بعزيمة وقدرة كبيرة على الاختراع، استطاع "عبد الرحمن عناية" و"عبد العزيز تللو" صنع جهاز تحليل خضاب الدم، مع توفير الجهد والطاقة الكهربائية، وتسجيل براءة اختراع في معرض "الباسل" للإبداع والاختراع عام 2015.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "عبد الرحمن عناية" بتاريخ 10 آذار 2019، الذي يدرس الطب حالياً في "الولايات المتحدة الأميركية"، صاحب فكرة الاختراع، وعن مراحل صنعه يقول: «بدأت أحب الطب البشري، وخصوصاً المخبري عندما كنت في الرابعة عشرة من العمر، وفكرت بطريقة لتوفير الكهرباء والموارد أثناء الأزمة الاقتصادية التي مرت بها "سورية"، وطرحت فكرة الجهاز، وتمت دراستها لمدة أربعة أشهر، واستغرق تنفيذها مدة ثلاثة أشهر، حيث قسمنا العمل لتحليل المشروع أولاً، ودراسة التفاصيل، ثم وضع مخطط للجهاز، وبعدها اقتسمنا العمل أنا وصديقي "عبد العزيز"، ووزعنا المواد إلى قسمين، وتعاونا لصنع الجهاز حسب المخططات، واستخدمنا مواد بسيطة وهي بطارية كبيرة 18 فولت قابلة للشحن، ولوح خشبي، وقطع من علبة الروبوت، وأنبوب بلاستيكي، ومحرك سريع جداً تصل سرعته إلى ثمانية آلاف دورة في الثانية، وتم الاختراع في الثالث من الشهر العاشر 2015، وهو عبارة عن جهاز يقوم بتحليل كريات الدم والصيغة بطريقة آلية سريعة جداً، يستغرق كل تحليل خمس دقائق فقط، ويتميز بأنه صغير الحجم، حيث يمكن استخدامه في المنزل».

الاختراع جيد جداً، وعلى الرغم من أنه يمكن الاستعاضة عنه بالأجهزة الحديثة اليوم، إلا أنني شجعت ابني "عبد الرحمن" وصديقه على تنفيذ الفكرة، لتبقى أفكارهما ذات منحى إيجابي، وتستمر مخيلتهما العلمية بالعمل لما هو نافع للبشرية، وتابعت معهم جميع مراحل تنفيذ المشروع من الفكرة حتى الحصول على براءة الاختراع، وعندما لمست الميل لدى "عبد الرحمن" إلى الجانب الطبي، شجعته على إكمال دراسة الطب من دون أن أفرض عليه ذلك

وعن آلية عمله يتابع قائلاً: «يعمل الجهاز عن طريق تسريع الدم لاستخدام القوة النابذة لفصله إلى كريات حمراء، وبيضاء، والمصل، بعدها يقوم حساس برؤية الأنبوب، ويعد نسبة الكريات الحمراء، ثم يتم عمل حسابات باستخدام الحجم والكثافة لإخراج عددها، ويحصي خضابها "الهيموغلوبين"، وكان من الصعب الحصول على محرك يدور بالسرعة، فصنعنا واحداً بسيطاً يحقق الغاية، وواجهتنا صعوبة بدقة الحساس الذي يستشعر الضوء، فاقترضناه من شخص كان يقيم في الخارج وعملنا به، وحصلنا على براءة الاختراع بعد المشاركة في معرض "الباسل" للإبداع والاختراع عام 2015، وحالياً أدرس الطب وسأتابع في طلب العلم، والمساهمة في خدمة البشر في المجالين الطبي والعلمي».

شهادة براءة الاختراع

من جهته "عبد العزيز تللو" شريكه في صنع الاختراع، يقول: «عندما كنا في مخبر والد صديقي "عبد الرحمن" أثناء دراستنا في الصف الثالث الإعدادي، عندما طرحنا سؤال: لماذا يقوم المخبري بتلك الأعمال اليدوية؟ بدأت فكرة الاختراع، وميزته الأساسية تقوم على توفير الوقت والجهد والمال، وإعطاء نتائج أكثر دقة، لأن الأعمال التي تتم عبر الروبوتات تكون فيها نسبة الأخطاء أقل بكثير مقارنة بعمل العنصر البشري، وأهميته تتمحور بأنه يستطيع معرفة عدد الكريات الحمراء في الدم من عينة قليلة من الدم، ويكشف عن وجود نقص في عددها، أو وجود فقر دم أو نقص الحديد في الدم وعناصر أخرى في الجسم، تم تحويل الجهاز من فكرة إلى مشروع خلال مدة ثلاثة أشهر تقريباً مع التخطيط والعمل اليومي المستمر، حيث كان "عبد الرحمن" المسؤول عن كل ما يتعلق بالقسم الطبي، والتأكد من مطابقة النتائج لمثيلتها المخبرية الحقيقية، وله الفضل في تبلور الفكرة، ودوري اقتصر على برمجة الجهاز وتركيبه وتصميمه، وعمله على أفضل وجه ممكن، والتعاون فيما بيننا، ومعرفة الدور الموكل إلى كل منا، أثمر هذا الاختراع».

بدوره الدكتور المخبري "محمد غياث عناية" يقول: «الاختراع جيد جداً، وعلى الرغم من أنه يمكن الاستعاضة عنه بالأجهزة الحديثة اليوم، إلا أنني شجعت ابني "عبد الرحمن" وصديقه على تنفيذ الفكرة، لتبقى أفكارهما ذات منحى إيجابي، وتستمر مخيلتهما العلمية بالعمل لما هو نافع للبشرية، وتابعت معهم جميع مراحل تنفيذ المشروع من الفكرة حتى الحصول على براءة الاختراع، وعندما لمست الميل لدى "عبد الرحمن" إلى الجانب الطبي، شجعته على إكمال دراسة الطب من دون أن أفرض عليه ذلك».

أثناء تجريب الجهاز

يذكر، أن "عبد الرحمن عناية" من مواليد "دمشق" عام 1999، يدرس الطب البشري، وكيميا، وبيوكيميا، ورياضيات، في ولاية "إنديانا" في جامعة "Indiana University"، وصديقه "عبد العزيز تللو" من مواليد "دمشق" عام 1999، سنة ثانية "هندسة المعلوماتية" في جامعة "دمشق".

الدكتور "محمد غياث عناية"