سعياً لإيجاد حلّ لصعوبة تقديم خدمة الإنترنت للعديد من المناطق المنكوبة والنائية، ابتكر ثلاثة من خريجيّ كلية "الهمك" نظام اتصالات لبثّ الإنترنت عبر طائرة مسيّرة، بحيث يشكل هذا النظام حجر أساس جاهز للتنفيذ على أرض الواقع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 كانون الأول 2019 المهندس "أبي ديب" ليحدثنا عن مشروعه وزملائه حيث قال: «درست في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية اختصاص هندسة إلكترونيات واتصالات، وتخرجت منها في عام 2019 حيث طرحت مشروع التخرج بالاشتراك مع زميليّ "أحمد الإدلبي" و"لؤي شيخ درويش" والذي حمل اسم "Skynet" وهو محاكاة لنظام اتصالات طوارئ للمناطق المنكوبة والنائية عن طريق طائرة مسيّرة باستخدام تقنيتي الليزر و(واي ماكس)، من حيث الفكرة فقد ولدت من حقيقة أنه هنالك العديد من المناطق على كوكبنا تفتقر لخدمة الإنترنت التي أصبحت في عصرنا هذا مقوم من مقومات الحياة، بالإضافة إلى أنه يوجد الكثير من المناطق التي تخرج فيها البنية التحتية لشبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية عن العمل نتيجة الحروب أو الكوارث الطبيعية أو لأسباب أخرى، لذلك توجب العمل على إيجاد مشروع خدمي يتم من خلاله إيصال خدمة الإنترنت لهذه المناطق بأسرع وقت ممكن، ومن هنا أتت أهمية مشروعنا كونها تعمل على تجاوز هذه العقبة بالنسبة للمناطق المنكوبة والنائية، بدأنا العمل على إنجاز المشروع الذي استغرق حوالي ستة أشهر بين التطبيق النظري والعملي فكان لنا نفس الدور في التنفيذ حيث كنا نبحث عن الفكرة سويةً ونعمل على تنفيذها في كلا الجانبين النظري والعملي، واستطعنا خلال هذه المدة برمجة نظام الاتصالات هذا حيث أصبح قابلاً للتطبيق على أرض الواقع مباشرةً، ووضعه قيد التنفيذ» .

بالنسبة للجانب النظري للمشروع فقد تركزت الدراسة فيه على انتشار الليزر في الفراغ الحر بين المحطة المزودة بخدمة الإنترنت والطائرة المسيرة المحلقة في الجو، ودراسة الضياعات التي تتعرض لها الوصلة الضوئية اللاسلكية، كما تمت دراسة تقنية (واي ماكس) بإصداراتها وأنواعها والميزات التي تدعمها والظواهر الفيزيائية التي تتعرض لها القناة اللاسلكية

"أحمد الإدلبي" المهندس الثاني المشارك في تنفيذ المشروع حدثنا عن آلية التنفيذ النظرية، فقال: «بالنسبة للجانب النظري للمشروع فقد تركزت الدراسة فيه على انتشار الليزر في الفراغ الحر بين المحطة المزودة بخدمة الإنترنت والطائرة المسيرة المحلقة في الجو، ودراسة الضياعات التي تتعرض لها الوصلة الضوئية اللاسلكية، كما تمت دراسة تقنية (واي ماكس) بإصداراتها وأنواعها والميزات التي تدعمها والظواهر الفيزيائية التي تتعرض لها القناة اللاسلكية» .

مشاركة المشروع في معرض الهمك

"لؤي شيخ درويش" المهندس الثالث المشارك في التنفيذ حدثنا عن أهمية أجزاء المشروع والتقنيات المستخدمة في جانبه العملي، فقال: «بالنسبة للجانب العملي وبالحديث عن مكونات المشروع والتقنيات المستخدمة في تنفيذه وأسباب تفضيل استخدامها فبالإمكان التركيز على سبب اختيارنا للطائرة المسيرة (الدرون) فبطائرة واحدة نستطيع تغطية أضعاف المساحة التي سيغطيها البرج الثابت الذي قد لا نستطيع إدخاله إلى المنطقة المراد إيصال الخدمة إليها لأسباب تتعلق بانقطاع الطرقات في حالة الكوارث الطبيعية، أو حصار بقع جغرافية محددة في حالة الحروب، كما أنّ البرج الثابت ربما يكون أمامه أبنية أو أشجار أو جبال أو أي من العوائق الموجودة على الأرض والتي تصعب مهمة إيصال الخدمة، وبالتالي ستكون طائرة (الدرون) أكثر فاعلية وأسرع في الوصول مع العلم أنها مكلفة أكثر من البرج الثابت وتحتاج دقة أكبر في التعامل، أما عن سبب اختيار تقنية (واي ماكس) فيرجع إلى قدرة هذه التقنية على قطع مسافات كبيرة بسرعات نقل عالية ولعدد كبير من المستخدمين، وبالنسبة لتقنية الليزر فقد تم اختياره في اتصال خط نظر بين المحطة و(الدرون) وذلك لأن الليزر أسرع في التجهيز وأقل عرضة للتشويش والاختراق من الأمواج الراديوية، بالإضافة إلى كون تجهيزات نظام الليزر أخف وزناً من تجهيزات أنظمة الاتصالات الراديوية، وبهذه التقنيات مجتمعة وبتوظيفها حصلنا على نظام اتصالات يبث الإنترنت عبر طائرة الدرون والتي ستعمل كجهاز بث ضخم من السماء إلى الأرض وتقديم الخدمة لجميع المستخدمين» .

"نضال زيدان" دكتور في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية ومشرف المشروع، قال: «تأتي أهمية المشروع من كونه يقدم خدمة الإنترنت للسكان القاطنين في أماكن ذات تضاريس جغرافية صعبة كالقرى الجبلية أو الواقعة بين الوديان أو النائية، إذ إن تخديم هذه المناطق يتطلب تكلفةً مادية باهظة وتجهيزات لوجستية يجب أن تكون بمأمن طوال الوقت، من ناحية ثانية فإن أهمية المشروع في وطننا تنبع من الحاجة إلى تخديم المواطنين بالمناطق المنكوبة نتيجة الحرب الظالمة على وطننا بخدمة الإنترنت بكافة أبعادها من تواصل وتثقيف والبقاء على الاطلاع بآخر المستجدات، كل ذلك دون الحاجة إلى إنشاء محطات أرضية قريبة من هذه المناطق حتى لا تكون عرضة للتخريب أو التدمير على أيدي الإرهابيين، أما بالنسبة للطلاب الذين قدموا هذا المشروع فكانوا يتابعون العمل فيه بشكل متواصل على مدار السنة وحرصوا دائماً على التواصل معي كمشرف على المشروع بشكل أسبوعي وشبه منتظم، بالإضافة لذلك فهم من الطلبة المجدين والمتميزين والمثابرين على عملهم ولديهم أمل كبير وإمكانيات علمية مميزة لتحقيق طموحاتهم».

من معرض الهمك

يذكر أنّ " أبي ديب" من مواليد "إدلب" 1997، و"أحمد الإدلبي" من مواليد "دمشق" 1997، و"لؤي شيخ درويش" من مواليد "ريف دمشق" 1993.