استطاع في وقت قياسي تكوين شخصيته الفنية في عالم التمثيل، وتمكن من رسم خط خاص تتلاقى فيه شخصيته الافتراضية في الأدوار الموكلة إليه مع شخصيته الواقعية؛ ليقدم المشاهد بأفضل صورة وأداء.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 28 آذار 2019، مع الفنان "طارق عبدو"، ليحدثنا حول البدايات بالقول: «دخولي مجال التمثيل لم يكن مصادفة، بل جاء بعد شغف كبير بهذا الفن، وكانت المحطة الأولى دخولي إلى المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجي فيه عام 2013، لأبدأ مشاركاتي الفعلية فيما بعد بالدراما والسينما الوجهين اللذين لا أرى أن باستطاعتي تفضيل أحدهما على الآخر، فالمهم في ذلك العمل الجاد الذي مهما كان تصنيفه هو الأقرب إليّ، وأقصد بالجاد العمل الذي نصنعه بإخلاص للوصول إلى أفضل نتيجة فنية، ففي السينما لديّ أربع تجارب سينمائية، منها: "مسافرو الحرب" لمخرجه "جود سعيد"، و"دمشق حلب" لمخرجه "باسل الخطيب"، و"حرائق" للمخرج "محمد عبد العزيز"، وفيلم "يقظة" للمخرج "عمرو علي"، وإنني أتعلم مع كل تجربة جديدة مفاهيم جديدةً يضيفها إليّ قادة الأعمال من المخرجين عبر خصوصية طريقتهم في إنجاز أعمالهم، وحين تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية كانت الدراما تتجه نحو الحرب محاولةً لمس الجرح السوري، وتخفيف حدة آلامه من خلال تقديم العيش في ظل الحرب بقوالب مختلفة هدفها اقتسام الآلام ما بين الواقع والدراما، لكن النصوص أيضاً في ظل الحرب شهدت تنوعاً؛ فبعضها لم يتناولها كالدراما الاجتماعية الهادفة إلى تسليط الضوء على الهموم المعيشية بعيداً عن الحروب».

تجربة العمل التي جمعتني مع "طارق" في فيلم "مسافرو الحرب" كانت من التجارب الممتعة لعدة أسباب، منها رغبته الشديدة في تقديم نفسه بطريقة مختلفة، وهذه الرغبة مبنية على موهبة حقيقية وقدرة على التنويع في الأداء، وحمل الشخصية إلى أماكن مغرية للتصوير ونقلها إلى الشاشة الكبيرة، فهو يملك طاقة هائلة كممثل يمتلك مساحات يستطيع أن يتنقل فيها بأسلوب متنوع، وفي الوقت نفسه يملك صفة الاحترام انطلاقاً من احترامه لنفسه الذي ينعكس على احترام الآخرين له في التصوير، ومن يمتلك هذه الصفات نستطيع أن نراهن عليه أنه لن يكون عابراً في عمله

ويكمل: «أعدّ تجربتي في مسلسل "أزمة عائلية" جريئة؛ لكونها تطلبت مني أن أكون أصغر سناً في الشكل والسلوك وآلية التفكير لأقترب من الدور وأتحد معه، كما أن العمل مع المخرج الكبير "هشام شربتجي" أضاف إليّ الكثير؛ فقد كسبت من خلاله خبرة شعرت بها فيما قدمت لاحقاً من أعمال. ومن وجهة نظري، أرى أن الممثل الجاد والمحب لعمله حين يطلب منه القيام بدور لا يشبهه يستمتع أكثر، وأغلب الأحيان يؤديه باحتراف أكثر من الأدوار التي تشبهه في شخصيته الواقعية، فالشخصية المختلفة تخلق فسحة للممثل في أن يبدع بشيء جديد مختلف عنه، وعن خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية؛ فهم يأخذون فرصهم في العمل لكن بالتناوب، وقد تتأخر فرصة شخص على حساب تقدم فرصة شخص آخر، لكن في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح».

"طارق عبدو" من فيلم "مسافرو الحرب"

المخرج "جود سعيد" عنه يقول: «تجربة العمل التي جمعتني مع "طارق" في فيلم "مسافرو الحرب" كانت من التجارب الممتعة لعدة أسباب، منها رغبته الشديدة في تقديم نفسه بطريقة مختلفة، وهذه الرغبة مبنية على موهبة حقيقية وقدرة على التنويع في الأداء، وحمل الشخصية إلى أماكن مغرية للتصوير ونقلها إلى الشاشة الكبيرة، فهو يملك طاقة هائلة كممثل يمتلك مساحات يستطيع أن يتنقل فيها بأسلوب متنوع، وفي الوقت نفسه يملك صفة الاحترام انطلاقاً من احترامه لنفسه الذي ينعكس على احترام الآخرين له في التصوير، ومن يمتلك هذه الصفات نستطيع أن نراهن عليه أنه لن يكون عابراً في عمله».

يذكر، أن "طارق عبدو" من مواليد محافظة "دمشق" عام 1989، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، عام 2013.

"طارق عبدو" من مسلسل "أزمة عائلية"
المخرج "جود سعيد"