الحس الإنساني الذي تتمتع به ظهر في الفيلم الوثائقي الذي أعدته وأخرجته وصورته بأسلوب بسيط بعيد عن الملل، موضحة حجم التفاوت الطبقي بين الأغنياء والفقراء، فنالت أعلى علامة من الخريجين ضمن دفعتها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت عبر موقع "الفيسبوك" بتاريخ 1 حزيران 2015، مع "لين عيسى" (خريجة كلية الإعلام جامعة دمشق لعام 2009 - اختصاص إذاعة وتلفزيون)، والموفدة حالياً إلى "الهند" لنيل شهادة الدكتوراه، وعن مشروع تخرجها تقول: «عندما كنت أعد لمشروع تخرجي وخلال حضوري محاضرات الدكتورة "نهلة عيسى" المشرفة عليّ حالياً بتخصص إخراج إذاعي، تعلمت منها أن الإبداع يكمن بالابتعاد عن التكرار، والأهمية تأتي من توظيف اللقطات التلفزيونية لخدمة الفكرة فقط، وهذا ما حاولت أن أوظفه في المشروع الذي تميز بروح العمل والتعاون بيني وبين زميلتي "زينب إبراهيم"، وهو ما ساهم بإنجاح العمل فكرةً وإخراجاً وحصلنا على درجة 98% وكانت أعلى علامة بين مشاريع خريجي دفعتي على الفكرة والإخراج».

ما يميزها الجد والمثابرة، إذ تستطيع أن تقنعك بشخصيتها لصبرها وجلدها وإحساسها بغيرها؛ وهذا الجانب لمسناه من خلال أفكارها، ولدى قيامها بأي عمل ستكون النتيجة مذهلة لأنها تمتلك رغبة بتطوير الذات

وتضيف: «أردت إبراز الفرق الطبقي بين الأغنياء والفقراء لمختلف فئات المجتمع، مع الإشارة إلى غياب الطبقة المتوسطة، من خلال فيلم وثائقي بعنوان: "سوار من ذهب وعقد من حديد" مدته 25 دقيقة، وقمت مع "زينب" بالكتابة والتصوير والإخراج، حيث اعتمدتُ على التصور الذاتي للمشاهد، فكان أغلبها مصوّراً تلقائياً وطبيعياً من دون تمثيل، لأن الفيلم يعرض حالات واقعية وقصصاً لأناس حقيقيين، وهذا أهلني لأنال علامة عالية.

الدكتورة نهلة عيسى

الآلية التي طبقتها في تصوير الفيلم هي طرح أسئلة متشابهة لعدد من أفراد المجتمع من مختلف الفئات، إذ أسأل الغني عن حلمه، فيكون جوابه أن يقوم برحلة سياحية إلى القمر، بينما الفقير يتمنى الموت، ووجهت سؤالي لأحد الأطفال الفقراء عن حلمه، فكان حلمه أن ينام شبعاناً؛ وهنا أظهر لقطات لأطفال أغنياء يلهون في مدينة الملاهي، كما صورت بعض الشبان في القهوة والمطاعم برفقة أصدقائهم، وفي المقابل شاب يبيع غاز وآخر يمسح زجاج السيارات، وأعتقد أن الفيلم عرض مقارنة شاملة بين فئات المجتمع وعرض طموحاتهم وأحلامهم وأسلوب حياتهم».

وتتابع: «الأفلام الوثائقية تتناول عادةً فترة تاريخية أو سيرة ذاتية؛ وهو ما يجعل الملل يتسلل للمشاهد لأنها تفتقر إلى التنوع، بينما فكرة الفيلم حاولت إبراز الحالة الاجتماعية، فكانت اللقطات منوعة وبعيدة عن الملل، واللغة المستخدمة عامية أقرب إلى المشاهد، إضافة إلى أن توظيف القطات بطريقة مناسبة والانتقال الانسيابي بين المشاهد ساهم بإنجاح الفيلم.

بروشور فيلم "سوار من ذهب وقيد من حديد"

اعتمدت على التقنيات الإخراجية التي تعلمناها في المرحلة الجامعية والاختلاف يكمن هنا في طريقة الإخراج؛ وهو ما ساعد على إبراز الفكرة وجعلها مؤثرة لتعكس الواقع تماماً، مع توظيف الموسيقا حيث تخدم الحالة الإنسانية، ورافق الفيلم كتيب مطبوع يشرح المعلومات النظرية التي تضمنها الفيلم وتضم السيناريو بالتفصيل، ويحتوي على معلومات موثقة من مراجع اقتصادية تظهر ازدياد الهوة بين الأغنياء والفقراء، مع صور تم التقاطها من الفيلم».

وفي لقاء مع الدكتورة "نهلة عيسى" (مدرسة في كلية الإعلام بجامعة دمشق) والمشرفة على "لين" حالياً في الإيفاد، تقول: «ما يميزها الجد والمثابرة، إذ تستطيع أن تقنعك بشخصيتها لصبرها وجلدها وإحساسها بغيرها؛ وهذا الجانب لمسناه من خلال أفكارها، ولدى قيامها بأي عمل ستكون النتيجة مذهلة لأنها تمتلك رغبة بتطوير الذات».

الدكتور عربي المصري

وبدوره المدرس الجامعي "عربي المصري" رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون يقول: «تعد من الطالبات المجدات اللواتي أثبتوا كفاءة عالية، وهذا أهلها لتكون معيدة، وخوضها لغمار تجربة تطبيقية من خلال إعطائها للقسم العملي للطلاب، انعكس على شخصيتها وترك أثراً طيباً عندهم، فهي تتمتع بأسلوب تدريسي مميز.

مشروعها يلخص شخصيتها، إنه مرآة للوجع الإنساني لمختلف طبقات المجتمع على اختلاف المستويات الاقتصادية، فظهرت فكرة العمل المميزة من خلال التوظيف الجيد للإخراج وكل ما يتعلق بالإنتاج التلفزيوني».