ظهر حب الفن لديه من طفولته، وحب الاكتشاف دفعه للخوض في بحر الألوان والأبعاد والخيال التشكيلي الحاذق، فدرس في كلية الفنون الجميلة، حيث صقل موهبته بالعلم، وبسبب تميزه استمر بالدراسات العليا وغذّى شغفه في الفن بأصوله ومدارسه العديدة؛ لينتهي به الأمر من متعلم للفن إلى معلم فيه.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "مجد حناوي" بتاريخ 24 آذار 2019، إذ حدثنا كيف ظهرت موهبته قائلاً: «مثل جميع الأطفال تظهر الاهتمامات والهوايات حسب ميولهم، وأنا كنت أميل إلى الرسم منذ هذه المرحلة، وربما طبيعة المنطقة التي أسكن فيها والمناظر الطبيعية في الريف قد أثرت بي، وفي مرحلة متقدمة باتت اهتماماتي تقتصر فقط على الرسم والثقافة الفنية من فنانين عالميين والحصول على معلومات حياتهم وفنهم، كما اهتممت بالمعارض المحلية؛ وهو ما خلق لدي إيماناً بهذا المجال وقررت دراسته، وفعلاً درست في كلية الفنون الجميلة، وفي هذه المرحلة ازداد الاهتمام بتعلم مهارات أكاديمية وتقنيات جديدة والوعي الثقافي تجاهه، ففي المرحلة الجامعية نتعرف إلى معلومات كثيرة بحكم أننا أصبحنا داخل هذا الحدث ولم تعد النظرة خارجية، حيث تكثر المواضيع النظرية والعملية، فنبحث عن أسبابها ونتائجها ودورها في الحياة، وهذه التساؤلات تعطي دافعاً للتفكير بإعادة صياغة الأفكار بما يتناسب مع البيئة والزمان أو العالم المحيط وكيفية الانتماء إليه، وفي مرحلة أخرى تكثر التساؤلات ولا نكتفي بتلقي الأجوبة فقط، بل نبحث عن أجوبة خاصة يمكن أن نسميها حلولاً فنية تضعنا ضمن تساؤلات أكثر للاكتشاف».

تعرفت إلى "مجد" في مرسم السنة الرابعة، قسم الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة، فلاحظت أنه يحب الاكتشاف ويتعمق في المجال الذي يحبه ليصل إلى أعمق تفاصيله وأسراره، واستمر في الدراسات العليا بذات القسم الذي يحبه؛ وهو التصوير الضوئي، وأبدع فيه؛ وهذا ملحوظ من لوحاته العميقة، كما أنه ابن الزمن السوري المعاصر؛ لذا لوحاته تجسد الألم وبذات الوقت نرى النور يسطع من بين ألوانها، يوحي بمستقبل عنوانه السلام والفن

وأردف قائلاً: «خضت في المعارض الجماعية، وأذكر منها: معرض expo بـ"المركز الوطني للفنون البصرية" عام 2016، معرض الورشات الأول عام 2017، معرض تأبين الفنانين "نذير إسماعيل" و"نذير نبعة" و"مروان قصاب باشي" عام 2017، معرض "الربيع" عامي 2017 و2018، معرض خريجي 2017 الذي أقيم عام 2018، معرض "الفنانين الشباب" عام 2018، كما أنني شاركت في ورشات "المركز الوطني للفنون البصرية" من عام 2015 حتى عام 2019، وأقمت معرضي الفردي الأول بعنوان: "رغم الرماد.. لا بد للسلام" في "المركز الوطني للفنون البصرية" عام 2019».

مجد حناوي مع الدكتورة بثينة علي والفنانة رند ابراهيم

الدكتورة "بثينة علي" رئيسة قسم التصوير في كلية الفنون، قالت عنه: «أعرف "مجد" منذ كان في السنة الثانية في كلية الفنون، وحينئذٍ لاحظت مثابرته واهتمامه بتعلم التفاصيل والبحث والاكتشاف، وهذه الصفة نادرة لدى الطلاب، فهو مثقف جداً في كل المجالات وليس فقط في الفن، وفي مرحلة الماجستير حلق بلوحاته أكثر لأن حريته في الخيارات أصبحت أكبر من خياراته في المرحلة الجامعية، واتضحت ملامح هويته الفنية أكثر، فهي تعتمد الحركة التي تكون هاجساً لكل فنان، وليست طبيعة صامتة؛ إذ إن النور يسطع من بين ألوانها ولو كانت فقط من الأبيض والأسود؛ وهذا دليل على تميز "مجد" واستخدامه لكل الأدوات الفنية في مكانها، حتى إنني رأيت لوحاته متحركة وهي ثنائية البعد، وربما لوحاته تعكس شخصيته؛ لأنه في حياته الخاصة مفعم بالحركة والنشاط».

الفنان "نزار صابور" أستاذ في كلية الفنون الجميلة قال: «تعرفت إلى "مجد" في مرسم السنة الرابعة، قسم الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة، فلاحظت أنه يحب الاكتشاف ويتعمق في المجال الذي يحبه ليصل إلى أعمق تفاصيله وأسراره، واستمر في الدراسات العليا بذات القسم الذي يحبه؛ وهو التصوير الضوئي، وأبدع فيه؛ وهذا ملحوظ من لوحاته العميقة، كما أنه ابن الزمن السوري المعاصر؛ لذا لوحاته تجسد الألم وبذات الوقت نرى النور يسطع من بين ألوانها، يوحي بمستقبل عنوانه السلام والفن».

الفنان التشكيلي نزار صابور

الجدير بالذكر، أن "مجد حناوي" محاضر في كلية الفنون الجميلة، من مواليد "ريف دمشق"، عام 1989.

لقطة من معرضه الفردي الأول