تعلّم التصوير بمجهود شخصي، واكتساب الخبرات من مخالطة الخبراء كبداية، وتعلّق في هذا المجال لحبه بأنواع عدة من الفنون البصرية، منها الخط العربي، والرسم الغرافيتي.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 تشرين الأول 2018، التقت المصور "يزن رحمو" ليتحدث عن بدايته، فقال: «البداية كانت بالمنشأ الفني لأي شاب دمشقي يتشرب في بيئته الفن، حيث يراه أينما كان سواء في البناء الدمشقي، وصولاً إلى الياسمين الزاهي. فعلياً البداية كانت عام 2011 بكاميرا هاتف محمول تطبيقاً لأفكار الخبراء في هذا المجال، مسطراً نجاحات بسيطة نتيجة التغذية البصرية التي تعدّ من أهم عوامل نجاح الفنان، واقتناء أول كاميرا بسيطة الإمكانيات في عام 2013 لكي تفتح باباً جديداً كنت قادراً فيه على رسم وخلق الحالة الخاصة بأسلوب ضبط خاص بالإعدادات والزوايا، واستخدام الإضاءة، وصولاً إلى تعديل الصور ومعالجتها كمرحلة نهائية، واستمرت هذه المرحلة مدة طويلة حتى صقلت موهبتي، واكتسبت الصور النكهة الخاصة بي».

شاركت في عدة معارض عربية، خصوصاً في "مصر" بمعرض اتحاد طلاب الصيدلة لعامين متتاليين 2016-2017، وحصلت على عدة شهادات شكر، وتميز من جامعة "MTI"، واتحاد طلاب الصيدلة فيها، وبعض المشاركات على شبكة الإنترنت التي نالت مراتب لا بأس بها

ويتابع عن المعارض التي شارك بها والجوائز التي حصل عليها: «شاركت في عدة معارض عربية، خصوصاً في "مصر" بمعرض اتحاد طلاب الصيدلة لعامين متتاليين 2016-2017، وحصلت على عدة شهادات شكر، وتميز من جامعة "MTI"، واتحاد طلاب الصيدلة فيها، وبعض المشاركات على شبكة الإنترنت التي نالت مراتب لا بأس بها».

منظر طبيعي لدمشق

ويكمل حديثه عن التصوير والأشخاص الذين تأثر بهم، والشخصيات التي تلهمه: «التصوير الفوتوغرافي له امتداد بعيد، والوجه الحديث لكل الفنون عبر التاريخ من رسم ونحت وموسيقا، حيث يقرأ المشاهد كل هذه الفنون أو أحدها في العمل الفني، وما يرفع مستوى الصورة الفوتوغرافية ارتباطها مباشرة بمعزوفة ما أو لوحة أو حالة قد يخلقها المصور بكسر القواعد، وإنشاء مدرسة جديدة كما في كل الفنون.

كل جزء من أجزاء الطبيعة هدف للمصور لا ينتهي بتفصيل أجزائها، كل جزء إلى عمل، أو دمجها لتكون عملاً واحداً (حبة رمل، زهر اللوز، غيمة ماطرة) مجتمعة أو متفرقة هي عمل فني يترك بصمة المصور، حيث نشاهد آلاف صور الأشجار حول العالم يومياً، ولا تشبه إحداها الأخرى، ومنها نعرف حجم الثروة التي يمتلكها المصور على أرضه بتنوع الطبيعة.

صورة بحرية

عدة مصورين سوريين يقومون اليوم بإنجازات كبيرة خدمة لهذا الفن، وكانوا يقومون بالمساعدة الكبيرة والدعم، منهم الفنان "حيان علان"، والمصورون "ليث سليمان"، و"جلال الحصيني"، و"أحمد العرسالي"، وهم مزيج رائع من عدة مصورين لا يمكن ذكرهم كلهم، حيث تنوعت اختصاصاتهم، وتوحدوا في مجال التصوير الفوتوغرافي.

يلهمني الشاعر "محمود درويش"، حيث كان تخصصي في نهاية المطاف بتصوير الحياة الصامتة بناءً وشرحاً لأبياته وقصائده، فهي تستلهم عقل المشاهد مباشرة حين يشاهد العمل، كما كان للشابة "رؤى الحلج" بصمة وفيرة على لون صوري، حيث يوجد صوتها ولحنها أثناء كل جلسة تصوير فلديها خامة مميزة».

دمشقيات

أما عن علاقته بالتصوير كمهنة، فيضيف: «التصوير عمل يومي، أقوم به لأعود مرتبطاً بالطبيعة أياً كانت، وأينما كانت هو جزء من كياني، حيث لم أعتد الإجابة بأنني طالب فقط في حال سؤالي: من أنت؟ ألاحق أحلامي أينما كانت، علماً أنني أعمل وأتعلم هذا الفن كبصمة.

فمنذ بدايتي في التصوير وحتى عودتي إلى "سورية" منذ مدة قريبة، كنت أرى أن وجودي فيها سيكون مضاعفاً لإنتاجي الفني لما تحويه، وهو ما يحتاج إليه المصور شرقاً وغرباً بين المناظر الطبيعية في الساحل السوري، وصولاً إلى "دمشق" العريقة والعتيقة».

يقول عنه الفنان "فايز الصدقة": «عندما نشتم رائحة القهوة من الصورة، أو نلمس أحجار الأزقة العتيقة في صورة، أو نعتلي السماء عند الغروب لنشاهد ضوء الشمس الخافت أو سقوف المساجد والكنائس في صورة، فنحن نتحدث عن الفنان "يزن رحمو"، فهو مصور فوتوغرافي ليس ككل المصورين، حيث يمتلك من الإحساس بأعماله ما يكفي لأن نشعر فعلاً بالصورة بحواسنا الخمس. وهو صاحب فكر وطموح عالٍ، ويشق طريقه لكي يكون علماً من أعلام "سورية"».

يذكر أن "يزن رحمو" من مواليد مدينة "النبك" عام 1998، طالب في كلية الهندسة المعمارية.