نقلت الكاتبة وطالبة الصيدلة "نوار بلال" رسالتها في محاولة تقديم العديد من المفردات والمنشورات التي تعكس براعتها في الأدب، باحثة باستمرار عن العوالم الثقافية والأدبية للمساهمة في عرض مشروعها الأدبي المتفرد بصورة وجدانية متكاملة.

مدونة وطن "eSyria" التقت "نوار بلال" بتاريخ 10 حزيران 2019، وتحدثت عن بداياتها في الكتابة والنشر بالقول: «الكتابة موهبتي منذ الطفولة، ولم يكن الأمر إلا مجرد محاولات متواضعة لم تؤخذ على محمل الجدّ، وظنّت عائلتي أنها موهبة روتينية في أواقات الفراغ، لكن بعد مدة لاحظت أن اهتمامي وتركيزي أصبح أكبر في القراءة والكتابة، فدعمتني معنوياً، وكنت ألمح الأمل والشغف بمواصلة ثقافتي الأدبية في عيون والديّ. في هذه المرحلة أول خطوة كانت عن طريق المصادفة عندما لفت مدرّس اللغة العربية أسلوبي الخاص، وطلب مني المشاركة بإلقاء موضوع تعبيري على مسمع الطلاب بوجود المخرج المسرحي "عدنان كرم"، حيث كان الإنسان الأول الذي آمن بموهبتي وأقنع والدي بوجود موهبة حقيقية في الكتابة والتأليف، وبفضل مساعدته تعرّفت إلى الكاتب "محمود جمعة" الذي شجعني على حضور الندوات الثقافية واكتساب خبرات إضافية داعمة للموهبة، وساعدني على تعلّم النقد كمثال، وأطور أسلوبي أكثر بالقراءة والاطلاع الدائم».

أعرفها منذ مدة قصيرة، ولديها مشروع أدبي جدير بالاهتمام، وهي في الوقت نفسه مشروع أديبة درامية، وكنت إلى جانبها في الكثير من المحطات الأدبية في حياتها، وتستشيرني في عدة أمور، ومجمل كتاباتها تتحدث عن المشاعر الإنسانية النبيلة برهافة بالغة، وحتى أسلوبها يلامس الأحاسيس مباشرة، ولها طريقتها الإبداعية الأدبية الفريدة

وفيما يخص اهتماماتها ومشاركاتها الأدبية، والتكريمات التي قُدّمت لها، تابعت حديثها قائلة: «أميل في أسلوبي الأدبي إلى العاطفة والوجدانيات، وكتابة كل شيء يخص المحبة، أكتب عن الوطن، وعاطفتي أحياناً تطغى على قوة الكلمات، وبرأيي الكتابة كالنزف، وكل إنسان له طريقة تعبيرية معينة، وعلى الرغم من دراستي للصيدلة وتباعدها عن الأدب، أحب أن ألجأ إليها للحظات الضعف والقوة والإيمان، وهذه طريقتي. ثم بدأت تدريجياً ببعض المشاركات في ميدان الأدب، مثل مهرجان "الياسمين" الأول، وحصلت فيه على جائزة المركز الأول، ثم انقطعت فترة بسبب ظروف الحرب، وعندما دخلت فرع الصيدلة بجامعة "القلمون"، كان للدكتور "ينال قدسي" دور كبير في استئنافي للكتابة من جديد بكل قوة وإصرار، لأنني ما زلت أمتلك الموهبة التي يجب صونها والمحافظة عليها، وبذلك عاودت النشر مجدداً في صحيفة "الأسبوع الأدبي"، وأول قصة نشرت فيها كانت بعنوان: "قصة عشر سنوات"، والثانية بعنوان: "لعلها تأتي"، ومضمونهما عن الوفاء والحب. كما شاركت أيضاً في المسابقة الأدبية في الجامعة للقصة القصيرة، وحصدت المركز الأول».

