مشروعٌ تعليمي ونتاجُ أفكار طموحة، تمّ من خلاله استعراض الإيجابيات التي تساعد في رسم غد أفضل للمنظومة التعليمية، وهو تطبيق يهدف إلى تحويل المنهاج المدرسي ذي القالب الجامد إلى لعبة تفاعلية ممتعة للأطفال، بحيث تحفزّهم على الدراسة والتعلم وتقوي مهارات الاستماع لديهم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المهندس "يامن نعني" بتاريخ 8 أيار 2020، ليحدثنا عن فكرة وبداية المشروع، فقال: «استمتع ببرمجة تطبيقات الألعاب التي هي صلب عملي، وقمت بتقديم مشروع إلى شركة "Pilotlabs"، وهي مسرّعة أعمال، تدعم المشاريع الريادية والشبابية الناشئة التي هي مجرد فكرة إلى أن تكبر وتصبح مشروعاً، وذلك من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي وكلّ الإمكانات اللازمة، وقد حظي مشروعي "تصميم وبرمجة تطبيقات الألعاب الإلكترونية" من بين عدة مشاريع قُدمت إلى الشركة بالقبول، بعد أن أضافت الشركة مقترحاً بأن تكون هذه الألعاب تعليمية وهادفة، وهنا بدأ تفكيري يتجه إلى تصميم تطبيق تعليمي يحفّز الأطفال على الدراسة خاصة بعد ملاحظتي لفئة الأطفال الذين يمضون الوقت الأكبر على الإنترنت في لعبهم ألعاب العنف والقتال بعيداً عن تحصيلهم العلمي، وخاصةً أن محتوى الإنترنت ذو تأثير ضار لهم، وقمت بطرح الفكرة على صديقتي "ريم حامد" كونها معلّمة لهذه الفئة ولديها شغف في التعلّم والتعليم لتقوم بتقديم الدعم لي من خلال الأفكار التعليمية التي اكتسبتها».

نحن الآن في عصر التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية، وبحاجة لنواكب هذه التطورات بشكل هادف ومفيد، وفكرة التعلم عن طريق اللعب للأطفال أثبتت نجاحها بشكل كبير، فأصبح أطفالي يمضون وقتاً أكبر في اللعب في تطبيق "تيو" بدلاً من الألعاب العبثية التي لا فائدة منها سوى تطبيعهم بالعنف والقتال، وكانت مادة العلوم إثرائية جداً إلى جانب منهاجهم الدراسي، وبالنسبة للغة الإنكليزية التي تم طرحها مجدداً، فأنا أستمتع مع أطفالي عندما نقوم بالدراسة عن طريقها وتخطي مراحلها الممتعة التي تبقى عالقة في أذهانهم، أشكر فريق "تيو" على هذه المبادرة الرائعة التي خففت أعباء الأمهات في تعليم أبنائهم وأضافت متعة وتحفيزاً للأطفال

المدرّسة "ريم حامد" المشرفة على القسم التعليمي وشرح الدروس في التطبيق، تقول: «أنا معلّمة للمرحلة الابتدائية منذ خمس سنوات، وشغفي للأطفال وتعليمهم له الدور الأكبر في استنتاجي للأفكار التعليمية المطروحة في التطبيق، وقد واكبت تطوير المنهاج المدرسي خلال عملي، ولمست معاناة الأطفال، كون المنهاج يعتمد بشكل كبير على مهارات الطفل، فيقضي معظم أهاليهم وقتهم في البحث على الإنترنت من أجل تعليمهم، وأيضاً الاحتياج لمحتوى عربي في ازدياد وخاصة في ظل الظروف الحالية، إذ إنّ معظم الشركات والمؤسسات بدأت توجهاً ملحوظاً للاهتمام بالتعليم الإلكتروني، لذا قمنا باستهداف المنهاج التعليمي المتبع حالياً في المدارس السورية، ليبقى الطفل في أوقات راحته وفراغه بتماس مباشر مع منهاجه التعليمي، وبدأنا تكريس جهودنا الموجهة لفئة مرحلة التعليم الابتدائي بتقسيم العمل إلى قسمين، دوري أنا القسم التعليمي منه وهو شرح الدروس وتقديم الأفكار التي تجذب انتباههم وتسليهم في آن واحد، و تولى "يامن" قسم البرمجة، وبعد أن اخترنا اسم التطبيق "تيو".

