باهتمامٍ كبيرٍ وإيمانٍ بقدرات الأطفال، أطلقت الشابة "منار الدوامنة" مشروع "Kids Got Talent Damascus"، الذي يُعنى بتنمية مهارات الطفل، عبر إقامة ورشات عمل ودورات ترفيهية وتعليمية متنوعة؛ بغية استثمار وقته بما يحقّق المتعة والفائدة، تمهيداً لمستقبل مشرق.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "منار الدوامنة" صاحبة فكرة المشروع بتاريخ 26 كانون الأول 2016، فتحدّثت عن بدايات المشروع والأطفال المشاركين قائلة: «أثناء دراستي الجامعية، كان لديّ شغف بالأعمال اليدوية والمشاركة في البازارات، وخلال السنة الرابعة وحتى بعد تخرّجي عام 2013 في كلية الاقتصاد، جامعة "دمشق"، تطوّعت في فريق "ويكيلوجيا"، وقدّمت عدة محاضرات عن أبحاث في "الاقتصاد المفتوح المصدر" و"إعادة التدوير"، إلى جانب اطلاعي المستمر على الثقافات الغربية المرتبطة بكل ما هو إبداعي في المدراس، كل ذلك أعطاني حافزاً كبيراً للانتقال من المفهوم النظري إلى العملي، واستمريت بسعي وإصرار كبيرين، إلى أن أسّست في 26 شباط 2015، مشروع "Kids Got Talelent Damascus"، وطرحت الفكرة عبر صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحظيت بتفاعل كبير من الأهالي.

أحب أن أشجع ابنتي على المشاركة في نشاطات متنوعة، بدل الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز، أو اللعب بالألعاب الإلكترونية، لأملأ أوقات فراغها بما هو مفيد، وشاركت ابنتي الكبرى "سلمى" بثلاثة أنشطة معهم، هي: "دارتي"، و"حقوق الطفل"، و"تقويم عام 2017"، استطاعت من خلالها القيام بأعمال مميزة لا تستطيع تنفيذها في المنزل، وحصلت على معلومات مفيدة بأسلوب جذاب، وكأمّ أبحث دوماً عن الأفكار الجديدة والمفيدة لطفلتي، ووجدت لديهم جزءاً كبيراً منها

ونستهدف في هذا المشروع الأطفال من عمر ستة إلى ثلاثة عشر عاماً، من خلال اشتراكات يومية بأسعار رمزية، في قاعات مستأجرة بمعاهد ومراكز في مناطق متعددة بـ"دمشق"، وتتنوع النشاطات ما بين تعليمية تتعلق بالمتابعة الدراسية، وأخرى ترفيهية، وتنموية تعنى بتعليم الطفل طرائق تصنيع ألعابه ومستلزماته عبر: إعادة التدوير الأشياء المهملة لديه من مواد بلاستيكية ومعدنية، وأعمال يدوية فنية، وتجارب إلكترونية وفيزيائية، والخط العربي، ومهارات إعداد وجبات صحية. ويتم عرض منتجات الأطفال في البازارات الخيرية التي تقيمها الجمعيات، وإلى جانب توجّهنا إلى الأطفال عموماً نتوجّه أيضاً إلى أبناء الشهداء.

منار الدوامنة مع طفلة مشاركة في المشروع

ومن الفئات المستهدفة في مشروعنا أيضاً ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ يشارك فريق العمل في المشروع المكوّن من سبعة أشخاص بفعاليات مختلفة تقيمها الفرق التطوعية والجمعيات الأهلية بهدف دمج هؤلاء بالمجتمع، عبر إقامة "يوم فرح" بمناسبات متعددة، وتحضير هدايا الأعياد، وتصنيع المأكولات التي يفضّلها الأطفال؛ لإدخال الفرح إلى قلوبهم».

