مزجت بينَ الكلاسيكية والحداثة، وحاولت الحفاظ على الطابع الشرقيّ، وسعت لاكتسابِ الخبرات في هذا المجال من شتى المصادر، ولم تتوانَ عن نقل موهبتها للطلّاب، فبرزت من خلال ما حققته لتكون من الروّاد في عالم التصميم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 تشرين الثاني 2019 مصممة الديكور "علياء جزائرلي" لتحدثنا عن بداياتها في عالم الرسم والتصميم، حيث قالت: «درست في كلية الفنون الجميلة اختصاص عمارة داخلية (ديكور) في جامعة "دمشق"، وتخرجت منها عام 2019، أما عن الموهبة في هذا المجال فهي متأصلة لديّ منذ الصغر، فقد كنت أحب مادة الرّسم وتلقيت تشجيعاً كبيراً من عائلتي وأساتذتي خلال المرحلة الثانوية ما شجعني على الخضوع لعدّة دورات في هذا المجال، وكان ذلك في مركز الفنون التشكيلية مدة ثلاث سنوات، حيث شاركت في الكثير من المعارض التي أقامها المركز في "دمشق"، وبحكم اختلاطي بفنانين أكبر سناً وحرفيةً مني في ذلك الوقت تعلمت الكثير منهم وشجعوني على دخول كلية الفنون الجميلة والعمل على تطوير موهبتي، وبعد دخولي الكلية حاولت أن أجرب جميع أقسام واختصاصات هذا المجال لأحدد ما هو القسم الذي أجد نفسي أكثر إبداعاً فيه، حيث رسمت البورتريه ورسمت بالحبر، وجربت رسم الحيوانات، وكذلك بعض الرسومات الهندسية لأحدد ما هو القسم الذي أجد نفسي أكثر مرونة وإبداعاً فيه، فوجدت ميولي ترجح نحو كفة التصميم الهندسي الذي حصلت على أعلى الدرجات في مواده، فرغبت بأن أتابع دراستي في هذا الاختصاص وأعمل على تطوير نفسي في جميع جوانبه».

أرى في "علياء" شخصاً مميزاً جداً، دائمة البحث عن التطوير الذاتي، لديها شخصية مستقلة وواثقة بنفسها ومملوءة بالطاقة، كما لديها الجرأة على التجربة والاكتشاف، شغوفة للتعلم سواء تعلم الجديد أو التعلم من الأخطاء، نشيطة ودؤوبة وتعمل على تطوير نفسها بشكل دائم، وهذا ما ينعكس على تصاميمها التي أنجزتها بشكل عام، هذا الرأي كونته من خلال أعمالها التي اطّلعت عليها أثناء تدريسي لها في الجامعة

وعن أهم تصاميمها وأعمالها تابعت بالقول: «أهم تصميم بالنسبة لي، كان مشروع تخرجي الذي حمل فكرة غريبة وجريئة بعيداً عن التصاميم التقليدية التي تتوفر بكثرة كتصاميم الفنادق والمنتجعات وغيرها، ولاقى استحسان جميع أساتذتي الجامعيين، حيث تناولت فكرة تصميم يحتاجه بلدنا بصورة مُلحّة وهو "المقبرة" و"مجمع الإيلام"، وبحكم وجودي في "دمشق" فإني أعرف المقابر جيداً وأراها غير منظمة بطريقة صحيحة ولا يوجد مسارات للمشي بداخلها، ولا يوجد بجانبها مجمع لخدمة أهل المتوفى، ومن هنا كانت أهمية المشروع الذي أعددته بطريقة منظمة من قواعد وخدمات موجودة في مكان واحد دون الحاجة للتنقل من أجل استكمال إجراءات العزاء. وبالنسبة للمجمع فقد تضمّن مُصلّى وعدة صالات عزاء ومطاعم عزاء، وفكرة المطاعم كانت بحكم أن هذه العادة لا تزال مستمرة معنا حيث يُقدَم الطعام للناس المُعزين، فهذه الأماكن تختصر المعاناة ومشقّة التنقل على ذوي المتوفى بشكل كبير. وقد خلطت في تصميمها الحداثة مع الطابع الإسلامي الشرقي والزخرفة الإسلامية التي حاولت الحفاظ عليها قدر الإمكان.

