ضياع المادة، أو ما يدعى (الكشش) في الأقمشة والملابس، دفع طلبة هندسة ميكانيك الصناعات النسيجية وتقاناتها "حسين علي الخضر"، "روزيت هيثم خلوف" و"محمد أسامة المعراوي" إلى ابتكار جهاز يقوم بدراسة السلوك الحراري للخيوط والأقمشة تبعاً لشروط المعالجة أو الاستخدام.

لمعرفة التفاصيل، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 شباط 2018، التقت مصممي الجهاز، فقالت "روزيت خلوف": «من أهم التغييرات التي تحصل على المواد النسيجية كافة عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، هي ظاهرة الانكماش (الكشش) أو التمدد، وذلك حسب نوع الخامة الأساسية التي يتكون منها المنتج النسيجي: (قطن، صوف، ألياف صناعية، وغيرها)، كذلك يتعرض المنتج خلال المعالجات الخاصة بعمليات الإنتاج والإنهاء والعمليات الحرارية اللاحقة، مثل: الكيّ، والتنظيف، وخاصة التنظيف الجاف لدرجات حرارة عالية، وهذه الحرارة تؤثر بوجه أو بآخر في أبعاد المنتج؛ الأمر الذي يؤدي إلى خسارة في المواد».

يساهم الجهاز المصمم بتوضيح العلاقة بين التأثير الحراري والخامات النسيجية ومعرفة تأثير اختلاف الخصائص للعينات المختبرة في السلوك الحراري بأسلوب واضح وبسيط، ويعدّ مادة تعليمية غنية للطلاب، تمكّنهم من إجراء التجارب ولمس النتائج على أرض الواقع والتعامل معها، ويطور آفاق الطلاب الاختصاصية العلمية، ويجعلهم ضمن إطار وجو الصناعة

وتابعت: «وعليه يجب دراسة وتحديد نسبة تغير الأبعاد في الخيوط والقماش، وذلك لوضع معايير دقيقة لمقاسات القطع النسيجية المشكلة للألبسة خلال مراحل تشكيلها وخياطتها، تؤدي إلى تلافي المشكلات التي قد تحدث خلال استعمال المنتج النسيجي بسبب اختلاف أبعاده خلال عمليات الغسيل أو الكيّ، وتحديد الحرارة المناسبة لكي كل نوع من الخامات النسيجية للتخلص من التجاعيد التي قد تحصل خلال عمليات الغسيل من دون الإضرار بالقماش، ومن هنا تم وضع مواصفات تضبط هذه العلاقة».

الجهاز

الطالب "حسين علي الخضر"، تابع عن الجهاز: «إن معرفة الخواص الحرارية للألياف؛ أي درجة الحرارة التي تبدأ عندها الألياف الليونة والانصهار، تعدّ مقياساً نسبياً لمقاومة الألياف للحرارة، ومن هذا المعيار نحصل على درجات الحرارة المناسبة والآمنة للألياف أثناء العمليات الصناعية والاستخدام، التي تتم فيها معالجة الأقمشة من تجهيز نهائي وغيره، وكذلك من العمليات التي تتعرض لها أثناء التصنيع أو الاستخدام، والتي تقتضي تعريض الخامات النسيجية للحرارة».

وأضاف "الخضر": «يجب إجراء الاختبارات ضمن الشروط القياسية المعتمدة؛ لذلك تجهز مخابر المواد النسيجية بأجهزة فحص لجميع مراحل التشغيل، بدءاً من البالة الخام، مروراً بخط الفتح والتنظيف، وانتهاء بآلات الغزل النهائي والتدوير، حيث يتم إجراء عدة اختبارات وفق معايير ضبط الجودة المعتمدة للوصول إلى قرار حاسم في تحديد خواص وتقييم المنتج المورد، ومن هذه الاختبارات التي تستخدم اختبار انكماش الخيوط والأقمشة».

مع الدكتور باسل يونس

وعن تفاصيل الجهاز، قال "محمد أسامة المعراوي": «تم تصميم الجهاز ميكانيكياً بأبعاد محددة حسب المواصفات القياسية العالمية الأميركية ASTM، وجُهز بدارة تحكّم منطقية وتجهيزات برمجية ملحقة لإظهار النتائج على شاشة عرض تنظمها في مخططات بيانية لتحليل السلوك الحراري للعينات المختبرة على الحاسوب الملحق به؛ وذلك عبر الربط ببرنامج (الإكسل).

الجهاز المصمم يتكون من حجرة تسخين العينة القادرة على إجراء عملية التسخين لحرارة تصل حتى o c400، مع أدوات لضبط درجة حرارة الحجرة بتسامح مقداره ±2 درجة سيليسيوس، وتقنيات للقياس وعرض نسبة انكماش العينة المشار إليها من قبل أداة القياس (شاشة وانكودر) بدقة مقدارها 0.1%».

شهادة معرض الباسل

وتابع عن الأهمية التعليمية للجهاز: «يساهم الجهاز المصمم بتوضيح العلاقة بين التأثير الحراري والخامات النسيجية ومعرفة تأثير اختلاف الخصائص للعينات المختبرة في السلوك الحراري بأسلوب واضح وبسيط، ويعدّ مادة تعليمية غنية للطلاب، تمكّنهم من إجراء التجارب ولمس النتائج على أرض الواقع والتعامل معها، ويطور آفاق الطلاب الاختصاصية العلمية، ويجعلهم ضمن إطار وجو الصناعة».

رئيس قسم هندسة ميكانيك الصناعات النسيجية وتقاناتها الدكتور المهندس "باسل يونس"، قال: «يمثل المشروع حالة ناجحة لربط حاجة الصناعة بمخرجات التعليم، وتسويق مخرجات البحث العلمي، وقد لاقى المشروع الحالي -إضافة إلى مشاريع عدة أخرى منجزة في القسم- استحسان أعضاء غرفة الصناعة في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" 2017، ونال الميدالية البرونزية.

إن نجاح المهندسين "روزيت"، "حسين" و"أسامة" بتصميم وتنفيذ المشروع، يؤكد أهمية تشجيع وتبني القطاعات التعليمية للمشاريع الرائدة القابلة للتطبيق، التي يجب أن يكون لها دور فعال في اقتراح خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف التخصصات، كذلك أكد نجاح المشروع مع المشاريع الأخرى نجاح سياسة قسم هندسة ميكانيك الصناعات النسيجية وتقاناتها بتمثيل رؤية وهدف كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة "دمشق"؛ وذلك من خلال تبني مشاريع تخرج بناءً على حاجة القطاع الصناعي، وهي تجربة ناجحة عالمياً، ونتمنى تبنيها من خلال وضع قوانين وتشريعات مناسبة لها، ورفع رصيد الدعم المالي لهذه المشاريع من خلال القطاعين الخاص والعام».

الجدير بالذكر، أن الطلبة المصممين من مواليد محافظة "دمشق"، "روزيت خلوف"، و"محمد أسامة المعراوي" عام 1994، و"حسين الخضر" عام 1995.