في مواكبة للتطور الحاصل في مجال الروبوتيك، قام "زين العابدين زريق"، و"عبد الوهاب عبد الدايم"، و"بدر البوشي" بتصميم مشروع "الذراع الروبوتية" التي تستخدم حالياً كنموذج تعليمي في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا"، لتدريس مادة "التحكم" المستخدمة عالمياً في عدة مجالات.

مدونة وطن "eSyria" التقت الطالب "زين العابدين زريق" في معرض "يوم الروبوتيك" بتاريخ 29 نيسان 2019، حيث قال: «مشروع "الذراع الروبوتية" بست درجات حرية موجودة من قبل، ومستخدمة في الكثير من المجالات، وبعد تجميع أفكارنا كفريق للمشاركة في مسابقة "ARC5" البطولة الوطنية الخامسة للروبوت، التي جرت في شهر نيسان الماضي 2019، قررنا تنفيذها بعد البحث والنقاش، واتفقنا حول فكرة "الذراع الروبوتية" لأنها تناسب موضوع المسابقة المتعلق بالزراعة، فكان الهدف قطف الثمار من الأشجار، كما أنها حالياً تستخدم كنموذج تعليمي لطلاب السنتين الرابعة والخامسة في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا؛ لتدريس مادة "التحكم"، وهي نموذج يمكن تطويره وصنعه بشكل وحجم أكبر، وملائم لمجالات واسعة؛ حيث يمكن أن نجد الأذرع الروبوتية في المعامل المؤتمتة، وهي من ناحية القطع الميكانيكية مطبوعة طباعة ثلاثية الأبعاد بالكامل؛ أي إنها مصنوعة من مادة البلاستيك. واستغرق النموذج الأولي لإنجازها قرابة شهر من العمل اليومي، لما لا يقل عن ست ساعات، بإشراف المدرب "نزار فليون"».

كان العمل مقسماً، حيث يقوم "بدر البوشي" بالمهام المتعلقة بالناحية الرياضية للذراع؛ مثل النمذجة العكسية، ومعالجة الصورة، وقمت مع "زين العابدين" بالعمل على الناحية الميكانيكية والإلكترونية، والاهتمام بأمور التحكم بالمحركات. وبوجه خاص عملت على توصيل دارات قيادة المحركات، ومعايرتها، وتوصيل الدارات الإلكترونية. واجهتني بعض المشكلات، مثل إدخال الأسلاك بين القطع المتحركة حيث لا تؤدي إلى إعاقة حركة الذراع، لكن تجاوزناها، وأردنا من خلال هذا المشروع استخدام الذراع لجني الثمار، والآن تستعمل هذه لأغراض تعليمية

من جهته "عبد الوهاب عيد الدايم" يحدثنا عن توزيع العمل لإنجاز الذراع قائلاً: «كان العمل مقسماً، حيث يقوم "بدر البوشي" بالمهام المتعلقة بالناحية الرياضية للذراع؛ مثل النمذجة العكسية، ومعالجة الصورة، وقمت مع "زين العابدين" بالعمل على الناحية الميكانيكية والإلكترونية، والاهتمام بأمور التحكم بالمحركات. وبوجه خاص عملت على توصيل دارات قيادة المحركات، ومعايرتها، وتوصيل الدارات الإلكترونية. واجهتني بعض المشكلات، مثل إدخال الأسلاك بين القطع المتحركة حيث لا تؤدي إلى إعاقة حركة الذراع، لكن تجاوزناها، وأردنا من خلال هذا المشروع استخدام الذراع لجني الثمار، والآن تستعمل هذه لأغراض تعليمية».

