بعد سنوات من الانقطاع عن الاهتمام بالمحتوى الرقمي العربي في "سورية"، بدأت الجهود تتضافر منذ نهاية العام الماضي لإعادة تفعيل هذا الجانب المهم على الصعيدين الوطني والعربي، فاتجهت عدة جهات لإقامة نشاطات تسعى إلى إغناء وتفعيل وإدارة واستثمار هذا المحتوى الرقمي.

ومن تلك النشاطات مسابقة "المحتوى الرقمي العربي" التي أطلقتها مؤخراً الجامعة "الافتراضية السورية"، والتي تهدف من خلالها إلى إثراء المحتوى الرقمي العربي، وفتح المجال أمام الشباب من خريجي الجامعات وغيرهم ممن لديهم أفكار مبتكرة للمساهمة في تطوير هذا المحتوى، وتقديم مشاريع ريادية تحقق أثراً إيجابياً في المجتمع السوري وأفراده ومؤسساته في مجالات مختلفة، كالتعليم والثقافة، والسياحة، والإعلام، والاقتصاد، والخدمات المجتمعية.

اعتماد المسابقة على تقديم أدوات برمجية أو حاسوبية مختلفة لتقديم المحتوى أو صناعته، وجهت أفكار الشباب لتجمع بين التكنولوجيا والمحتوى معاً، وخاصة أن المحتوى وحده لا يمكن تفعليه واستثماره من دون أدوات معاصرة تناسب الوقت الحالي، وعليه السعي إلى إنتاج مشاريع فاعلة على أرض الواقع تخدم المجتمع السوري من جهة، وتسهم في إغناء محتوانا العربي من جهة أخرى.

العصف الذهني الذي يقوم به الأشخاص أو الفرق الراغبة بالمشاركة في مسابقة "المحتوى الرقمي العربي" للوصول إلى أفكار أو مشاريع مبدئية، هو الشرارة التي قد تصبح شعلة تدلهم على طريق يجمع اختصاصات مختلفة، ويخدم هدف المسابقة ويحقق شروطها، وسواء وصلت مشاريعهم إلى المرحلة النهائية أم لم تصل، يمكن أن تكون أرضية يمكن البناء عليها مستقبلاً لخدمة المحتوى الرقمي العربي في "سورية".

لذلك من الضروري تشجيع الشباب على الاهتمام بهذا الجانب، وأن تعمل الجهات القائمة على المسابقة وغيرها من الجهات المهتمة، على تكريس فكرة أهمية التقديم للمسابقة، وحث الشباب على خوض هذه التجربة مهما كانت أفكارهم بسيطة، والسعي دائماً إلى إظهار ما لديهم من أفكار وتبادلها مع غيرهم سواء من الشباب أو المختصين، والاستفادة منها قدر الإمكان نظرياً وعملياً.