منصة "تيو" التعليمية

كانت أول مادة اخترناها هي "العلوم"، وبدأنا بتطويرها في آذار 2019، كنت أقوم بتحليل أفكار كل درس وتحديد الأهداف المرجوة منه، وتحويله إلى قصة بشكل ورقي، ليقوم "يامن" بتحويلها عن طريق البرمجة إلى رسومات وشخصيات ومراحل في اللعبة، ونقوم بتجريب نسخة أولية على الأطفال وتسجيل الملاحظات التي بحاجة إلى تعديل بعد أن نرى ردود أفعال الأطفال أثناء استخدامها.

بعد أن انتهينا من مرحلة التجريب وتعديل الملاحظات المطلوبة، قمنا بطرح اللعبة في سوق "Google Play " لمنهاج مادة العلوم للمرحلة الابتدائية، فلاقت قبولاً كبيراً، لذا اتجهنا لمادة اللغة الإنجليزية وأيضاً تم طرحها، وحالياً نقوم باستكمال باقي المنهاج ولكن بطريقة مطورة أكثر».

من الأطفال الذين يستخدمون تطبيق "تيو"

يضيف "يامن": «أستمتع عندما أقوم ببرمجة هذا التطبيق، لأنها المرة الأولى التي أقوم ببرمجة تطبيق هادف يستطيع تغيير أفكار جيل بأكمله وتطوير مهاراته إذا تم استخدامه بالشكل الأمثل، وبعد أن انتهينا من مادة العلوم، بدأت المسؤوليات تكبر وضغط العمل يزيد، وكان علينا أن نقوم بتشكيل فريق كامل متعاون، وأسسنا فريق "تيو"، الذي يقسم إلى عدة أقسام: قسم تطوير المناهج الذي كانت مهمته في المراحل الأولى تطوير الأفكار بالاعتماد على المنهاج الدراسي لبناء محتوى أولي، وحالياً يقوم بدراسة العديد من المناهج العربية للقيام بإعداد مناهج مواكبة وتفاعلية في آن واحد، قسم تطوير التطبيق يقوم باستخدام محرك الألعاب "Unity 3D" مع العديد من الخدمات التي تساعد على دراسة وضبط تفاعل المستخدمين مع التطبيق، أما قسم التسويق كان في المراحل الأولى يقوم بعملية التسويق يدوياً لضبط عدد المستخدمين لدراسة ردود الأفعال والقيام بالتحسين المطلوب، أما حالياً يتم التسويق إلكترونياً عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي للسوق السورية».

"روبان خليل" والدة لطفلين في المرحلة الابتدائية ممن استخدموا تطبيق "تيو" في دراستهم، تقول: «نحن الآن في عصر التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية، وبحاجة لنواكب هذه التطورات بشكل هادف ومفيد، وفكرة التعلم عن طريق اللعب للأطفال أثبتت نجاحها بشكل كبير، فأصبح أطفالي يمضون وقتاً أكبر في اللعب في تطبيق "تيو" بدلاً من الألعاب العبثية التي لا فائدة منها سوى تطبيعهم بالعنف والقتال، وكانت مادة العلوم إثرائية جداً إلى جانب منهاجهم الدراسي، وبالنسبة للغة الإنكليزية التي تم طرحها مجدداً، فأنا أستمتع مع أطفالي عندما نقوم بالدراسة عن طريقها وتخطي مراحلها الممتعة التي تبقى عالقة في أذهانهم، أشكر فريق "تيو" على هذه المبادرة الرائعة التي خففت أعباء الأمهات في تعليم أبنائهم وأضافت متعة وتحفيزاً للأطفال».

من واجهات التطبيق

الجدير بالذكر أنّ المهندس "يامن نعني" خريج كلية الهندسة الميكانيكية، مواليد "دمشق" عام 1994، والمدّرسة "ريم حامد" خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مواليد "القنيطرة" عام 1995.