صمّمت الطالبة "حكمة جبولي" من كليّة الهندسة الطبية جهاز تقويم يساعد مرضى الشلل النصفي على التحكم في قبض وبسط مفصل الركبة بإرادتهم ومن دون مساعدة. وقد تميّز بجدواه الاقتصادية، وأدائه العالي.

مدونة وطن "eSyria" التقت الطالبة "حكمة" بتاريخ 23 نيسان 2017، للحديث عن فكرة مشروعها، فقالت: «أتت فكرة المشروع انطلاقاً من حالة شخصية ضمن عائلتي؛ فأختي "غزل" لاعبة جمباز أصيبت بشظية في عمودها الفقري نتيجة قذيفة هاون سقطت على منزلنا، وأدّت إلى شلل في طرفها السفلي؛ وهو ما استدعى ارتداءها لجبيرة لتتمكن من الذهاب إلى مدرستها، لكن ذلك لم يكن حلّاً جيداً؛ لكون الجبيرة لا تسمح بالوقوف أو ثني الركبة؛ وهو ما يستدعي بسطها بوجه دائم، ويسبب لها الإحراج أمام زملائها. ولاحظت أن هناك الكثير من الحالات المشابهة لحالة أختي، ومن هنا كانت فكرة مشروعي، حيث يضمن لها ولباقي المصابين إمكانية الوقوف والتحكم بثني الركبة».

أتت فكرة المشروع انطلاقاً من حالة شخصية ضمن عائلتي؛ فأختي "غزل" لاعبة جمباز أصيبت بشظية في عمودها الفقري نتيجة قذيفة هاون سقطت على منزلنا، وأدّت إلى شلل في طرفها السفلي؛ وهو ما استدعى ارتداءها لجبيرة لتتمكن من الذهاب إلى مدرستها، لكن ذلك لم يكن حلّاً جيداً؛ لكون الجبيرة لا تسمح بالوقوف أو ثني الركبة؛ وهو ما يستدعي بسطها بوجه دائم، ويسبب لها الإحراج أمام زملائها. ولاحظت أن هناك الكثير من الحالات المشابهة لحالة أختي، ومن هنا كانت فكرة مشروعي، حيث يضمن لها ولباقي المصابين إمكانية الوقوف والتحكم بثني الركبة

وعن وصفها للجهاز، تضيف: «يتم وصف الجهاز التقويمي للركبة والكاحل والقدم؛ لمعالجة قصور الأداء الوظيفي؛ فمن أهم خصائص المشي لدى مرضى الشلل النصفي، فرط في بسط مفصل الركبة؛ وهو ما يؤدي إلى سقوط المريض، وعدم تمكنه من ثني ركبته أثناء الجلوس. والأجهزة الموجودة حالياً في السوق تمكّن المصاب من الوقوف وثني ركبته، لكن هناك صعوبة في ذلك، حيث تتطلب تدخل المريض في كل مرة يريد فعل ذلك من خلال شدّ وسحب حلقات تثبت في أعلى الفخذ؛ وهو ما يمثّل عناء لهم، وخاصة الأطفال منهم. ومن هنا كانت أهمية الجهاز التقويمي الذي صممته للركبة والقدم، حيث يتألف من دعامة للقدم، ومفصل للكاحل، إضافة إلى أربطة للساق، وميكانيزم ركبة، وحوامل معدنية شاقولية، وتم تزويده بمفصل يضمن للمصاب الوقوف وثني ركبته من تلقاء نفسها، ومن دون تدخل المريض؛ وهذا ما ميّزه عن الأجهزة الموجودة في السوق».

ميكانيزم ركبة

وعن آلية عمل الجهاز والجدوى من استخدامه، تتابع: «لضمان الأداء الجيد للجهاز نقوم بتثبيت الجهاز التقويمي للركبة والقدم على الطرف السفلي، عندها يستطيع المريض الوقوف بمساعدة "الوكر" من دون ثني ركبتيه، ويكون الميكانيزم بحالة قفل لمنع الركبة من القبض، وعندما يريد الجلوس يمسك بقبضتي يديه ويميل بجذعه إلى الأمام، فتنحرف زاوية مفصل الكاحل بمقدار مدروس؛ وهذا يؤدي إلى تحرير قفل الميكانيزم وجلوس المريض؛ وهو ما يتيح له الجلوس والوقوف بإرادته، ويمكن معايرة قفل الميكانيزم لتناسب حالة كل مريض. وتمت تجربته على أختي، وهي ترتديه أثناء ذهابها إلى مدرستها، والنتائج رائعة جداً».

بدوره "محمد قباني" العامل بصيانة وتصميم الأجهزة الطبية، والمشرف على المشروع، يقول: «"حكمة" طالبة تعمل لدي في مجال صيانة الأجهزة الطبية لزيادة خبرتها إلى جانب دراستها الجامعية؛ وهذا ما وضعها على احتكاك عملي مع الأجهزة الطبية والتعرف إلى مزاياه، إضافة إلى دراستها النظرية التي توّجتها في مشروعها "ميكانيزم ركبة" بعد المفاضلة بين عدة مشاريع منطلقة من الحاجة الماسة لها، خاصة في ظل كثرة الإصابات الناتجة عن الحرب الدائرة في الوطن. والجهاز موجود في السوق، لكن ما ميّز مشروعها تزويدها الجهاز بقفل يسمح بثني الركبة من دون تدخل المصاب؛ وهذا لا يتوفر بالأجهزة الموجودة حالياً، حيث تمكنت من تصميمه بأدوات وقطع محلية، مع الحفاظ على جودة الأداء؛ وهو ما جعله ذا تكلفة مادية مقبولة مقارنة بتكلفة استيراده من الخارج. والجهاز بشكله الحالي قابل للتطبيق، كما أنه قابل للتطوير، حيث يمكن التحكم به تكنولوجياً، وتصنيعه من مادة "الكروم"».

السيد محمد قباني

يذكر أنّ "حكمة جبولي" من مواليد مدينة "دمشق" عام 1996، وهي لاعبة كرة سلة مميزة.