لتقديم فائدةٍ علميةٍ فيما يخص آلية انطلاق الطائرات والصواريخ، وبما يكفل الحفاظ على استقرار الهيكل أثناء إطلاقه في الهواء، وتحسين دقة الإصابة، أنجزت "ساندرا أبو الخير"، و"لانا طيفور" خرّيجتا كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية مشروع دراسة التحكم بانفصام الطبقة الحديّة لهيكل صاروخ مجنح.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 شباط 2020 المهندسة "ساندرا أبو الخير" لتحدثنا عن مشروعها وزميلتها، فقالت: «قمنا بإنجاز مشروع تخرجنا وزميلتي "لانا طيفور"، والذي يحمل عنوان "دراسة التحكم بانفصام الطبقة الحديّة لهيكل صاروخ مجنح أرض-أرض بالطرق المخبرية والحاسوبية"، حيث شاركنا من خلاله في معرض كلية الهمك لعام 2019، بتشجيع ودعم من عمادة كليتنا، قمنا بدايةً بوضع هدف الدراسة، وهو البحث عن أساليب حديثة للحصول على الاستقرار أثناء حركة الصاروخ في الهواء، والذي بدوره سينعكس على عدة أمور أهمها توفير شحنة الوقود الموجودة داخل الصاروخ، وثانياً تحسين دقة إصابة الهدف سواءً كان صاروخاً قريباً أو متوسطاً أو بعيد المدى، وذلك بالاعتماد على دراسات مرجعية موجودة والعمل على تطويرها، وبدأنا بدراسة الطبقة الحديّة على هيكل الصاروخ، ومن ثم قسنا تدرجات الضغط على الهيكل، وفي نقطة من النقاط وُجد لدينا ضغطٌ موجبٌ عالٍ مفاجئ غير مستحسن، وهذا يعني أنه في هذه النقطة سوف تقارب سرعة جزيئات الهواء الصفر، وستغيّر من اتجاه حركتها، وستتشكل لدينا أعاصير موضوعية، ومع كثرة هذه الأعاصير ستتشكل لدينا جديلة إعصارية تعيق حركة الصاروخ وتقلل من استقراره، وفي النقطة التي وُجد فيها الضغط العالي نطبق واحدةً من طرق التحكم بالطبقة الحديّة والتي هي طريقة ثقوب الامتصاص المتجانسة، حيث تمّ توزيع عدد من الثقوب متساوية الأبعاد على دائرة هيكل الصاروخ، وتم ربطه بقنوات داخلية من أجل سحب الهواء، والهدف من هذه الثقوب هو تقليل سماكة الطبقة الحديّة، وبالتالي الحفاظ على سماكة بأقل ما يمكن حتى الوصول إلى الحافّة الخلفية لهذا الصاروخ، بعد أن طبقنا ذلك عدنا لقياس الضغوط، حيث لاحظنا تأخر نقطة الضغط العالي المفاجئ التي كانت عند أربعين بالمئة من مقدمة الصاروخ، وأصبحت عند سبعين إلى ثمانين بالمئة من مقدمته، وبالتالي استطعنا بهذه الطريقة أن نُؤخر حدوث انفصام الطبقة الحديّة».

الغاية من هذه الدراسة هي كيف نستطيع أن نؤخر هذا الانفصام، حيث اخترنا إحدى طرق التحكم بالطبقة الحديّة بما يلائم شكل الصاروخ، والتي هي ثقوب الامتصاص المتجانسة، ومن ثم درسنا تدرجات الضغط على هيكل الصاروخ ونقطة الانفصام المتوقعة، وعلمنا مكان هذه النقطة، ووضعنا ثقوب الامتصاص في هذا المكان، ومن ثم أعدنا الدراسة فتبيّن معنا أننا أخّرنا انفصام الطبقة الحديّة بمقدار سبعين إلى ثمانين بالمئة من مقدمة الصاروخ، كما أننا درسنا المعاملات الأيروديناميكية ومدى تأثرها في تأخير الانفصام، وهذا كان ملخص ونتيجة المشروع الذي قدمناه كمشروع تخرج في العام 2019

"لانا طيفور" الطالبة الثانية المشاركة في إنجاز المشروع، قالت: «الغاية من هذه الدراسة هي كيف نستطيع أن نؤخر هذا الانفصام، حيث اخترنا إحدى طرق التحكم بالطبقة الحديّة بما يلائم شكل الصاروخ، والتي هي ثقوب الامتصاص المتجانسة، ومن ثم درسنا تدرجات الضغط على هيكل الصاروخ ونقطة الانفصام المتوقعة، وعلمنا مكان هذه النقطة، ووضعنا ثقوب الامتصاص في هذا المكان، ومن ثم أعدنا الدراسة فتبيّن معنا أننا أخّرنا انفصام الطبقة الحديّة بمقدار سبعين إلى ثمانين بالمئة من مقدمة الصاروخ، كما أننا درسنا المعاملات الأيروديناميكية ومدى تأثرها في تأخير الانفصام، وهذا كان ملخص ونتيجة المشروع الذي قدمناه كمشروع تخرج في العام 2019».

مجسم المشروع

"خلدون الديب" دكتور في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، ومشرف المشروع، قال: «يعدُّ هذا المشروع الذي أشرفت عليه للطالبتين مميّزاً بنوعيته وللطرح الذي تضمنه، حيث كان بعيداً عن المشاريع التقليدية المكررة التي اعتدنا على الإشراف عليها في الكليّة، حيث يعدُّ من العلوم المتطورة جداً، والتي لم يتم التطرّق إليها بشكل واسع في "سورية"، وهو موضوع تطوير وتحسين الأداء الأيروديناميكي لأيّ جسم يتحرك في الهواء بشكل عام، حيث يمكن تطبيق هذه الطريقة التي طرحت في المشروع على أي جسم بدءاً بجناح الطائرة أو هيكل الطائرة أو ذيل الطائرة أو الصاروخ، أو أي طائرات صغيرة مسيّرة تستخدم لعدة أغراض، وهذا هو الهدف الأساسي للمشروع، وهذا ما يمكن تطبيقه على أرض الواقع، هذا المشروع تطلّب الكثير من الوقت والجهد نظراً لأهمية موضوعه وخطوات دراسته وتطبيقها بكل مراحلها، وأعتقد أنه من المشاريع التي يجب تسليط الضوء عليها والاهتمام بها ودعمها بسبب الفائدة التي يمكن أن يعود بها والتميز الذي يحمله».

يذكر أنّ "ساندرا أبو الخير" من مواليد "ريف دمشق" 1996، و"لانا طيفور" من مواليد "معلولا" عام 1996.

المهندستان ساندرا أبو الخير ولانا طيفور في معرض الهمك