انطلاقاً من مسؤوليتهم الطبية تجاه مجتمعهم، بادر مجموعة طلاب من كليات الطب والصيدلة إلى تقديم خدمات طبية إسعافية تثقيفية ضمن مبادرة "الفريق الطبي التطوعي"، والمساهمة بإعادة الإعمار على المستوى العلمي الصحي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 18 حزيران 2016، "ممدوح التبان" طالب في كلية الطب البشري؛ مدير "فريق الطبي التطوعي"، ليحدثنا عن المبادرة، ويقول: «بدأت فكرة المشروع منذ عام تقريباً، إثر تعرض إحدى زميلاتي لحالة إغماء على مدرج كلية الطب، وبغياب مراكز طبية إسعافية ضمن الجامعة أخذت المبادرة لإسعافها، وبتكرار الحادثة أكثر من مرة ولأكثر من سبب؛ منها الظروف الراهنة التي يمر بها البلد من اعتداءات إرهابية على المرافق العامة، ومنها الجامعات؛ أدت إلى إصابات بين الطلبة؛ الأمر الذي يستدعي القيام بإسعافات أولية، كل ذلك ولَدَ لدي فكرة لتأسيس فريق طبي يضم طلاباً من كلية الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة يتولى تقديم خدمة طبية إسعافية تثقيفية ضمن الجامعات، والمساهمة في إعادة الإعمار على المستوى الطبي الصحي».

بدأت فكرة المشروع منذ عام تقريباً، إثر تعرض إحدى زميلاتي لحالة إغماء على مدرج كلية الطب، وبغياب مراكز طبية إسعافية ضمن الجامعة أخذت المبادرة لإسعافها، وبتكرار الحادثة أكثر من مرة ولأكثر من سبب؛ منها الظروف الراهنة التي يمر بها البلد من اعتداءات إرهابية على المرافق العامة، ومنها الجامعات؛ أدت إلى إصابات بين الطلبة؛ الأمر الذي يستدعي القيام بإسعافات أولية، كل ذلك ولَدَ لدي فكرة لتأسيس فريق طبي يضم طلاباً من كلية الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة يتولى تقديم خدمة طبية إسعافية تثقيفية ضمن الجامعات، والمساهمة في إعادة الإعمار على المستوى الطبي الصحي

يضيف: «بقصد جعل المعلومة والخدمة متاحة أمام الجميع توجهنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي نظراً إلى انتشارها الواسع، وتفادياً لعمليات الطباعة لكونها مكلفة مادياً في الوقت الذي نعتمد مجهودنا ومصروفنا الشخصي لتأمين التمويل، مع ذلك نعمل بإصرار على إيصال المعلومة لأننا نؤمن بأن المعلومة أولى من المال، لأجل ذلك أنشأنا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "الفريق الطبي التطوعي"، بدأنا بعدد بسيط من المتطوعين على مستوى جامعة "دمشق" لنصل اليوم بعد عام على التأسيس إلى 70 عضواً و12 ألف مشترك من مختلف جامعات القطر، وحتى تكون المعلومة قريبة من الواقع الذي يعيشه المواطن موثقة بالزمان والمكان المحددين قمنا بعرض للحالات المرضية الموجودة ضمن مستشفياتنا مع ذكر اسم المريض وحالته واسم المستشفى الموجود فيها، ولأن غايتنا الخدمة الاجتماعية إضافة إلى خدماتنا ضمن الجامعة توجهنا إلى المراكز الثقافية بالتعاون مع أكاديمية "تيشام"، حيث أجرينا عدة لقاءات ومحاضرات لعامة الناس، لنتوجه بعدها إلى المدارس، وقد حصلنا على درع تكريم وتقدير من "اتحاد شبيبة الثورة" تقديراً للجهود المبذولة».

