في خطوةٍ مهمةٍ الهدف منها تأهيل طلبة كلية الصيدلة للانطلاق نحو سوق العمل، ومزاولة عملهم في صيدلياتهم بعد التخرج، افتتحت كلية الصيدلة في جامعة "دمشق" الصيدلية الافتراضية، بالتعاون بين الكلية ومعمل "يونيفارما" للصناعات الدوائية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت وبتاريخ 12 كانون الثاني 2020 كلية الصيدلة في جامعة "دمشق"، التقت عميد الكلية الدكتورة "جميلة حسيان" التي حدثتنا حول الصيدلية الافتراضية بالقول: «طبقت هذه الفكرة في جامعتي "تشرين"، و"حلب"، وتم افتتاحها في "دمشق"، ورغم أنّ اسمها صيدلية افتراضية، لكنها محاكية تماماً للصيدليات الكاملة التي يتم فيها عمليات بيع وشراء الأدوية، والفارق الوحيد أن الأدوية الموجودة فيها والتي تعود لمعظم الشركات الدوائية السورية ليست للبيع، بل هي متاحة لعدة أهداف منها تعليم الطلبة كيف يتم تصنيف الأدوية، إما حسب الشركات المصنعة، أو التأثيرات الدوائية».

كطالب في كلية الصيدلية، أرى أن أهمية الصيدلية الافتراضية تكمن في كونها ستوفر على الطالب تعب البحث عن صيدليات تستقبله لغرض التدريب والملازمة، وسنتعلم من خلالها أساسيات الحياة العملية للصيدلي، وتدبير الحالات المرضية التي نواجهها أثناء الوجود في الصيدلية

وتابعت: «الصيدلية الافتراضية ستكون جزءاً من مادة (الملازمة)، التي تتألف من قسمين هما قسم عملي ونظري، حيث لم تأخذ هذه المادة حقها كما يجب، خاصة خلال سنوات الحرب على "سورية"، فالطلبة أعدادهم آخذة بالازدياد، وأصبح من الصعب أن يجدوا صيدليات يلازمون فيها، كون المطلوب منهم 500 ساعة ملازمة وتدريب، لذا جاءت الصيدلية الافتراضية كجزء من الحل، وأصبح بإمكان الطالب أن يتعلم كيف يتم التعامل مع بعض الحالات المرضية التي ترد إلى الصيدليات، وكيف يصرف الدواء بشكل صحيح، ليضمن الاستفادة منه بالشكل الأمثل، وفق الإرشادات الصحيحة التي يمليها الصيدلاني على المريض، وأيضاً تدريب الصيدلاني على قراءة الوصفات، خاصة إذا كانت مكتوبة بخط يد الطبيب، وكيفية التعامل مع بعض حالات الإسعافات الأولية التي قد ترد إلى الصيدلية كحالات الحروق، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها، وترجمة شكوى المريض الصحية، وتحويله إلى الطبيب المختص في حال استلزم ذلك».

عميد كلية الصيدلة د."جميلة حسيان"

وأكملت بالقول: «سنركز في عمل الصيدلية الافتراضية على طلاب السنة الخامسة، حيث سيتم تقسيمهم إلى فئات عملي، ستدخل الصيدلية وتزاول فيها عملها، ليتم تدريبهم على التعامل مع الحالات المرضية التي قد يواجهها الصيدلاني في صيدليته، وأيضاً التدرب على محاورة الناس، والتعامل مع الشرائح المختلفة من المجتمع، فالصيدلاني صمام أمان، فهو الذي يعطي الإرشادات الصحيحة لاستعمال الدواء، وينشر الوعي الطبي بين المرضى».

الصيدلاني "عبد الله أتاسي" طالب ماجستير صيدلة صناعية في جامعة "دمشق" قال حول الصيدلية الافتراضية: «فكرة افتتاح مثل هذه الصيدلية ضمن الجامعة هي خطوة هامة بالنسبة للطلبة، وتفيدهم بشكل مباشر، فهي تفتح الأبواب أمامهم للإلمام بالأسماء التجارية للشركات الدوائية قبل الدخول إلى سوق العمل ما يوفر عليه الوقت بعد التخرج، فالصيدلية شاملة، ومعظم الشركات الدوائية السورية مساهمة في تكوينها من خلال منتجاتها، كما أنها فرصة حقيقية لتأهيل الصيدلاني لأجواء سوق العمل بكل جوانبها قبل تخرجه وبدء مزاولته لعمله في صيدليته».

الصيدلية الافتراضية من الداخل

"أحمد العوض" طالب صيدلة سنة رابعة من فريق "PH Perfect" الناشط عبر "الفيسبوك" فيما يخص أخبار الصيدلة، قال حول الصيدلية الافتراضية: «كطالب في كلية الصيدلية، أرى أن أهمية الصيدلية الافتراضية تكمن في كونها ستوفر على الطالب تعب البحث عن صيدليات تستقبله لغرض التدريب والملازمة، وسنتعلم من خلالها أساسيات الحياة العملية للصيدلي، وتدبير الحالات المرضية التي نواجهها أثناء الوجود في الصيدلية».

"علي الجاسم" طالب سنة خامسة في كلية الصيدلة بجامعة "دمشق" ومن فريق "PH Perfect" أيضاً قال: «بالنسبة لي كطالب في السنة الأخيرة، فهذه الصيدلية ستكون جزءاً عملياً من مادة "الملازمة" التي يدرسها طلاب هذه السنة، وسنتعرف من خلالها على الأصناف الدوائية رفقة خبراء سنتعلم منهم الكثير في عالم الأدوية الواسع، فالصيدلية خطوة ستوسع آفاق المعرفة بالمعامل المختصة بتصنيع الدواء، والمميزات الصناعية والطبية لكل منها».

الصيدلاني "عبد الله أتاسي"

يذكر أنّ الصيدلية الافتراضية افتتحت في 8 كانون الثاني 2020، تقدمة الشركة العالمية للصناعات الدوائية "يونيفارما"، وتحتوي على عدد كبير من الأدوية التي تغطي معظم الحالات المرضية بالإضافة إلى وجود مساهمات من شركات طبية تجميلية.