عملت في الكثير من المجالات التي تصب في خدمة المجتمع، واهتمت بالرسم والموسيقا، لكنها اختارت الكتابة منبراً للتعبير عن شخصيتها وقوتها، بفضل والدها الذي شجعها ودعمها، فتميزت بأسلوبها وتمسكها بقضيتها، ولم تتخلَّ عن جوانبها الإنسانية في حماية الأطفال والرفق بالحيوان.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 11 كانون الثاني 2019، مع الكاتبة "رولاف الأيوبي"، التي تحدثت عن دراستها وهواياتها العديدة، فقالت: «درست وتخرّجت في كلية الآثار والمتاحف عام 2017، وأتابع دراسة الماجستير في جامعة "دمشق" بسبب عشقي لـ"سورية" ومعالمها السياحية من جانب، وحبي للاستكشاف من جانب آخر. أعمل على ترجمة الروايات من اللغة الأجنبية إلى العربية؛ حيث بدأت هذا العمل عام 2018 لخبرتي الجيدة في اللغة، وقد عملت سابقاً في تنسيق الورد بعد أن درست في معهد تشرين للفنون التشكيلية عام 2015، إلى جانب جامعتي، فأنا أهتم جداً بالتصميم والديكور.

"رولاف" مبدعة على الرغم من صغر سنّها، حيث أثبتت نفسها بقوة، لديها حسّ أدبي رائع وأسلوب جديد وهي كاتبة مميزة. ديوان "اخلعي النقاب الأسود" مستواه عالٍ، لديها تميز بانتقاء عباراتها، وهي مشروع أديبة كبيرة

كما أنني متطوعة لدى جمعية "الرفق بالحيوان"، قسم الإنقاذ والإعلام، حيث بدأنا مشروعنا وأصدقائي وسعينا إلى تطويره بالإمكانات القليلة التي نملكها، ولدينا الملجأ الخاص الذي نستقبل فيه هذه الأرواح البريئة، ونقدم لها العناية والعلاج حتى تتعافى مئة بالمئة، ثم نسعى ليتبناها أحد ما، فغايتنا ليست مادية، وتمويلنا ذاتي، مهمتنا توعية الآخرين بأهمية مساعدة الحيوانات والرفق بها. الجانب الآخر من عملي مع الأطفال، فأنا أرى بهم بناة المستقبل، فكلما علمنا الأطفال بطريقة سليمة، حافظنا على مجتمع سليم».

في حفل توقيع ديوانها "اخلعي النقاب الأسود"

وأضافت عن رحلتها مع الكتابة: «بدأت الكتابة في عمر الرابعة عشرة، والدي الراحل كان كاتباً، وقد شجعني كثيراً على المضي قدماً في هذا المجال. كان مؤمناً بي وبهوايتي هذه، ودعمني أصدقائي وعائلتي وأصبحت شغوفة بمناصرة المرأة ودعمها، أحب الوقوف إلى جانب الكائن الضعيف ومده بالقوة لمواجهة الحياة؛ حيث كتبت ديواني "اخلعي النقاب الأسود" الذي يتحدث عن القوة وعدم الخضوع للأمر الواقع، والذي يحفز المرأة على تحقيق طموحها بطريقة صحيحة، وقد سمعت أصداء كبيرة لديواني، فبدأت كتابة روايتي الأولى "لعنة عاهرة" بأسلوب مختلف وبقوة أكبر؛ فوجدت نفسي أستمد قوتي من شخصياتي، فأنا أرفض أن تكون لدي شخصية مكسورة».

وتابعت: «لدي مجموعة قصصية بعنوان: "قديش كان في ناس" معظم قصصها واقعية، والفيلم القصير "بعدك على بالي" قيد التصوير؛ فأنا متأثرة جداً بـ"فيروز"؛ لأنها جسدت الأنثى بكل حالاتها من دون أن تضعفها، وأتمنى من كل فتاة أن تخلع ضعفها وتقدم لتحقيق طموحها، وألا تستسلم للظروف، فكل من أراد استطاع».

الإعلامي "بكري مارديني" قال عنها: «"رولاف" تستحق كلمة مبدعة، ففي ظل الظروف التي تعرضت لها البلاد عملت الكثير، حيث ابتعدت ولم تسمح للحرب بالتأثير في كتاباتها. كانت تهتم بقضايا المرأة وأعطت مثالاً حياً عن القوة والإصرار، فعندما طرحت عليها سؤالاً عن كيفية الكتابة؛ قالت إنها تستخدم الورقة والقلم، ثم تنقل هواجسها إلى الحاسوب، فعلمت سرّ إبداعها؛ لأن للورق رونقاً آخر. راقبت إقبال الناس على أعمالها وشاهدت كمّ المتابعين المحبين لها، ولها خارج الفن جوانب إنسانية كثيرة».

"عبد القادر استانبولي" صاحب دار نشر، قال: «"رولاف" مبدعة على الرغم من صغر سنّها، حيث أثبتت نفسها بقوة، لديها حسّ أدبي رائع وأسلوب جديد وهي كاتبة مميزة. ديوان "اخلعي النقاب الأسود" مستواه عالٍ، لديها تميز بانتقاء عباراتها، وهي مشروع أديبة كبيرة».

يذكر، أن "رولاف الأيوبي" من مواليد مدينة "حلب"، عام 1993، تقيم وتدرس في مدينة "دمشق".