الذراع الروبوتية

بدوره "نزار فليون" المدرب المشرف على الفريق، ومهندس الميكاترونكس، يحدثنا عن أهمية المشروع قائلاً: «انتشرت الروبوتات في العالم لمساعدة الإنسان على القيام بمهام متكررة بدقة وسرعة مناسبتين؛ لذا لا بد لنا من الدخول بهذا المجال وتعلمه والعمل به، فهو يضم عدة اختصاصات، مثل: الميكانيك، النظم الإلكترونية، التحكم، المعلوماتية، والاتصالات، وعلوم المواد. تعددت أشكال الروبوتات وأحجامها والتقانات المتضمنة فيها، وذلك بحسب المهام الموكلة إليها، فالذراع الروبوتية تستخدم كثيراً في المجال الصناعي، وأصبح هناك مصانع سيارات مؤتمتة بالكامل عن طريق أذرع روبوتية ضخمة، كل ذراع لها وظيفة صغيرة ومحددة، ولأهمية هذا النوع من الآلات، أصبح من الضروري تصميم ذراع صغيرة الحجم، وتعليم الطلاب عليها من خلال مقررات دراسية متسلسلة وممنهجة في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا».

وعن اختيار فكرة "الذراع الروبوتية" وتنفيذها، يتابع حديثه قائلاً: «التقى هدف المشاركة بمسابقة "ARC5"، التي كان عنوانها "الروبوت والزراعة"، مع هدف تصنيع ذراع روبوتية بست درجات حرية، فكانت فكرة مشروعنا تصميم ذراع روبوتية لالتقاط الفواكه من الشجر كنموذج تعليمي بسيط، يتضمن علمياً معالجة الصورة، وتحديد إحداثيات الفاكهة المراد التقاطها، وتوجيه أداة القطف إليها من خلال النمذجة الهندسية الدقيقة للذراع، وتوليد المسارات اللازمة لها. لم ينتهِ العمل عند موعد المسابقة؛ حيث لم يتمكن الفريق المؤلف من الطلاب "زين العابدين" الذي قام بمهمة التجميع الميكانيكي والبرمجة، و"عبد الوهاب" الذي قام بمهمة التوصيل الإلكتروني، والتحكم بالمحركات، و"بدر" المسؤول عن معالجة الصورة، وتحديد إحداثيات الهدف، من عرض العمل كاملاً على اللجنة، الذي استغرق تنفيذه شهراً من العمل المتواصل، وعندما دعانا نادي "الروبوتيك" في كلية "الهندسة المعلوماتية" للمشاركة بالمعرض المقام في الكلية بتاريخ 29 نيسان 2019، تحت عنوان: "يوم الروبوتيك"، قررنا عرض المشروع، وكان من المشاريع المحببة لدى الزوار».

من معرض "يوم الروبوتيك"

وعن دوره كمدرّب في الإشراف على عمل الفريق، يتابع: «باعتباري مدير "نادي الروبوكون" في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا"، فإن ذلك يستدعي إشرافي العلمي والعملي والإداري للمشاريع التي يتم إنجازها، وتوزيع المهام على أعضاء كل فريق، والمهندسين المختصين المشاركين في عملية الإشراف كلٌّ ضمن اختصاصه، حاولت مساعدة الفرق على تحويل أفكارهم إلى مشروع منفذ ضمن الوقت المحدد، وكان لمشروع "الذراع الروبوتية" اهتمام خاص بعد أن رأيت صدق العمل الدؤوب الذي أبداه أعضاء الفريق، لذلك تابعت عملية تصنيع القطع، واختيار المحركات، ودارات قيادتها، والتنفيذ والبرمجة، كما قام المهندس "مايك سمعان" بالإشراف على قسم معالجة الصورة، وتنفيذ الخوارزمية العامة للمهمة، وساعد المهندس "أمير حبابة" بالإشراف على التقرير المراد تقديمه للجنة كملخص يوضح المشروع».

يذكر، أن "زين العابدين زريق" من مواليد "دمشق" عام 2001، طالب سنة أولى، و"بدر البوشي" من مواليد عام 2000، طالب في السنة الثانية، و"عبد الوهاب عبد الدائم" من مواليد عام 2000، طالب سنة أولى، وجميعهم في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا".

المدرب "نزار فليون"