بإرادةٍ وهمّةٍ عالية، استطاع "محمد شاهين" أن يتعلم المعلوماتية ويعلّمها، متجاوزاً الصعوبات برغبةٍ كبيرةٍ في النجاح، ليثبت ذاته من خلال مساعدته للآخرين وتقديمه المعلومات لهم عن بعد.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "محمد شاهين" بتاريخ 26 آذار 2020 وعن ميله للمعلوماتية يقول: «رحلتي مع استخدام الحاسوب بدأت انطلاقاً من عدم قدرتي على الكتابة بالقلم بسبب إعاقتي حيث حصلت بعد تعبٍ وجهدٍ كبيرين بذلته عائلتي في الصف الأول الابتدائي على استثناء من وزير التربية ليتم قبولي في جميع مدارس القطر على أن أقوم بإنجاز كل ما يطلب من واجبات وامتحانات من خلال الكتابة على الحاسوب، وعندما أصبحت في الصف الأول الثانوي عام 2013 كان لي شرف مقابلة السيدة الأولى "أسماء الأسد" عند انطلاقة مشروع "أبهة" حيث كنت متطوعاً في "الأمانة السورية للتنمية"، وطلبت منها أن تبقى مطلعة على مسيرتي التعليمية، وعندما حصلت على شهادة الثانوية المعلوماتية عام 2016 بمجموع وقدره 74.7% قامت السيدة الأولى بتكريمي أنا وعائلتي».

لطالما عرفنا زميلنا "محمد شاهين" بحبه للتعاون والتميز، انضم إلى فريقنا وأثبت نفسه كعضو مميز يحب تقديم المساعدة، حيث ساعد عن بعد عدد من الطلاب الجدد، وأعطاهم كل المعلومات اللازمة عن جامعتنا الخاصة وعن طريقة التسجيل وغير ذلك، وأثبت لنا ولزملائه في كلّ المحافظات السورية أنه صاحب مسؤولية، هو الطالب، الزميل، الفني والموظف، لكنه يحتاج إلى من يفهمه ويفتح له الباب على مصراعيه

وعن نشاطاته التطوعية وعمله يتابع بقوله: «في الصف الثالث الثانوي شاركت في "ماراثون الدراجات الهوائية" الذي نظمته مدرسة "طائر الفينيق الخاصة" في "طرطوس" لدعم ذوي الإعاقة بتاريخ 12 كانون الأول 2015، وعملت في مجال الأرشفة الإلكترونية لديهم عامي 2016 و2017، كما تطوعت في برنامج "مسار" التابع لـ"الأمانة السورية للتنمية" في مجال تصميم تطبيقات الويب من شهر أيلول عام 2017 وحتى شباط 2019، وفي عام 2018 شاركت بمناسبة "يوم المعاق العالمي" في فعاليات المهرجان الفني الثالث ضمن فقرة "قصة نجاح" وامتزج شعوري آنذاك بين الفرحة والإنجاز حيث وقفت على مسرح "دار الأوبرا" أمام الحضور ورويت قصتي، وفي عام 2019 شاركت بماراثون "أصحاب الهمم"، إضافةً إلى أنني عملت مدرباً للكادر التعليمي في جمعية "أمل الغد" للمصابين بالشلل الدماغي، ودربتهم على أساسيات استخدام الحاسوب، واستخدام برامج "أوفيس"، وكيفية ضبط إعداداته، والبحث في الإنترنت وغير ذلك، واستمرت الدورة التدريبية خمسة أيام».

من مشاركاته

وعن عمله الحالي ورسالته للمجتمع يقول: «في تشرين الأول عام 2019 انتسبت لفريق الدعم الطلابي التطوعي في "الجامعة الافتراضية السورية" كمنسق متابعة وتخطيط، وهو فريق مكون من مجموعة شباب وشابات من طلاب الجامعة مؤلف من خمسين عضواً موزعين على جميع المحافظات السورية وخارج "سورية" أيضاً، يقدم الإجابات على تساؤلات الطلاب المتعلقة بالجامعة، خاصةً في بداية رحلتهم الجامعية.

ورسالتي في الحياة هي تحويل الإعاقة إلى طاقة، لكن يحتاج ذوو الإعاقة في مجتمعنا السوري إلى تأهيل المرافق العامة والمواصلات بما يتناسب مع مختلف الإعاقات».

على مسرح "دار الأوبرا"

من جهتها "رقية عرنوس" مديرة فريق الدعم الطلابي التطوعي في "الجامعة الافتراضية السورية" تقول: «لطالما عرفنا زميلنا "محمد شاهين" بحبه للتعاون والتميز، انضم إلى فريقنا وأثبت نفسه كعضو مميز يحب تقديم المساعدة، حيث ساعد عن بعد عدد من الطلاب الجدد، وأعطاهم كل المعلومات اللازمة عن جامعتنا الخاصة وعن طريقة التسجيل وغير ذلك، وأثبت لنا ولزملائه في كلّ المحافظات السورية أنه صاحب مسؤولية، هو الطالب، الزميل، الفني والموظف، لكنه يحتاج إلى من يفهمه ويفتح له الباب على مصراعيه».

بدورها والدته "هبة رعد" تقول: «"محمد" شاب الطموح يسعى دائماً ليحول إعاقته لطاقة ونجاح وتميز، بحكم إعاقته الجسدية كان صعب جداً استخدام القلم للكتابة وليستطيع مواكبة التعلم، كان الحل الوحيد باستخدام الحاسوب، وبمساعدة أخيه استطاع أن يتخطى كل الصعاب التي واجهته، ومع الوقت أصبح الحاسوب رفيقه ومن خلاله يحقق النجاح، حيث واجهتنا الكثير من الصعوبات منها عدم تقبل المجتمع لوضعه، ولا سيما عند وجوده بين أشخاص أصحاء في المدرسة، لكنها زالت بالإرادة والتصميم».

من نشاطاته التطوعية

بدورها "علا محمد" مدرسة وموظفة في الجامعة تقول: «"محمد شاهين" طالب في الجامعة الافتراضية التي أعمل فيها معاون مدير امتحانات، بداية معرفتي به كانت من خلال التدريس كوني مدرسة لطلاب السنة الأولى لبعض المواد الأساسية، كان الفصل الأول له ضمن الجامعة ببرنامج الإجازة بتقانة المعلومات "bait" لم ألاحظ عليه أي فرق عن بقية زملائه، فهو ملتزم ومتابع جداً، يشارك بالمعلومة ويناقش فيها، لا يتردد بطرح أي سؤال للاستفسار عن كل ما يخص دراسته، في البداية لم أعرف وضعه، ولكن بحكم أنني موظفة ضمن الجامعة عرفته من خلال قوائم ترسل للمراكز بأسماء الطلاب الذين يعانون من أوضاع خاصة ليتم التعامل معهم بشكل مرن أكثر في الامتحانات، يتميز بإرادته القوية، متابعته والتزامه واضحان لمدرسيه».

يذكر أنّ "محمد شاهين" من مواليد "دمشق" عام 1998، مصاب بالشلل الدماغي الرباعي التشنجي، يدرس حالياً في السنة الثالثة "تقانة معلومات" اختصاص نظم المعلومات الإدارية في "الجامعة الافتراضية السورية"، ويعمل اختصاصي تسويق في شركة "EAZYTRON".