عرف كيف يوفّق بين دراسته وموهبته، واستغل مخزونه الفني وبلاغته اللغوية في تدوين مقالاته الدرامية والفنية، وسخّر روحه الاجتماعية وعفويته وسرعة بديهته في التقديم ببرنامج فنيّ من أدوات متواضعة، وضمن خبرات شبابية صاعدة.

مدونةُ وطن "eSyria" التقت "جوان ملا" بتاريخ 29 تموز 2019، فحدثّنا عن كيفية دخوله مجال النقد الدرامي؛ قائلاً: «منذ الطفولة وحتى الآن، كنتُ مهووساً بالأعمال التلفزيونية الدرامية السورية، وكنتُ متابعاً لها بدقة وشغف، ما خلقَ لديّ رصيداً تراكمياً عن أدق التفاصيل على صعيد صناعة المشهد والأداء والإخراج دون دراسة أكاديمية لهذا الموضوع، إضافة لمتابعتي الدائمة للمجلات والأخبار الفنية والحوارات، ونشاطات الفنانين، وكنتُ أتمنى دوماً أن أكون هذا المحاوِر الذي يسأل ويستفسر، خصوصاً أنّي على علم ودراية بتفاصيل الفنان الشخصية وأعماله الفنية، لذلك سيكون السؤال في هذه الحال أنضج وأشمل، ومع قدوم وسائل التواصل الاجتماعي وتحديداً الفيسبوك، بِتُّ أتابع الأعمال والنشاطات الفنية، وأكتب رأيي عنها على صفحتي الشخصية، فشهدتُ تفاعلاً من الأصدقاء، وسعيتُ بعدها لتكوين علاقات عن طريق "السوشال ميديا" مع الوسط الفني، كي أصل بآرائي إلى الأشخاص المعنيين، ولاحظتُ بداية الأمر تقبلاً منهم، وبعد ذلك تم إطلاق منصة "etsyria" بعد أن اجتمع الفريق المؤسس بالصدفة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سعينا لتحقيق التوازن في الطرح والحيادية والاستقلالية، ومخاطبة كلّ الشرائح السورية، فأصبحتُ محرراً صحفياً ضمن هذا الفريق وما زلت. ثم تطورنا بالتدريج حتى بدأنا بصنع برامج خاصة بنا، وعملنا على أنفسنا كثيراً لننقل الخبر ونطرح الأفكار بطريقة جذابة وممتعة، بالإضافة للهوية البصرية».

عرفته عن طريق صديق مشترك بهدف التعاون في "etsyria"، ولفتني فيه تحليله الصحيح والدقيق للدراما، وبحثه في أرشيف وتاريخ كل فنان، وما يميزه هو اللغة العربية الفصحى المتقنة التي تحمل طابعاً ثقافياً وحيادياً، إضافة إلى أسلوبه الخاص في الكتابة الذي يجمع بين الأسلوب الصحفي والنمط الأدبي المنمّق، ويعرف كيف يوصل أخباره بوضوح

وأضاف قائلاً: «درست في كلية الحقوق بجامعة "دمشق"، وحالياً أدرس الماجستير في القانون الدولي، فالقانون يتدخل بشتى مجالات الحياة، ولا بدّ أن يكون له دور خاص في وسائل الإعلام، ومنذ عام 2017 بدأتُ بكتابة المقالات على الموقع الخاص في "etsyria"، بالإضافة للأخبار المختلفة التي كنت أنشرها بأسلوبي الخاص، فوجدت التقبل والإعجاب والمحبة، وهذا ما جعلني أفكر بشكل أوسع بصناعة محتوى مرئيّ عن طريق تصوير برامج بسيطة قصيرة شبابية تتناسب مع "السوشال ميديا"، فأطلقت مع الفريق برنامج "بوجه جديد" الذي كنتُ محاوِراً فيه، وكان من إعداد مدير التحرير "أنس فرج"، ويعتمد على إظهار الفنانين الشباب الجدد بصورة مختلفة وروح شبابية، وبين "بيروت"، و"دمشق" صورنا في الموسم الأول ثماني حلقات، مع "فايا يونان"، "أنس طيارة"، "ولاء عزام"، "ريم نصر الدين"، "جفرا يونس"، ولاقى البرنامج البسيط استحسان الناس والفنانين الشباب أيضاً، فأطلقنا موسماً ثانياً كانت أولى حلقاته مع "كارمن توكمه جي"، وما زلنا في صدد تصوير باقي الحلقات، وفي رمضان قمت بنشر فقرات مكتوبة تتحدث عن الأعمال الدرامية السورية، فكانت فقرتي في رمضان 2018 بعنوان "بتلات أيام"، وفي رمضان 2019 بعنوان "برافو"، والتي كنت أقدم فيها وجهة نظري عن أفضل مشهد معروض خلال ثلاثة أيام متابعة من مجمل الأعمال التي أشاهدها في الموسم».

جوان ملا

وأضاف مدير تحرير "etsyria" "أنس فرج"، عن معرفته بزميله "جوان" قائلاً: «عرفته عن طريق صديق مشترك بهدف التعاون في "etsyria"، ولفتني فيه تحليله الصحيح والدقيق للدراما، وبحثه في أرشيف وتاريخ كل فنان، وما يميزه هو اللغة العربية الفصحى المتقنة التي تحمل طابعاً ثقافياً وحيادياً، إضافة إلى أسلوبه الخاص في الكتابة الذي يجمع بين الأسلوب الصحفي والنمط الأدبي المنمّق، ويعرف كيف يوصل أخباره بوضوح».

أما الصحفي "محمود مرعي" فقال عنه: «يحمل "جوان" في مخزونه اللغوي من البلاغة ما يكفي ليكون صحفياً محترفاً، فهو من يقوم بتنقيح أغلب منشورات المنصة، وإضافة إلى ذاكرته القوية واهتمامه بالتفاصيل فإنّ ما يميزه هو أنّه يعرف من أين يستنتج الأسئلة والأجوبة، فهو ذكي باختيار الأسئلة ولمّاح بالتقاط الأجوبة، عدا عن شخصيته العفوية التي غالباً ما تكسر الجليد مع الآخرين، وتدخل إلى قلوبهم بسرعة، ومنذ عرفته لفتني أسلوبه وقدرته على تذكّر التفاصيل، وهذا ما يجعلني أستمتع بالحوار معه عن عمل درامي ما، أو شخصيّة دراميّة، فنقوم بتحليلها وتذكّر تفاصيلها كما لو أنّها من لحم ودم، ساكنة في الطابق الذي يلينا».

رئيس تحرير etsyria أنس فرج

الجدير بالذكر أنّ "جوان ملا" من مواليد "دمشق" 1997.

الصحفي محمود مرعي