في إذاعة دمشق مع الإعلامي محمد نصر الله

ومن أشعارها النثرية نقتطف هذا المقطع:

"لدي إيمان يا علي

إيمانٌ كبير بأنك عائد... عائدٌ

أحد مؤلفاتها في صحيفة الأسبوع الأدبي

لقلبي... وأنني سأحتضنك يوماً

كما كنا في الأمس... وأخبرك

باكية أنك ما زلت بقلبي...

وأنني أتألم كثيراً...

وأن اعتزالك يؤذيني... رغم أن

وجودك يؤذيني أكثر...

لدي إيمان كبير أنك ستأتي يوماً

وتحتضن بي بكل قوتك....

لن يموت هذا الحب مهما حاولت قتله..

لن يُدفن... لم يخلق الله هذه النيران التي أحرقتنا

لنُطفئها بهذا الشكل المريع... عائد أنت إلى قلبي...

وراحلة أنا عن يأسي.... كفاك غرقاً يا علي....

لن أعتزلك مهما حدث... غارقٌ أنت في موسيقاك... وغارقة أنا بك".

الكاتب "محمد الحفري" أبدى رأيه بأسلوب وكتابات الأديبة "نوار"، وتحدث قائلاً: «سأعود إلى مرحلة ما قبل الحرب، وبالمصادفة بعد فوزي بجائزة "الطيب صالح" العالمية، وعودتي من "السودان"، والانتهاء من محاضرة أقيمت في المركز الثقافي بـ"ببيلا" في "دمشق"، تقدم مني والد "نوار"، وكانت حينئذٍ صغيرة، وقال لي إنها تحب الكتابة فعلاً، فاطلعت على كتاباتها فيما بعد، وكانت لافتة جداً بالنسبة لطالبة في الصف الخامس الابتدائي، فشجعتها على المزيد من القراءة والمتابعة، وعندما التقيتها بعد سنوات فوجئت بأنها ازدادت وعياً وثقافة ومعرفة، لم تسعني فرحتي حين قرأت ما تكتبه "نوار" من نصوص، فعلاً إنها مبدعة حقيقية، وأخذت قصصها إلى صحيفة "الأسبوع الأدبي" وعرضتها على هيئة تحريرها للنشر، إنها موهبة تستحق الاحترام والاهتمام والرعاية، وإنني مؤمن بتفوقها ونجاحها».

بدورها تحدثت كاتبة السيناريو "رانيا بيطار" عن "نوار"، والعلاقة التي تجمع بينهما بالقول: «أعرفها منذ مدة قصيرة، ولديها مشروع أدبي جدير بالاهتمام، وهي في الوقت نفسه مشروع أديبة درامية، وكنت إلى جانبها في الكثير من المحطات الأدبية في حياتها، وتستشيرني في عدة أمور، ومجمل كتاباتها تتحدث عن المشاعر الإنسانية النبيلة برهافة بالغة، وحتى أسلوبها يلامس الأحاسيس مباشرة، ولها طريقتها الإبداعية الأدبية الفريدة».

الدكتور "ينال القدسي" مدرّس في جامعة "القلمون"، تحدث عن الكاتبة والصيدلانية "نوار" بالقول: «هي طالبة علم بالدرجة الأولى، ومميزة باجتهادها العلمي، وسرعة الملاحظة، ومميزة بين الطلاب من حيث الاجتهاد وأسلوبها الأدبي والشعري، لها نشاط أدبي واضح على مسرح الجامعة، وتتميز بإحساسها العالي من خلال حبها للعلم والأدب، وأعلم أنها تحاول تطوير ذاتها لتصل إلى مراتب الأدباء والشعراء الكبار؛ وهذا ما يزيد من إبداعها؛ من خلال جمعها لكافة الصفات العلمية والأدبية».

الجدير بالذكر، أن الكاتبة "نوار بلال" من مواليد "حمص" عام 1997، مقيم في "دمشق"، تدرس صيدلة في جامعة "القلمون".