وعن دعم أهلها، وطموحاتها، والتوفيق بين الإبداع والتطوع، تضيف قائلة: «عائلتي متفهمة ومثقفة، ووالدتي هي ملهمتي الأولى، تقدّم لي دوماً الدعم والتحفيز لإقامة المزيد من النشاطات الجديدة، لكونها مرشدة تربوية، لديها تجارب في عدد من المدارس، وأطمح مستقبلاً إلى توسيع المشروع بإقامة فروع في كل المحافظات السورية، تحمل ذات الروح والتوجه الذي تسعى إليه المجموعة في "دمشق"، وبذلك تتوفر فرص عمل، ومساحة تطوعية للشباب السوريين المبدعين، للتعامل مع الطفل السوري، وكمتطوعة في الجمعية الوطنية للشباب والتنمية، "الغرفة الفتية الدولية" في"دمشق"، وفريق "إنبات"؛ أعمل على تنظيم وقتي على الرغم من التعب المترتب، إلا أنني أسعى إلى ترك بصمة خير في المجتمع، وأحياناً تطوعي يأخذ من وقت مشروعي الخاص والعكس، إلا أن لذة النجاح وترك الأثر الإيجابي هو ما يشعرني بالإصرار لتحمّل ضغط العمل، وكمدربة في "إنبات"، أعمل على التشبيك بين الرياديات واليافعات، حيث تكون الريادية مثالاً لليافعة تقدّم لها النصائح وخلاصة التجارب».

"جاد ثائر العجلاني" يعرض أعماله في بازار خيري

بدورها تتحدّث "آلاء العظم" عن مشاركة ابنتها "سلمى جمَال" سبع سنوات، إحدى المشاركات بأنشطة المشروع، قائلة: «أحب أن أشجع ابنتي على المشاركة في نشاطات متنوعة، بدل الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز، أو اللعب بالألعاب الإلكترونية، لأملأ أوقات فراغها بما هو مفيد، وشاركت ابنتي الكبرى "سلمى" بثلاثة أنشطة معهم، هي: "دارتي"، و"حقوق الطفل"، و"تقويم عام 2017"، استطاعت من خلالها القيام بأعمال مميزة لا تستطيع تنفيذها في المنزل، وحصلت على معلومات مفيدة بأسلوب جذاب، وكأمّ أبحث دوماً عن الأفكار الجديدة والمفيدة لطفلتي، ووجدت لديهم جزءاً كبيراً منها».

"هوزن الخاني" مرشدة نفسية تقدم الاستشارات النفسية والتربوية، تقول: «نحتاج إلى هذا المشروع في بلدنا الحبيب، ولاسيما في ظروفنا الحالية، حيث تقدم فيه الأنشطة بطريقة حيوية جديدة، بعيداً عن الأساليب القديمة التقليدية، التي لم تعد تكفي، أو تفيد في زمن التكنولوجيا، وأفكار "منار" جديدة ومفيدة وبنّاءة بوجه كبير، ولاسيما في التعامل مع الحالات الخاصة، وأتمنى لها مزيداً من النجاح والتميز لتكون رائدة في هذا المجال؛ فهي تتمتع بالمرونة اللازمة، والقدرة على الابتكار لتحقيق الأفضل للأطفال، وأتمنى أن تستمر بالتعاون معنا فيما يتعلق بالحالات الخاصة».

تكريم "منار الدوامنة" من قبل الغرفة الفتية الدولية

يذكر أن "منار الدوامنة" من مواليد "دمشق"، عام 1991، حاصلة على إجازة في "الاقتصاد"، جامعة "دمشق، وبعد تخرّجها عام 2013 حصلت على منحة من "خبرات سورية"، اختيرت كمدربة للشباب حول مهارات التواصل والإلقاء في فعالية "كن واثقاً"، عضوة في اللجنة العلمية ولجنة الأنشطة في "الجمعية الوطنية للشباب والتنمية"، متطوعة في "الغرفة الفتية الدولية" في "دمشق"، وتمّ تكريمها من قبلهم بتاريخ 19 كانون الأول 2016، وإلى جانب توجّهها إلى الأطفال بمشروعها الخاص، تعمل حالياً بالمحاسبة.