تمكن ثلاثة طلاب في كلية هندسة الاتصالات، من إنجاز مشروع تخرجهم هدفه الأساسي التقاط عينات لمكعب "روبيك" وحلها باستخدام "الماتلاب"، وتنفيذ الحل عن طريق الروبوت، وربطه مع الحاسوب باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 تشرين الثاني 2015، "منذر راشد" خريج كلية هندسة الاتصالات بجامعة "دمشق"، وعن مشروع تخرجه الذي حمل عنوان: "روبوت حل مكعب روبيك"، وقدمه مع زميليه "محمد سامر قصيباتي" و"هاشم طاهر"، وبإشراف الدكتور "فريز عبود" يقول: «يتضمن المشروع العديد من التقنيات التي تعلمناها خلال سنوات دراستنا ابتداءً من الأسس الإلكترونية ومروراً بمعالجة الصور ووضع خوارزميات لعمل الروبوت والمتحكم، وانتهاءً باستخدامنا شبكات اتصال لا سلكية، إضافة إلى تعلم طرائق مختلفة لبناء روبوت والتحكم به وقيادته؛ خاصة أننا صممنا الروبوت من الصفر باستخدام أبسط المواد المتوافرة بالسوق المحلية».

شمل المشروع تقنيات كثيرة مفيدة في وقتنا الحاضر؛ لأنه سيكون انطلاقة لكثير من المشاريع التي تتضمن علم الروبوت البسيط وربط الروبوت مع الحاسوب باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة، كما أن تحليل الألوان باستخدام "الماتلاب" كان مميزاً

وعن تفاصيل المشروع يقول: «أولاً تقوم كاميرا "الجوال" بأخذ عينات المكعب الموضوع على قاعدة الروبوت بمقدار صورة لكل وجهة، ثم يتم إرسال الصور إلى برنامج "الماتلاب" في الحاسوب باستخدام تقنية "wifi" عن طريق تطبيق الأندرويد (IP camera)، وباستخدام خوارزمية معينة يقوم "الماتلاب" بحساب طريقة حل المكعب وإعطاء الحركات المطلوبة للتنفيذ على شكل أحرف مرمزة لكل حركة (أي كود برمجي)، بعدها يتم إرسال هذا الكود إلى المتحكم داخل الروبوت باستخدام تقنية (Bluetooth).

المشروع

ويتابع: «بعدها يقوم المتحكم بترجمة الكود ويعطي الأوامر إلى محرّكي "السيرفو"؛ (محرك للقاعدة، ومحرك للذراع) ويتم حل المكعب وإعادته إلى حالة التطابق.

تميز مشروعنا بدراسة عدة مجالات، وهي: الذكاء الصنعي لمعالجة صورة البرمجة، مع دراسة خوارزميات تطبيق هاردوير (ميكانيكي وإلكتروني)، وأغلب هذه المجالات واحد منها يكفي ليكون مشروع تخرج قائماً بحد ذاته، لكننا اخترنا أن نعمل مشروعاً مختلفاً عن المشاريع التقليدية التي تقدم كل سنة، حيث قمنا بعمل الروبوت لا سلكياً باستخدام تقنيتي اتصال "بلوتوث" للإرسال من "اللابتوب" إلى الروبوت، وتقنية "واي فاي" للإرسال من الروبوت إلى الحاسوب».

مع اللجنة المشرفة

أما "محمد سامر قصيباتي" فحدثنا عن المدة التي استغرقوها لإنجاز المشروع والصعوبات التي واجهتهم، ويقول: «بدأنا العمل النظري بالمشروع منتصف الفصل الثاني في السنة الرابعة بعدما حصلنا على موافقة الدكتور "فريز عبود" على فكرته، وقمنا بداية بوضع مخطط صندوقي للشيء الذي نريد أن نتوصل إليه، وبحثنا عن مصادر الحصول على القطع المطلوبة وبدأنا العمل الفعلي أول السنة الخامسة مباشرة، وخلال بداية الفصل الأول أنهينا جزءاً جيداً من المشروع، إضافة إلى أننا بنينا جسم الروبوت باستخدام بلاستيك مدعم عادي، وهذا وحده كان إنجازاً رهيباً؛ لأننا انطلقنا ببناء الهيكل من الصفر المطلق.

أول مشكلة واجهتنا كانت في نوع "موديول البلوتوث"؛ الذي لم يتوافق مع المتحكم الخاص بمشروعنا، لكن استطعنا الحصول على "موديول" آخر، إلا أننا دفعنا سعره 4 أضعاف من سعره الطبيعي، المشكلة الثانية أننا عندما خططنا للمشروع في البدايات، قررنا وضع محركات خطية، لكن عزمها كان ضعيفاً جداً، وبعد عدة جلسات واقتراحات قررنا استخدام محركات "السيرفو". أما المشكلة الثالثة فكانت الأخطر لأننا في مدة التنفيذ اكتشفنا أن ذاكرة المتحكم لا تتسع لكامل البرنامج المكتوب؛ فقررنا أن نغير "الكود" بآخر أكثر تعقيداً من العادي لكن بتعليمات عددها أقل وبالفعل نجحنا في ذلك، إضافة إلى عدة مشكلات في عدة مجالات؛ كمشكلة جسم الروبوت وتخطيطه لكنني قمت بحلها، ومشكلة الخوارزمية واللوحة الرسومية التي حلها زميلنا "هاشم طاهر"، أما مشكلة التوافق بين الروبوت والحاسوب و"البلوتوث" و"الواي فاي" فقد حلها زميلنا "منذر راشد"».

وخلال مناقشة المشروع كان رأي الدكتور "فريز عبود": «شمل المشروع تقنيات كثيرة مفيدة في وقتنا الحاضر؛ لأنه سيكون انطلاقة لكثير من المشاريع التي تتضمن علم الروبوت البسيط وربط الروبوت مع الحاسوب باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة، كما أن تحليل الألوان باستخدام "الماتلاب" كان مميزاً».

يذكر أن العلامات التي حصل عليها "منذر راشد" 90%، "هاشم طاهر" 89%، و"محمد سامر قصيباتي" 88%، مع أن المناقشة كانت ممتازة، وكان الحضور كبيراً، وضجت القاعة عندما حُلّ المكعب.