بورتريه بالفحم للفنانة عفراء حمشو

بالإضافة إلى أنني أنجزت عدة تصاميم أخرى، ومنها معرض سيارات "مارسيدس" الذي قوبل بالكثير من التشجيع والمديح، كما كنت قد صممت (شاليه) على شاطئ البحر بطريقة عصرية أيضاً، وأنجزت غير ذلك الكثير».

واستكملت "جزائرلي" الحديث عن تجربتها في تدريس وتعليم الرسم للطلاب، قائلة: «كنت متطوعة في جمعية "تنظيم الأسرة" فرغبت بأن أقدم دورات مجانية للطلاب المقبلين على التقدم لامتحان القبول في كلية الفنون الجميلة والتي بلغ عددها أربع دورات، ولاقت الكثير من القبول حيث ضمّت أكثر من أربعين طالباً وطالبة، والفرحة كانت عندما دخل أغلب المتدربين لديّ كلية الفنون بعد أن ساعدتهم على صقل موهبتهم خلال مدة قصيرة، إضافة إلى أنني أساعد أي طالب يرغب في تنمية موهبته بكل ما لدي من إمكانية، فالطلاب يشغلون حيّزاً خاصاً في نفسي بسبب شغفي في نقل الفن والموهبة لأي طالب يرغب في تطوير نفسه من باب أن الفن لا يمكن أن يكون حكراً على شخص؛ وإنما على العكس أجد الفرحة عند نقله إلى شخص آخر، ورؤية نجاحاته وإبداعه يتحقق من خلال عمله».

تصميم لمطعم بالطريقة الشرقية الإسلامية

"سالي مسرّة" خريجة كلية الفنون الجميلة وزميلة "جزائرلي"، قالت: «"علياء" كانت طالبة مميزة جداً خلال فترة دراستها الجامعية، حيث كانت تبدأ بالرسم أو التصميم بطريقة صحيحة، سواءً من حيث التخطيط ووظيفة المشروع الداخلية أو من حيث انتقاء الألوان ما يجعل النتيجة النهائية للتصميم مبهرة بكلّ جوانبها، فهي شخص مميز ويملك حسّاً إبداعياً، وأفكار تصاميمها احترافية وخيالها مرن، وأرى فيها مصممة داخلية متكاملة من كلّ النواحي، فأي جانب أو تفصيل قد يتطلّبه التصميم الداخلي تكون قادرة على التكيف معه وتنفيذه بسلاسة، وأتوقع أن يبرز اسمها في هذا المجال بحكم اللمسة الإبداعية الطاغية على أعمالها».

"منى خليفة" أستاذة العمارة الداخلية بكلية الفنون الجميلة والهندسة المعمارية بجامعة "دمشق"، قالت: «أرى في "علياء" شخصاً مميزاً جداً، دائمة البحث عن التطوير الذاتي، لديها شخصية مستقلة وواثقة بنفسها ومملوءة بالطاقة، كما لديها الجرأة على التجربة والاكتشاف، شغوفة للتعلم سواء تعلم الجديد أو التعلم من الأخطاء، نشيطة ودؤوبة وتعمل على تطوير نفسها بشكل دائم، وهذا ما ينعكس على تصاميمها التي أنجزتها بشكل عام، هذا الرأي كونته من خلال أعمالها التي اطّلعت عليها أثناء تدريسي لها في الجامعة» .

تصميم مُصلّى على برنامج ثري دي ماكس

يذكر أنّ "علياء جزائرلي" من مواليد "دمشق" عام 1997.