أتت فكرة إحداث قاعة دراسية في منطقة "المزة 86" كواحدة من المبادرات التي قام بها مجموعة من الشباب أطلقوا على نفسهم اسم فريق "سلام التطوعي"؛ لإثبات قدرتهم على القيام بخطوات لها بصمتها الإيجابية في المجتمع.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 كانون الثاني 2018، "علي نصر عبدالله" مؤسس الفريق الذي قام بالمبادرة، ليحدثنا عنها بالقول: «بدأت فكرة المبادرة من الحاجة المجتمعية الطلابية المتزايدة إلى مكان يوفر عوامل مساعدة للدراسة، وخاصة أيام الامتحان التي قد يتوتر فيها الطالب، ويكون بحاجة إلى دعم أو تشجيع من خلال الدراسة الجماعية، حيث إن الوجود في مكان دراسي يضاعف الإنجاز الذي يحققه الطالب، ويساعده على الاستمرار في الدراسة لساعات أكثر من التي قد ينجزها في المنزل، وفريق "سلام" تنموي مجتمعي يعمل في مجال التنمية المجتمعية بمبادرات ومشاريع عديدة تشرف عليها كوادر من الشباب، وأغلب متطوعو الفريق من الشباب الجامعيين المؤمنين بالعمل المجتمعي التطوعي، الذي يعمل على نشر المحبة والسلام، وتدعيم عملية التماسك المجتمعي. وقام الفريق بتأسيس مركز "سلام" التنموي في منطقة "المزة 86"، الذي يعد مساحة تنموية نتشارك فيها الخبرات والمعارف والتجارب، فهو مساحة للأطفال واليافعين، حيث يقوم المتطوعون بدعمهم ورفع قدراتهم ودعم مواهبهم ضمن جلسات مستمرة داخل المركز، إضافة إلى رحلات ثقافية مجتمعية يقوم بها متطوعو الفريق والأطفال معاً، والورشات التدريبية التي تستهدف رفع قدرات الشباب وتمكينهم».

فكرة المبادرة كانت اختياراً صائباً لأغلب الطلبة؛ لأنني كطالبة كنت بحاجة إلى أجواء دراسية أكثر هدوءاً من أجواء المنزل، والقاعة أمنت لي هذا المطلب، وساعدتني لأدرس بتركيز أكثر، فالجو الدراسيّ ضمنها مناسب، وهي منظمة بطريقة تؤمن صفاء الذهن للطالب أثناء الدراسة

ويضيف: «بدأت الفكرة ضمن الورشات الشبابية التدريبية التي يقيمها متطوعو الفريق في منطقة "المزة 86" لشباب المنطقة بمناقشة المشكلات التي يعانيها الشباب، ومحاولة إيجاد الحلول لها، وبالنتيجة وصلنا إلى مبادرة "4 Tables"، وهي عبارة عن 4 ميزات تقدمها المبادرة من قاعة دراسية لتوفير المكان المناسب للدراسة، وقاعة ترفيهية بتخصيص أوقات ضمن الأسبوع لحضور أفلام أو حفلات موسيقية، وقاعة تدريبية حوارية للورشات والتدريبات التي يقيمها الفريق، وقاعة بحثية بتخصيص حاسوب وإنترنت لمن يحتاج إلى القيام ببحث أو مشروع، وقد تساعد المتطوعون لتجهيز القاعة وتحضيرها بمشاركة الأطفال واليافعين، وتم الافتتاح باحتفال مشترك جمع أكثر من مناسبة».

علي نصر عبد الله

ويتابع: «جميع الطلبة مستهدفون ضمن المبادرة؛ فهي مخصصة لكل طالب يبحث عن مكان يدرس فيه بجو مريح ومناسب، وهذه الخطوات مهمة؛ لأنها تلبي حاجة تفتقدها منطقة "المزة 86"، خاصة أنها منطقة عشوائية، وفيها اكتظاظ سكاني كبير جداً، ونسبة وافدين عالية، وبحاجة إلى مشاريع ومبادرات تنموية كثيرة لتلبي هذه الاحتياجات الكبيرة. وتأتي مبادرة القاعة بعد العديد من المبادرات التي نفذها الفريق ضمن هذه المنطقة، مثل: تأسيس مركز "سلام التنموي"، ومبادرة "رسالة سلام"، وهي أول جدارية رسم هنا بطول 30 متراً، وارتفاع 7 أمتار، ومبادرات الأطفال واليافعين المستمرة أسبوعياً، ومبادرات الشباب التنموية والتدريبية، وهذه المبادرة مستمرة طوال العام لكل من يرغب بالدراسة».

"آية علي" إحدى الطالبات اللواتي درسن في القاعة، تقول: «فكرة المبادرة كانت اختياراً صائباً لأغلب الطلبة؛ لأنني كطالبة كنت بحاجة إلى أجواء دراسية أكثر هدوءاً من أجواء المنزل، والقاعة أمنت لي هذا المطلب، وساعدتني لأدرس بتركيز أكثر، فالجو الدراسيّ ضمنها مناسب، وهي منظمة بطريقة تؤمن صفاء الذهن للطالب أثناء الدراسة».

القاعة من الداخل

يذكر أن فريق "سلام" التطوعي أُسّس عام 2013.

الطلبة أثناء وجودهم في القاعة