إيماناً منهما بدمج التكنولوجيا بالتعليم؛ صمّم "محمد سلطان" و"لين درويش" منصة لتعليم لغات برمجة "الموبايل والويب" بطرائق تفاعلية حديثة، لتميكن المستخدم من دخول سوق العمل مباشرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 أيلول 2016، مهندس المعلوماتية "سلطان"، اختصاص هندسة برمجيات، الذي قال: «منذ صغري وأنا شغوف بالمعلوماتية، ولأنني أؤمن بأن المعلوماتية يمكن أن تحل العديد من المشكلات التي نمر بها، وتوفر على الإنسان الكثير من الموارد. مع بداية دخولي الجامعة حاولت مع زملاء لي سدّ الفجوة بين الجامعة وسوق العمل من خلال إقامة ورشات نتبادل فيها الخبرات، التي شهدت إقبالاً واسعاً جداً، لكننا لم نستطع قبول جميع الأعداد المسجلة في الورشات.

قمنا بداية بدارسة الجدوى الاقتصادية له وإمكانية وجود نموذج اقتصادي مستدام له، وعملنا على العديد من المنهجيات في إدراة الأعمال لوضع نموذج اقتصادي والتحقق منه، وعلى التوازي كان من المهم جداً في عملية التحقق من النموذج الاقتصادي وجود نموذج أولي مصغر من المشروع، ليستطيع المستخدمون تجربة المشروع، فقمنا ببناء المشروع بطريقة تقنية كمشروع للسنة الثالثة في كلية الهندسة المعلوماتية، ثم بعد ذلك كان من المهم نقل المشروع إلى مرحلة أكثر جدية، فتقدمنا إلى حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات؛ وحصلنا على الاحتضان الذي ساعدنا كثيراً في بلورة الشركة الوليدة ووجود نموذج مستدام لها، إضافة إلى الاستفادة من علاقات الحاضنة للوصول إلى مجتمع ريادة الأعمال المحلي والعربي، حيث واجهتنا صعوبات لعدم وجود بنية تحتية للشركات التقنية في بلادنا

ولحل هذه المشكلة تكونت فكرة مشروع "رماز" خلال نقاشاتي مع شريكتي "درويش"؛ الذي يقدم نموذجاً مؤتمتاً للورشات والموارد التي كنا نقيمها، بهدف تعليم المستخدم العربي التقنيات الحديثة التي تمكنه من الحصول على المهنة الأكثر طلباً والأعلى أجراً في العالم (البرمجة)، والمطلوبة بكثرة داخل "سورية" وخارجها، فالمتعلم يتقن في نهاية الدورة المجالات البرمجية؛ وهذا يخوله ممارسة مهنة البرمجة ويتمكن من العمل عن بعد، نظراً إلى الطلب المرتفع لهذه الكوادر ونقص الخريجين».

صورة من مشروع "رماز"

وللتعريف بالمشروع، قال: «يعدّ أول موقع تعليمي عربي متخصص بتعليم البرمجة، يقدم مسارات تعلم أحدث لغات برمجة "الويب والموبايل" باللغة العربية، ويهدف أيضاً إلى نقل أحدث التقنيات العالمية إلى العالم العربي وتعليمهم إياها بطريقة هندسية، بما يفتح لهم فرص عمل كثيرة في سوق عالمي يكبر كل يوم، ويعدّ بيئة تعليمية في ظل غياب المدارس وتدهور حال الجامعات، وعدم قدرة الكثيرين من الأشخاص للوصول إلى مصادر التعليم الفيزيائية، حيث سيتمكن المتعلم من الوصول إلى دوراتنا عن طريق الإنترنت، وتعلم إحدى لغات البرمجة بالكامل؛ وهو ما يخوله من العمل كمبرمج محترف، في ظل أوضاع البطالة المنتشرة في المهن التقليدية. كما يقدم للمستخدم العربي الراغب بتعلم البرمجة مصدراً عربياً متكاملاً ليتعلم التقنيات الحديثة في ظل ندرة المحتوى العربي في مجال البرمجة تحديداً، وغياب منصة تعليمية عربية خاصة للبرمجة».

وبدورها حدثتنا المهندسة "لين درويش" قائلة: «اخترت دراسة فرع الهندسة المعلوماتية لحبي للرياضيات منذ الصغر، حيث رأيت أن الرياضيات تعطي معنى عملياً على عكس ما اعتدناه، وإيماني بأنها وسيلة فعالة جداً لحل المشكلات حولنا، واخترنا اسم "رماز" لمشروعنا؛ لأنه المقابل العربي لكلمة كود "cod" الإنكليزية؛ وتكمن أهمية مشروعنا بأن المنصّات التفاعلية العربية تكاد تكون معدومة، مع العلم بأن شبكة الإنترنت تحوي مواقع ومنصّات تعليمية كثيرة باللغات الأخرى، ولكن ما يميز "رماز" هو الطريقة المتخصصة لتعليم البرمجة، حيث إنّ المستخدم لن يتعلم من خلال فيديوهات نظرية طويلة ومملة، وإنما من خلال تطبيق وممارسة البرمجة فوراً بطريقة تفاعلية.