ممدوح التبان وزميله حامد شيلة

وللتعريف بطريقة عمل الفريق يحدثنا "حامد شيلة" (طالب في كلية الصيدلة)، والمسؤول التنظيمي ضمن الفريق، ويقول: «لتحقيق الغاية المرجوة من مبادرتنا ارتأينا تقسيم العمل إلى ثلاثة محاور؛ حيث تتكامل الجهود لإيصال المعلومة الطبية إلى أكبر عدد ممكن بالطريقة الأفضل؛ المحور الأول عبارة قسم إسعافي أولي يقدمه مجموعة من طلاب كلية الطب لإسعاف أي حالة طارئة ضمن نطاق الجامعة، وقسم آخر يكمن بتقديم التوعية الصحية لدى الطلاب عن طريق محاضرات ولقاءات ضمن حرم الجامعة بقصد إمكانية التصرف السريع في الحالات الطارئة.

أما المحور الثاني فيدور حول إصدار مجلة إلكترونية دورية تصدر شهرياً تحمل اسم "قلم طبيب" تتبع أسلوب الحوار بين شخصين لتقديم المعلومة الطبية؛ وهي طريقة مبتكرة لجأنا إليها لتكون المعلومة واضحة، حيث تستوعبها كل المستويات العلمية وليس فقط الأطباء؛ كما نقوم بمواكبة الدراسات الحديثة التي تنشر حول العالم وترجمتها ونشرها ضمن المجلة لتبقى جامعة "دمشق" مواكبة لأحدث الدراسات بمجال الطب، وتم تقسيم المجلة إلى خمسة أقسام؛ قسم دوائي تثقيفي حول المقارنة بين أصناف الأدوية والفائدة منها، وقسم آخر يختص بطب الفم والأسنان والطريقة المثلى للحفاظ على صحة أسناننا. القسم الثالث يكمن بتقديم نقد للواقع المعاش بطريقة رسوم كاريكاتيرية توصل الفكرة بأسلوب مضحك ورسومات معبرة، والرابع يتضمن إجراء مقابلات مع دكاترة محاضرين ضمن كلياتنا كانت لهم تجاربهم الناجحة مهنياً وإنسانياً ليكونوا قدوة ناجحة وحاضرة لطلابهم، وكما هو معروف أن عدداً لا بأس به من الطلاب لديهم مواهب متعددة بين شعر ورسم وموسيقا؛ فتم تخصيصهم بزاوية في المجلة بغية تشجيعهم ودعم مواهبهم».

شعار الفريق

بدوره الدكتور "بيان السيد" طبيب جراحة عامة ومدرّس في كلية الطب بجامعة "دمشق" شاهد وداعم للمبادرة يقول: «المبادرة التي قام بها طلبة جامعتنا تنمّ عن طموح اتسم بالإيجابية والمسؤولية، وتقدير عالٍ للعمل الجماعي التطوعي الذي يصب في خدمة مجتمع الطلبة لتتسع الدائرة، وتكون فعالة في خدمة المجتمع بمختلف شرائحه، إذ حاول الطلاب من الكليات الطبية نشر التوعية الصحية عن طريق محاضرات وبرامج تثقيفية، كما كان لهم عملهم الرائد بإصدار مجلة إلكترونية شهرية تتبلور تجربتها، وتزداد نضجاً مع كل عدد جديد، ونحن اليوم في الظروف الصعبة التي يمر بها البلد علينا أن ندعم ونشجع المبادرات الخلاقة كالتي قدمها طلابنا، والاستفادة من وهج أي شمعة مضيئة، لعلَّ مجموع هذه الشموع المنفردة تشكل منارة تضيئ عتمة دروبنا التي خلفتها الحرب، وتجدد الأمل بغد مشرق سنبنيه بعزيمة طلابنا المخلصين».

يذكر أن الطالب "ممدوح التبان" من مواليد "حمص" عام 1996، وزميله الطالب "حامد شيلة" من مواليد "بانياس" عام 1996.

مجلة قلم طبيب الدورية