أشكال مدهشة وتقنية عالية تميز بها المصمم في عالم الورق "إيهاب نحاس"، حيث استطاع أن يجمع بين العلم والفن متجاوزاً حدود المكان والزمان، ليبتكر أعمالاً غير تقليدية، كشكل جديد من أشكال الفنون البصرية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 آذار 2019، الفنان "إيهاب نحاس" ليتحدث عن فكرة النحت على الورق، وكيف تكونت موهبته منذ البدايات، حيث قال: «بدأت من خلال دراستي في كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" عام 2014، ولأنني شخص مندفع للفن؛ اعتمدت على الرسم؛ وهو الأساس باعتباره أول مهارة عرفتها بحياتي، وبالتأكيد عائلتي والمعجبون بعملي كانوا أول الداعمين للفن الذي قدمته، وكان هذا محفزاً لأنطلق إلى جانب التصميم أو (الغرافيك ديزاين) للوصول إلى إخراج نتائج مبهرة لم تكن متوقعة للتصاميم التي اشتغلتها. كان هناك صعوبة في بداية التطبيق باستخدام الورق، وبعد عدة محاولات أدركت أنها تقنية بحد ذاتها وفن راقٍ يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين مع الاهتمام بكل التفاصيل الدقيقة، فانعكاس الإضاءة وألوانها على كل تفصيل زاد من قيمة كل تصميم، وهناك عدة تصاميم فردية وأخرى يمكن أن تكوّن فكرة لموضوع اجتماعي مثلاً، أو فيلم قصير يتناول قصة معينة، لذلك هذه التصاميم تعبر كثيراً عن كل ما يجول بفكر وأحاسيس الفنان، ليجسدها بمجسمات ثلاثية الأبعاد بطريقة فنية جديدة ومتفردة».

استطاع المصمم "إيهاب نحاس" أن يحول مادة الورق إلى لغة بصرية فنية رفيعة المستوى على اختلاف وتنوع بنائه وإخراجه وتقانات تنفيذه، معبراً بذلك عن قدراته الإبداعية وطاقاته الخلاقة في محاكاة الحسّين الروحي والإنساني معاً

أما بالنسبة لتطوير أسلوبه الفني وأعماله الغرافيكية، إضافة إلى الأفلام القصيرة التي أساسها النحت، فتابع قائلاً: «اقترح أحد الزملاء في الكلية أن أبدأ بعمل فيلم يعتمد تقنيات الحركة والنحت بالورق؛ باستخدام أدوات مثل ورق الزبدة أو ورق "الكلك" والورق الأسود، وتمكنت من تنفيذ ودمج فن الورق مع فن التحريك الذي هو (الستوب موشن)؛ مع إدخال بعض المؤثرات الموسيقية كمشروع للتخرج في كلية الفنون الجميلة، وأثناء تقديمه كفيلم حصد الكثير من الآراء الإيجابية ولا سيما أنها تقنية جديدة في عالم الفن وتفريغ الورق، وهي داعمة ومؤثرة لدى الكثيرين من الشباب حالياً. موضوع المشروع كان عن التنمر؛ أي السلوك العدواني المتكرر الذي يهدف للإضرار بشخص آخر جسدياً أو نفسياً، حيث كانت لي تجارب شخصية آنذاك وهي مصدر إلهام لي، إلى أن قدمت هذا المشروع وأردت عبره إيصال رسالة وأفكاراً تخص الموضوع بطريقة فنية سلسة، ثم شاركت بمعرض "ستوب موشن" برعاية "غياث الأخرس"، وتحت إشراف الدكتورة "سامية شقير" والدكتور "محمد برو" في مركز الفنون البصرية في "دمشق"، وهو عبارة عن عمل ورقي مضيئ وتصاميم متنوعة ثابتة، وعلى أساسها انتقلت إلى التصاميم المتحركة "ستوب موشن"، وكانت تجربة متميزة، خاصة عند إدخال العنصر الموسيقي مع التصاميم الورقية التي أدت إلى خلق قصة أو حالة فنية جديدة كلياً زادتني خبرة وتعلقاً بالفنون البصرية بوجه عام».

تصميم إعلاني لمنتج عطر "معرض ستوب موشن"

"منارة حمادي" الدكتورة في كلية الفنون الجميلة تحدثت عن تصاميم "إيهاب" الفنية وأدواته بالقول: «استطاع المصمم "إيهاب نحاس" أن يحول مادة الورق إلى لغة بصرية فنية رفيعة المستوى على اختلاف وتنوع بنائه وإخراجه وتقانات تنفيذه، معبراً بذلك عن قدراته الإبداعية وطاقاته الخلاقة في محاكاة الحسّين الروحي والإنساني معاً».

المصمم في مجال الديكور الفنان "محمد السمان" تحدث عن أهمية عمل زميله "إيهاب" بتحويل التصاميم من الشكل الساكن إلى المتحرك، بالقول: «عمل باستمرار على إيصال رسالة وتوظيفها على هيئة لوحة جمالية من جهة؛ وأضاف إليها الظلال والإنارة من جهة أخرى، واعتمد بأسلوبه أيضاً التصميم الإعلاني بموهبة عالية وبصمة خاصة فيها دقة واختصاص فني، يجمع فيه بين اللوحة والغرافيك والديكور معاً؛ حتى في المواد ضمن منحوتات ورقية تحكي عن قصة تزين المكان بجماليتها وإنارتها بطريقة إبداعية، مع مراعاة كل التفاصيل؛ ففي مفهوم الديكور عنصر الضوء مهم جداً، ويضيف للمشاهد حالة من الخيال، وعليه ينسجم ويتفاعل مع باقي مكونات المشهد المعروض».

تقنية تفريغ الورق بتصاميم مختلفة

يذكر، أن الفنان "إيهاب نحاس" من مواليد "دمشق" عام 1996، ويقيم حالياً في مدينة "أربيل" العراقية، ويعمل على تحضير المزيد من الفنون التي تجمع بين الخامات والورق والموسيقا.

تصميم ورقي ثلاثي الأبعاد