"فدوى مراد" مديرة الحاضنة المتبنية للمشروع

إذ يتيح التطبيق التعلم مباشرةً على المتصفح من دون الحاجة إلى أي أداة خارجية؛ وهو ما يقدم لك تجربة التعلم عن طريق الممارسة، التي تفتقدها الكثير من مصادر تعلم البرمجة الأخرى، والتي يكون الطالب فيها مجرد متلقٍّ، ويستطيع الطالب أن يتعلم عن بعد وحده ومن دون معلم في أي زمان ومكان، كما يمكن للمستخدم البدء بدرس قصير مكثف ومصمّم على شكل شرائح تقدّم كدفعة أولية للبدء بأسلوب عملي، وبعد الدرس عليه حل التحديات التي تُطلب منه والقيام بمهمة برمجية على المتصفح مباشرةً، وستقوم المنصّة بإعطاء مساعدات ذكية وتحققاً فورياً من الحل، وفي النهاية يمكن مشاركة التّقدم الذي يحرزه المستخدم على الشبكات الاجتماعية. ويمتاز هذا النموذج بأن تكلفة الدورة هي لمرة واحدة فقط، ويستهدف المبتدئين والمتوسطين من الراغبين بتعلم البرمجة في كل العالم العربي من طلاب جامعات وموظفين ويافعين».

وأكملت حديثها بالقول: «قمنا بداية بدارسة الجدوى الاقتصادية له وإمكانية وجود نموذج اقتصادي مستدام له، وعملنا على العديد من المنهجيات في إدراة الأعمال لوضع نموذج اقتصادي والتحقق منه، وعلى التوازي كان من المهم جداً في عملية التحقق من النموذج الاقتصادي وجود نموذج أولي مصغر من المشروع، ليستطيع المستخدمون تجربة المشروع، فقمنا ببناء المشروع بطريقة تقنية كمشروع للسنة الثالثة في كلية الهندسة المعلوماتية، ثم بعد ذلك كان من المهم نقل المشروع إلى مرحلة أكثر جدية، فتقدمنا إلى حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات؛ وحصلنا على الاحتضان الذي ساعدنا كثيراً في بلورة الشركة الوليدة ووجود نموذج مستدام لها، إضافة إلى الاستفادة من علاقات الحاضنة للوصول إلى مجتمع ريادة الأعمال المحلي والعربي، حيث واجهتنا صعوبات لعدم وجود بنية تحتية للشركات التقنية في بلادنا».

التقينا المهندسة "فدوى مراد" مديرة الحاضنة، حيث أبدت رأيها بالمنصة قائلة: «تكمن أهمية المشروع في توفير بيئة تعليم إلكتروني تفاعلي باللغة العربية، بدأت بتعليم اللغة الخاصة بتصميم المواقع الإلكترونية HTML، ويمكن أن تتطور هذه البيئة لتشمل مجموعة من البرامج التدريبية. يتم التعليم من خلال التطبيق، ثم تكون هناك فرصة فورية للمستخدم لتطبيق ما تعلمه مباشرة، مع توجيه مستمر من البرنامج لتحديد الخطأ، والمساعدة في تصحيحه.

تم الموافقة على احتضان المشروع في الحاضنة نظراً لأنه يقدم فكرة عمل جديدة، تدعم اللغة العربية بوجه كبير، وتوفر بيئة تعليمية آمنة للراغبين بالتعلم من كافة الفئات العمرية. مستقبل المشروع مشجع، بداية من حماسة فريق عمل المشروع، وصولاً إلى تميز الفكرة، وفاز الفريق في أكثر من مسابقة على المستوى المحلي والإقليمي، ونأمل بالعالمي في المستقبل. يمكن استخدام المشروع في أكثر من مستوى ولاسيما في مدراس التعليم الأساسي، التي أصبحت مناهجها تتضمن مقرراً خاصاً بعلوم الحاسوب. إضافة إلى المستويات المتقدمة في المرحلتين الثانوية والجامعية، وهذا مرتبط بتوفر البرامج التدريبية الملائمة لاحتياجات المستخدمين في هذه المراحل التعليمية».

يذكر أن "محمد سلطان" من مواليد "دمشق"، عام 1993، و"لين درويش" من مواليد "دمشق"، عام 1993، وحاز المشروع على المرتبة الأولى في مسابقة "جسور".