"نور قاسم" صنعت من فكرة المبادرة يداً تأخذ الطلبة المكفوفين نحو برّ النجاح الدراسي، لتضع بذلك بصمتها من خلال عمل إنساني بات ضرورة من ضرورات المجتمع.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 25 أيار 2017، مع "نور قاسم" صاحبة مبادرة "من القلب للقلب"، التي تعنى بمساعدة الطلبة المكفوفين في دراستهم، فحدثتنا عن المبادرة بالقول: «المبادرة كانت مجرد فكرة، وفيما بعد وبتاريخ 1 آب 2016 بدأت إطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفكرتها مقتبسة عن سيدة سجلت مئات الكتب عبر 50 عاماً، فأعجبت بها، وقررت تنفيذها ليتم انضمام بعض المتطوعين إلى العمل ضمن المبادرة، وفي 23 أيلول 2016 كنا قد سجلنا خمسة كتب تتعلق بالتنمية البشرية، وبعد هذا التاريخ بدأنا تسجيل مناهج دراسية مدرسية وجامعية. أفراد المبادرة أغلبهم من الطلبة الجامعيين من مختلف المحافظات السورية، والتعارف فيما بيننا تم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي».

أبرز المحطات في مشوار المبادرة هي حين زرت جمعية "رعاية المكفوفين"، وعرضت الفكرة على الطلبة الموجودين فيها، فكانت الآراء الإيجابية منهم تشجيعاً لجعل الفكرة النظرية خطوة عملية في الواقع، وما يهمنا في المبادرة هو أن تُقدم المساعدة إلى أكبر عدد من الطلبة المكفوفين، وتتمكن من تلبية كل احتياجاتهم الدراسية ليتابعوا تعليمهم بكل أريحية

وتابعت: «اخترت هذه الفكرة لإيماني بأن المكفوفين فئة مهمة في المجتمع، وبسبب المشكلات التي تعترض سبيلهم في العلم والمعرفة بسبب عدم وجود الوسيلة التعليمية التي تتناسب مع ظروفهم، وقد لمست لدى بعض الشبان والشابات المكفوفين الذين قابلتهم إبداعاً وأفكاراً خلاقةً تحتاج إلى الصقل والمساعدة على تنميتها، والرسالة التي أودّ إيصالها من خلال المبادرة، أن الكفيف إنسان فاعل وليس عاجزاً عن تحقيق ذاته والارتقاء بعلمه إلى الدرجات العليا حين تتوافر له الإمكانات المناسبة والمريحة».

أحد أفراد المبادرة أثناء العمل

وأضافت "نور": «أبرز المحطات في مشوار المبادرة هي حين زرت جمعية "رعاية المكفوفين"، وعرضت الفكرة على الطلبة الموجودين فيها، فكانت الآراء الإيجابية منهم تشجيعاً لجعل الفكرة النظرية خطوة عملية في الواقع، وما يهمنا في المبادرة هو أن تُقدم المساعدة إلى أكبر عدد من الطلبة المكفوفين، وتتمكن من تلبية كل احتياجاتهم الدراسية ليتابعوا تعليمهم بكل أريحية».

"عبد الوهاب سمين" أحد الطلاب الجامعيين المستفيدين من المبادرة، عنها قال: «سمعت عن المبادرة من خلال أصدقائي في جامعة "دمشق"، فتواصلت بدوري معهم عن طريق صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأخبرتهم عن الصعوبات التي تعترضني في دراستي وصعوبة حصولي على موادي الدراسية بطريقة إلكترونية أو مسجلة، فسجلت لي المبادرة عدة محاضرات وكتابين، وقد ساهمت في دفع العجلة الدراسية للمكفوفين على مستوى المحافظات السورية جميعها وليس فقط في "دمشق"، إضافة إلى كونها لا تسجل فقط الكتب الدراسية، بل كتباً منوعةً ليبقى المكفوفون على صلة دائمة بالقراءة. والجدير بالذكر، أن المبادرة ساعدتنا من دون أي مقابل، ودفعتني إلى الأمام لكوني كنت حريصاً على نجاحي في المواد كي أحصد ثمرة تعبي وتعب القائمين على المبادرة».

الطالب عبد الوهاب سمين

"ولاء القزاز" إحدى المتطوعات في المبادرة، قالت: «تعرّفت إلى المبادرة أثناء تجوّلي في صفحات برنامج التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ وأثار اهتمامي عنوانها والفئة المستهدفة فيها ألا وهم "الكفيفون"، الذين تميّزوا بنعمة البصيرة بعد أن حُرموا نعمة البصر، فرغبتُ بالمساهمة معهم وتواصلتُ مع "نور" مديرة المبادرة، ثم أضافتني إلى المجموعات المعنيّة بهذا العمل التطوّعي، وجاء انضمامي إلى فريق المبادرة رغبةً منّا بأن نكون سنداً وعوناً، حسب مهاراتنا وإمكاناتنا المتواضعة لتلك الفئة المتميّزة من المجتمع، وربّما وجدوا الكتاب المدرسي أو الجامعي الورقي عائقاً في طريق تقدّمهم ومتابعة دراستهم، إلا أننا نحاول جاهدين تأمين كل ما يُطلب منا لتسجيل الكتب الصوتية لهم لعلّنا نكون شمعة أمل تنير دروبهم لتعزيز قدراتهم الكامنة، وتحقيق ما يصبون إليه من دون مشقّة وعناء. وفيما يخص العمل في المجموعة المخصصة لتلك المبادرة، فقد كانت "نور" تلك الشابة المعطاءة التي تفوح أملاً، تبذل كل ما بوسعها وتعمل جاهدةً لإدارة وتنسيق العمل في تلك المجموعة بطريقة إبداعيّة، كما يتمتّع أعضاء تلك المبادرة بهمّة عالية وروح يملؤها الأمل وحب التعاون والعطاء.

الجدير بالذكر، أن "نور" من مواليد "دمشق"، عام 1987.

المتطوعة في المبادرة ولاء القزاز