداً وجود مستقبل ابنتهما الصغيرة؟ وهل يموت الحب؟ وفي ذات الفترة نشرت مجموعة قصص قصيرة بعنوان "المتاهة"».

وعن مشاركاتها قالت: «شاركتُ برواية "زلة عشق" بمعارض عدة في "القاهرة"، "الجزائر"، "الشارقة" و"البحرين" ووصلت إلى "الدنمارك"، "تركيا" و"السعودية"، وإنها لمغامرة رائعة أن ترى أفكارك تسافر من بلد لبلد».

أحمد الطبل

وعن الصعوبات التي واجهتها قالت: «أكبر الصعوبات هو أن الكتابة لا تعتبر عملاً ناجحاً في مجتمعنا، ولا يوجد جامعة تدرّس الكتابة والإبداع، لذا عليك أن تتعلم بنفسك، لكن انضمامي لنادي "شام" الثقافي عام 2019 ساعدني كثيراً ودعم توجهاتي الأدبية، وشاركت من خلاله بعدة فعاليات وتم تكريمنا في اتحاد الكتاب العرب، وشاركت أيضاً بمعرض الكتاب في مكتبة "الأسد" بالمجموعة القصصية "المتاهة"».

وختمت "الهاشم" بالقول: «أحب قصص الخيال كثيراً، وكلما ألهمني شيء، موقف من الحياة، كتاب، أغنية، فيلم، حلم، أمسك قلمي وأبدأ بالكتابة، ومن خلال كتاباتي أحاول أن يكون لدي أثر بعالم الكتابة لأوصل صوت الذين سلبتهم الظروف صوتهم».

"أحمد الطُبَل" مدير نادي "شام" الثقافي في "دمشق" قال عنها: «"فاطمة هاشم" ورغم صغر سنها، إلا أنها استطاعت أن تثبت نفسها في عالم الكتابة، فهي شابة نشيطة ومتميزة بدراستها، ومن النادر أن ترى شابة بهذا العمر قادرة على أن يكون لديها هذا الكم من الإنتاج الأدبي والمشاركات النشطة بالإضافة لنشاطها التطوعي ضمن فريق نادي "شام" الثقافي».

الكاتب والسيناريست "بشار بطرس" قال عنها: «"فاطمة" ومن خلال كتاباتها استعملت لغة مطواعة مع القليل من الأخطاء الإملائية والنحوية، فكانت اللغة مناسبة مع طبيعة النصوص التي كتبتها، لا تأتي فوق النص لتفرض ألاعيبها عليه، فأدّت بذلك وظيفتها، ولقطاتها جميلة من نوع السّهل الممتنع، من قال إنّ السهولة سهلة التناول؟ إنّ أجمل الجرار تُصنع من الطين العادي».

جدير بالذكر أنّ "فاطمة هاشم" من مواليد "ريف دمشق" عام 1993، درست الكيمياء التطبيقية وحالياً طالبة إعلام سنة ثانية.