لاحقَ شغفَهُ في الرقص، فشقَّ طريقَهُ منذُ الصِغَر متوجهاً إلى العالميّة إن لم نقلْ أنّه انطلقَ منها، تدرّب بدايةً ضمنَ إمكانياتٍ وظروفٍ بسيطة، لكن موهبته كانت أكبرَ من كلِّ الظروف، فأصبح متمكناً في الرقصِ وتصميمه، وكان لدول كثيرة نصيبٌ من رؤيةِ عروضهِ الراقصة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الشاب "نورس عثمان" بتاريخ 15 أيلول 2019، فقال: «في مرحلة الطفولة كنت مولعاً بالرقص جداً، وعندما أصبح عمري ست سنوات تعلّمت الرقص عند خبير رقص في المركز الثقافي الفرنسي، وبقيت مهتماً بالرقص حتى المرحلة الإعداديّة، فتدرّبت لدى فرقة من تأسيس مدرّب الرقص "محمد عودة" في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، ومن وقتها حتى الآن بقيت في هذه الفرقة، وتحوّلت موهبتي من رغبة إلى احتراف عندما قررت أن أوجه دراستي إلى المعهد العالي للفنون المسرحيّة، وعند دراستي به كانت تجاربي في الأداء فرديّة، فكان يطلق عليّ مصطلح مؤدٍّ وليس راقصاً، وفي العام الثاني من المعهد مزجت بين الرقص والفنّ التشكيلي، ليشكل لوحةً فنيّةً راقصةً مميّزةً ومبتكرة، وأولى تجاربي كانت مع المدرّبة "نورا مراد" في فرقة "ليش"، وعندما تخرجت أصبحت عضواً في الفرقة، وأدّيت أوّل عرض معهم وفي الثاني أصبحت مشرفاً في العرض مع المدرّبة "نورا مراد"، فقدّمنا معاً عرضَ أداءٍ بعنوان "بقاء"، والخبرة الإضافية التي اكتسبتها في المعهد أنّه عرّفني على أنواع الرقص وفتح أمامي أبواباً وخياراتٍ متعددة، كما كنت أحاول خلق نمط حركة خاصٍ بي مختلف عن نمط أساتذتي، وقد تخرّجت من المعهد عام 2015، وانتقلت من دور المتلقّي إلى دور المعطي، فقد أصبحت أستاذاً في المعهد العالي للفنون المسرحيّة في مادّة "الفن المعاصر" ومادة "الريبتوار" و"التقنيّات"، كما أعمل كمصمّم رقص وراقص، وحالياً أعمل على عرض بعنوان "آلة حاسبة" وهو من المسرح الإفريقي وأخطط لعرضه في "ألمانيا"».

العمل مع "نورس" سلس جداً كونه مرن في التعامل مع كل الأشخاص، وبما يخص موهبته فهو عمل سنوات طويلة في مجال الرقص واستفاد من الخبرات المتراكمة وطوّرها، وهو مرح على الصعيد الشخصي بينما أثناء العمل جدّي جداً لأهميّة العمل لديه وأخذه لفنّ الرقص على محمل الجد

وعن تجاربه حدّثنا قائلاً: «من مشاركاتي في "سورية" أذكر مشاركتي مع فرقة "الباروك" للموسيقا وفي مهرجان "دمشق" المسرحي وعرض "روح الفينيق" في "طرطوس" ومهرجان "بصرى"، أمّا بالنسبة لمشاركاتي خارج "سورية" أذكر عرض "ليلة بألف ليلة" في قصر "هارون الرشيد" و"عرس في أوغاريت" وعرض "الفيلة" في "قطر" وعرض "حوار" ضمن افتتاح مهرجان "دمشق" المسرحي الرابع عشر عام 2008، كما شاركت في حفل ختام فعاليات "القدس عاصمة للثقافة العربية" وفي عرض "واسطة العقد"، كما شاركت في عرضين مع مركز "الفنون الأدائية" في "الأردن" هما "بترا إن حكت" و"لؤلؤ"، وأيضاً مع فرقة "العاشقين" الفلسطينية بعرض "ليلة مقدسية"، وفي عرضين مسرحيين خلال فعاليات "الدوحة عاصمة للثقافة العربية"، والملتقى الثقافي الخامس في "رام الله" في "فلسطين"، ومهرجان التراث الشعبي في "الجزائر"، وفي مهرجان "القرين" في "الكويت"».

"نورس عثمان" من عرض "المعطف"

مصمّم الرقص "محمد عودة" قال عنه: «"نورس" من الشباب المجتهد، والموهوب، منذ درّبته اتضح لي جهده الذي لا يتوقف فآمنت بموهبته كونه أعطى بكل حواسه، ومنذ تأسيس فرقة "إيمار" للمسرح الراقص كان من أول المؤسسين وأحد أفضل راقصيها، وقدمنا له كل خبراتنا في هذا المجال وكان تلميذاً مجتهداً ومعطاء، ويتمتع بتوافق حسي حركي فريد وانسجام كامل مع الموسيقا وهذا نادر عند الراقصين عموماً، ولديه قدرة على هضم وإعادة صياغة أيّ جملة حركية مهما كانت بروحه واحساسه بعيداً عن التلقين والحفظ الميكانيكي للحركة، وعلى الصعيد الشخصي كان صديقاً مقرباً، ولدينا مشاريع كثيرة على المستوى الشخصي نعمل بها معا».

و أضاف صديقه الراقص "أسامة هنيدي" قائلاً: «العمل مع "نورس" سلس جداً كونه مرن في التعامل مع كل الأشخاص، وبما يخص موهبته فهو عمل سنوات طويلة في مجال الرقص واستفاد من الخبرات المتراكمة وطوّرها، وهو مرح على الصعيد الشخصي بينما أثناء العمل جدّي جداً لأهميّة العمل لديه وأخذه لفنّ الرقص على محمل الجد».

"نورس عثمان"

جدير بالذكر أنّ "نورس عثمان" من مواليد "دمشق" عام 1992.

مصمم الرقص "محمد عودة"