باجتهاد كبير، ورغبة بمساعدة الآخرين، تعلمت "فرح التل" لغة الإشارة، ومارستها باحتراف وتميز، باذلةً قصارى جهدها لدعم الصم وانخراطهم بالعمل التطوعي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "فرح التل" بتاريخ 17 شباط 2020 لتتحدث عن دوافعها لتعلم لغة الإشارة، حيث قالت: «الذي دفعني هو محبتي لهذه اللغة التي جذبتني من خلال متابعتي لمترجم لغة الإشارة "هيثم دادو" على التلفاز، حيث شعرت بأهمية العمل الذي يقوم به.

"فرح" مترجمة لغة إشارة، تترجم لي في دورات التصميم ودورات "عدسة سلام"، وكوني أعمل مصمم أزياء قامت "فرح" بالترجمة لي أيضاً في معهد "اسمود" ومشاريع أخرى شاركت بها للأمم المتحدة، أعتبرها صديقة وليست فقط مترجمة، تحاول باستمرار تقديم الدعم لنا لنحقق النجاح في العمل

في عام 2009 دخلت هذا المجال، وبدأت مع جمعية "إيماء" ضمن مشروع لتعليم الصم مادتي اللغة العربية، والعلوم، ثم درّست مادة التغذية الصحية للنساء الصم لمدة ستة أشهر في جمعية "رعاية الصم"، وبعدها انتقلت بعملي التطوعي إلى جامعة "دمشق"، ورسالتي التي أسعى لتحقيقها هي دعم فئة الصم كأشخاص».

مشاركتها في مشروع "عدسة سلام"

وعن نشاطها التطوعي في جامعة "دمشق"، تتابع قائلةً: «كنت أول مترجمة لغة إشارة ضمن الجامعة بشكل تطوعي بناء على طلب الطلاب الجامعيين الصم، أرافقهم في أغلب محاضراتهم لأترجم الكلام من وإلى الصم، والمواد التي أترجمها هي: الإرشاد الاجتماعي لطلاب الماجستير، وأغلب مواد التربية الخاصة (سنة تانية) كوني مترجمة وطالبة في الوقت نفسه، أي إنّ طلابي هم زملائي أيضاً، وحالياً أصبح هناك فريق تطوعي جديد من جمعية "رعاية الصم" يعمل بترجمة المحاضرات للطلاب الصم، كما عملت مع فريق "عدسة سلام" بالترجمة بلغة لإشارة لسبعة طلاب مشاركين في المشروع».

وتتابع عن احتياجات هذه الفئة بقولها: «بشكل عام يحتاج الصم إلى الدعم، إذ إنهم بحاجة لمترجم للغة إشارة متوافر في المؤسسات الحكومية والجامعات كي لا ينعزلوا في مدارس خاصة بهم، ويتحقق اندماجهم في المجتمع، ويجب أن تتكيف المدارس والمناهج بطريقة تناسب ذوي الإعاقة السمعية، ومن خلال معرفتي بالصم أجد أنهم يمتازون بقدرة عالية على التخطيط، والتنظيم، ويمتلكون طاقات استثنائية للتعبير عن أنفسهم».

أثناء العمل

وتكمل حديثها قائلةً: «لقائي بالسيدة الأولى هو التكريم الأساسي والداعم بالنسبة لي، وتم بتاريخ السابع عشر من شهر كانون الأول 2019، وأعطاني الكثير من الدعم، وكلامها جعلني أشعر بمسؤولية أكبر لأكمل مشواري في هذا المجال، حيث التقيتها مع الطالبة "هدى محمد"، وهي أول طالبة حاصلة على الماجستير من الصم بعد أن رافقتها لمدة عامين خلال دراستها للإرشاد الاجتماعي».

"حسن خازم" مصمم أزياء من الصم يقول: «"فرح" مترجمة لغة إشارة، تترجم لي في دورات التصميم ودورات "عدسة سلام"، وكوني أعمل مصمم أزياء قامت "فرح" بالترجمة لي أيضاً في معهد "اسمود" ومشاريع أخرى شاركت بها للأمم المتحدة، أعتبرها صديقة وليست فقط مترجمة، تحاول باستمرار تقديم الدعم لنا لنحقق النجاح في العمل».

لقاء السيدة الأولى معها ومع الطالبة "هدى محمد"

من جهته "هيثم دادو" مدرب دولي للإعاقة السمعية ولغة الإشارة يقول: «أعرف "فرح" منذ عدة سنوات، كنت معلماً لها في دورات تدريبية لتعليم لغة الإشارة، حيث كنت أعمل أمين سر في جمعية "رعاية الصم"، كانت طالبة ممتازة، وإنسانة نشيطة، ذكية، تحب أن تقدم المساعدة للآخرين، تذكرني ببداياتي عام 1982 لأنها تعمل ببراءة، واندفاع وإخلاص كبيرين، هي إنسانة طيبة، مجتهدة، مندفعة جداً.

ونحن اليوم بحاجة ماسة للعمل التطوعي في ظل الأزمة التي نمر بها، وعملها التطوعي يتميز بالإخلاص، وهي أهل للثقة وتمتلك الكثير من المعلومات، تلقت تدريباً جيداً جداً، وأنصحها بالعودة إلى الأشخاص الأكثر خبرة في هذا المجال لتجنب العقبات التي قد تعترضها».

يذكر أنّ مترجمة لغة الإشارة "فرح التل" من مواليد "دمشق" عام 1989، تعمل حالياً مدرسة مادة العلوم الطبيعية، حاصلة على إجازة في العلوم الطبيعية عام 2013، ودبلوم تأهيل تربوي عام 2014، دبلوم استشاري تغذية عام 2016، تدرس حالياً سنة ثانية تربية خاصة.