تناول 4 طلاب من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، قسم هندسة الطاقة في مشروع التخرج الذي قدموه عن إعادة إعمار منطقة جنوب شرقي "المزة"، تنظيم "الرازي" من خلال تطبيق الاستدامة في البنية التحتية الكهربائية، وتمّ توفير 56% من الطاقة الكهربائية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 كانون الثاني 2017، الطالب "إياد سعدية"، الذي تحدّث عن مشروعه بالقول: «كان الهدف من المشروع تحديد مفهوم الاستدامة في قطاع الطاقة الكهربائية، وتحقيق التصميم الأمثل للنظام الكهربائي، إضافة إلى اقتراح حلول عملية وتطبيقية لتوافق التوجّه العالمي الحديث نحو الاستفادة من المنابع المتجددة لبديل الوقود. وتشمل هذه الدراسة بوجه عام دراسة تخطيط خطوط التوتر المتوسط المغذي لمراكز التحويل الكهربائي؛ أي كيفية وصول خط التوتر المتوسط إليه من إحدى المحطات الخاصة لخط التوتر المتوسط العام القائم القريب من المركز، بهدف حساب استطاعة مداخل التوتر المتوسط، وحمولات مخارج التوتر المنخفض وإنارة الشوارع، وفي مرحلة لاحقة حساب تحديد مقاطع خطوط التوتر المتوسط وهبوط التوتر الجزئي والكلي عليها، ثم اختيار التجهيزات اللازمة للتشغيل والحماية، وغيرها في مراكز التحويل الكهربائية المعتمدة، ووضع دفتر الشروط الخاصة، وجداول الكميات والكشف التقديري، وكل ما يتطلّب من توجيهات ومتطلبات التنفيذ اللازمة».

صادفتنا عقبات كثيرة لإنجاز المشروع؛ لأنه يطرح لأول مرة عمليات بحث كبيرة جداً للوصول إلى أحدث ما وصل إليه العالم في هذا المجال، إضافة إلى أهميته كمشروع رائد وتجربة أولى لمرحلة إعادة الإعمار؛ وهو ما حمّلنا جهداً إضافياً للوصول بالمشروع إلى المستوى المطلوب أكاديمياً وتطبيقياً

ويتابع: «يتم اختيار الكابلات لكل مخرج من مخارج المحولات، مع مراعاة درجة الحرارة، ولا يعدّ التصميم نهائياً إلا بعد اختبار التحميل الحراري للكابل، وتتم هذه العملية على جميع كابلات الشبكة. ثم نقوم بدراسة الإنارة الطرقية والحدائق التي تعتمد وضوح الأجسام، ووضوح خلفية الطريق، وتحديد لون الإضاءة، وتكون الإنارة حسب عدة عوامل، منها: السرعة الوسطية للمركبات، تدفق حركة المرور، العوامل الجوية».

خلال مناقشة المشروع

الطالب "طارق الجبان"، يقول عن إيجابيات المشروع: «بمقارنة الدراسة الكهربائية التي أجريناها مع دراسة المحافظة للمنطقة قبل تعديلها عمرانياً، كان هناك هدر كبير في مقاطع الكابلات الكهربائية، وزيادة فيها، بينما ضمن المشروع كانت المقاطع أصغر، والتوفير كبيراً.

أما في موضوع الاستدامة، فتمكّنا عن طريق وحدات خاصة تستخدم على واجهات الأبنية، وتضيف منظراً جمالياً إليها. إضافة إلى استخدام العزل الحراري وأجهزة الإنارة الموفرة للطاقة، حيث تم توفير استهلاك الكهرباء بنسبة 60%، وحتى في بعض ساعات النهار تمكّنا من مساعدة الشبكة الكهربائية، وحقّقنا قدرة كهربائية فيها».

النشرة التعريفية للمشروع

ويضيف الطالب "محمد صالح حوارة" عن أهمّ الاستنتاجات التي استخلصوها من مشروعهم، بالقول: «برهنت توجهات الاستخدام الفعال للطاقة بأنها ذات جدوى اقتصادية مرتفعة، واستراتيجية ممتازة لبناء وتطوير البنية التحتية من دون الحاجة إلى زيادة استهلاك الطاقة، واستنتجنا أنه يجب استخدام أنظمة الطاقة البديلة لتحقيق الجمالية العمرانية، وتوصيف محددات التركيبات الكهربائية لتدعيم مفهوم الأبنية المستدامة التي تقوم على تخفيض الحمل وتحسين كفاءة الطاقة. وحصلنا على علامة 89%، ولاقى المشروع استحسان اللجنة».

وعن الصعوبات التي واجهتهم، يقول الطالب "محمد زين العابدين": «صادفتنا عقبات كثيرة لإنجاز المشروع؛ لأنه يطرح لأول مرة عمليات بحث كبيرة جداً للوصول إلى أحدث ما وصل إليه العالم في هذا المجال، إضافة إلى أهميته كمشروع رائد وتجربة أولى لمرحلة إعادة الإعمار؛ وهو ما حمّلنا جهداً إضافياً للوصول بالمشروع إلى المستوى المطلوب أكاديمياً وتطبيقياً».

"بسام الشيخة" المهندس المشرف على المشروع، قال: «ما يميّز مشروع الاستدامة ليس من حيث الفكرة لكونها تطرح لأول مرة فحسب، بل أيضاً من حيث حالة التطبيق والنتائج والتوصيات التي نتجت عنه؛ فقد تناول لأول مرة مفهوم الاستدامة من وجهة النظر الكهربائية، ومن حيث مستلزمات الطاقة وسبل تأمينها بطريقة بيئية، والاقتراحات والتوصيات الضرورية والواجب أخذها بعين الاعتبار أثناء تصميم المشاريع العمرانية وآليات تنفيذها.

ومن باب إعادة الإعمار، تم تطبيق الفكرة على أول مشروع رائد في "دمشق"، وقد اعتمد من الناحية المعمارية مفهوم العمارة الخضراء لدعم هذا التوجه المعماري من ناحية التغذية الكهربائية التي تعدّ عاملاً أساسياً في مشروع كهذا، وعلى هذا المستوى وبناء على دراستنا، فقد بيّنا أنه من الممكن توفير 56% من كمية الطاقة اللازمة للتغذية الكهربائية لهذا المشروع، وهي قيمة لا يستهان بها».

يذكر أنّ "إياد سعدية" من مواليد "ريف دمشق" 1992، و"محمد زين العابدين" من مواليد "دمشق" 1992، و"طارق الجبان" من مواليد "دمشق" 1993، و"محمد صالح حوارة" من مواليد "دمشق" 1993.