توصل الطالبان "نسمة بحبوح" و"ناجي العلي" في مشروع تخرجهما في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية هندسة التصميم الميكانيكي، إلى عمل آلة صديقة للبيئة تساعد على إعادة تدوير كل ما هو مستهلك أوتوماتيكياً ليكون مفيداً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 حزيران 2016، الطالبة "نسمة بحبوح"؛ التي تحدثت عن المشروع، وتقول: «كان السبب الرئيس لفكرة المشروع؛ استنزاف مصادر الثروة الطبيعية وارتفاع أسعار المواد الخام والطاقة، وارتفاع مستوى التلوث، إضافة إلى ارتفاع مستوى الوعي البيئي لدى السكان. وإن إعادة التدوير هي إعادة تصنيع واستخدام المخلفات سواء كانت منزلية أو صناعية للتقليل من تأثيرها وتراكمها بالبيئة؛ من خلال تجميع المواد التي يمكن تدويرها ثم فرزها حسب النوع لتصبح مواد خام صالحة للتصنيع ليتم تحويلها إلى مواد قابلة للاستخدام، وكان الهدف من المشروع تحسين فكرة إعادة التدوير، وحماية البيئة أكثر من المخلفات السلبية التي تنتج من النفايات، لذلك عملنا آلة تفرز ضمنها كل نوع على حدة لتكون جاهزة للتدوير».

الصعوبات التي واجهتنا خلال المشروع تتمثل بالتكلفة العالية للعمل على المشروع، وعدم قدرة الكلية على تغطية التكاليف، وقد حصلنا على درجة 90 على مشروعنا، ولاقى استحسان اللجنة

بدوره الطالب "ناجي العلي" يقول عن المشروع: «إن عملية التدوير ببساطة هي إعادة تصنيع المواد غير العضوية المفرزة من مجمل النفايات المنزلية الصلبة التي يؤدي رميها إلى كارثة بيئية، وإن اختيار طرائق المعالجة للنفايات الصلبة تتم حسب "هرمية إدارة النفايات"؛ الذي يتكون من: "تقليل النفايات – التخفيف أو إعادة الاستعمال – التدوير – التسبيخ – تحويل النفايات إلى طاقة – التخلص أي الطمر والحرق أو الفرز في مرفق خاص".

الطلاب مع اللجنة المشرفة

تقسم آلة التدوير إلى "الفرامة" التي تتضمن: (سكين القطع – المحرك الكهربائي – المسننات – الأعمدة – الخوابير السيور والسير الناقل)، وعند تدوير الورق نجد أنه يقوم على التصنيف؛ أي يجب ألا يكون مختلطاً بالشوائب كالمعادن، ويتم التجميع والنقل بتخصيص صناديق خاصة لجمع هذه الأوراق في مدة محددة سلفاً، ثم التخزين في الصناديق، وتأتي مرحلة التقطيع والخلط والتصفية، وتتم إضافة الماء ومواد كيماوية إلى الورق وتحريكه ليصبح متجانساً وتمريره بالمصفاة لإزالة الشوائب لتبدأ مرحلة إزالة الحبر؛ وتتم على مرحلتين؛ الأولى عن طريق الغسل بالماء، والثانية عن طريق تمرير تيار من فقاعات الهواء داخل الوعاء، ثم يتم قشط الحبر المتجمع على سطحه، يصب الورق من خلال عدة أنابيب على قشاط متحرك فيه ثقوب صغيرة لإزالة الماء الزائد، ثم يمرر من خلال أسطوانات لتحديد الثخانة المطلوبة للورق، يتم لف الورق في أسطوانات "رولات" من الورق حسب المواصفات المعتمدة للشركة المصنعة، ثم تنقل لاستعمالها».

ويضيف: «الصعوبات التي واجهتنا خلال المشروع تتمثل بالتكلفة العالية للعمل على المشروع، وعدم قدرة الكلية على تغطية التكاليف، وقد حصلنا على درجة 90 على مشروعنا، ولاقى استحسان اللجنة».

بوستر المشروع

"سامر حسام الدين" المهندس المشرف على المشروع يقول: «إن مشروع الحاوية الذكية ذاتية الفرز يعدّ مشروعاً هندسياً بامتياز؛ تناول قضايا البيئة التي تهم العالم من خلال حل مشكلة بيئية تتفاقم مع تطور الحضارة، وتظهر المشكلة بعد استخدام هذه المستوعبات سواء كانت بلاستيكية أو زجاجية أو معدنية (ألمنيوم)، حيث جاء هذا المشروع لفرز وتجميع هذه المستوعبات، وإعادة استخدامها كمادة أولية من دون الحاجة إلى دفع تكاليف فرز، ويمكن تبني هذا المشروع من المؤسسات المعنية، ونشره في الحدائق العامة والطرق في "سورية"، ويمكن إقامة شركة تضمن تأمين فرص عمل وتحل مشكلة بيئية قائمة حالياً، ويعدّ مشروعاً هندسياً رابحاً».

أما الدكتور "ملهب الداود" المشرف على المشروع فيقول: «إن المشروع من المشاريع المميزة التي تمت مناقشتها في قسم التصميم الميكانيكي، حيث جمع بين التصميم الميكانيكي والأتمتة والتحكم والتصميم البيئي والفرز الأوتوماتيكي للنفايات، وإعادة تدويرها لتكون صالحة للاستعمال البيئي، واعتمد تصميماً حضارياً متناسباً مع هذا العصر، واتسم العمل بروح الجماعة بين الطلاب والمشرفين».

يذكر أن "نسمة بحبوح" من مواليد "دمشق" عام 1994، والطالب "ناجي العلي" من مواليد "دير الزور" عام 1992.