اختارت "بشرى حالو" فصيلة نباتية لها أهميتها الاقتصادية والطبية، مستخدمة حبوب طلع النخيل على النباتات لأول مرة، فنجحت في دراسة تُمكن من زيادة الإنتاج النباتي.

مدونة وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 11 آذار 2015، مناقشة رسالة الماجستير للطالبة "بشرى حالو" في كلية العلوم، حول تأثير مستخلص حبوب طلع النخيل في إنتاش وإخصاب حبوب الطلع، والتقتها المدونة عقب انتهاء المناقشة، وعن فكرة بحثها تقول: «استمرار حياة الإنسان مرهون باستمرار حياة النبات، وإيماناً بمسؤولية الإنسان في إيقاف التلوث، واكتشاف العوامل والمواد ذات التأثير الإيجابي في حياة النبات جاءت فكرة البحث».

استمرار حياة الإنسان مرهون باستمرار حياة النبات، وإيماناً بمسؤولية الإنسان في إيقاف التلوث، واكتشاف العوامل والمواد ذات التأثير الإيجابي في حياة النبات جاءت فكرة البحث

وتضيف: «من المعروف أن حبوب الطلع هي المسؤولة عن الإخصاب في النبات، ولكي تقوم بوظيفتها هذه عليها أن "تنتش" وتكوّن الأنابيب الطلعية بأطوال مناسبة، لذلك تم اختيار مستخلص من حبوب طلع "النخيل" لتأثيره الفعال في تحفيز الإخصاب عند الإنسان والحيوان، ولم يسبق أن طبق هذا المستخلص على حبوب الطلع في عالم النبات، فاخترت أن يكون موضوع البحث الذي سأقدمه لنيل إجازة في الماجستير، حيث تمكنت ولأول مرة من تطبيقه على النباتات، واخترت الفصيلة الباذنجانية لتطبيق الدراسة عليها، وهي المعروفة بأهميتها الاقتصادية والطبية، والباذنجان كممثل عن الفصيلة».

الدكتور عبد الجبار الضحاك

وعن أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال بحثها تقول: «البحث حقق الفائدة المرجوة منه، حيث إنه من خلال عدة تجارب قمت بإجرائها لمعرفة فاعلية حبوب طلع النخيل في زيادة الإنتاج النباتي، توصلت إلى نتيجة أن لتلك الحبوب تأثيراً إيجابياً في زيادة نسبة إنتاش حبوب طلع الباذنجان وأطوال الأنابيب الطلعية، كذلك لاحظت زيادة في النسبة المئوية لانقسام النوى التوالدية وتواجدها في الجزء السفلي من الأنبوب الطلعي؛ وهو المكان المناسب للإخصاب أكثر من بقية أجزاء النبات».

وعن الصعوبات التي واجهتها لإثبات صحة بحثها تقول: «لا يخلو أي بحث من بعض الصعوبات خصوصاً أن البحث يطرح للمرة الأولى، إضافة إلى عدم وجود مراجع يمكن الاعتماد عليها لإثبات صحة الدراسة، لكن التحلي بالصبر إضافة إلى حبي واهتمامي بمعرفة المزيد عن حبة الطلع منذ السنوات الأولى لدراستي الجامعية، أوصلاني إلى النتيجة المرجوة وهي اكتشاف مادة محفزة لإنتاش حبوب الطلع وإخصابها؛ حيث يكون لها تطبيقات مستقبلية ناجحة، وقد تمكنت من الوصول إلى ذلك بدعم من أهلي وأساتذتي في كلية العلوم الذين كان لهم الفضل الكبير من خلال دعمهم وتشجيعهم».

لجنة التحكيم

التقينا الدكتور "عبد الجبار الضحاك" أستاذ في كلية العلوم، ويقول: «سبق أن درستُ الطالبة "بشرى" في الماجستير وقد كلفتها بعدة أبحاث، وكانت بمنتهى الجدية في دراستها وما زلنا نحتفظ ببعض أبحاثها لتُدرس للطلاب الحاليين.

ويعد البحث الذي قدمتة غاية في الأهمية؛ حيث استطاعت الاستفادة من حبوب طلع النخيل المعروفة لدى العطارين، التي تباع بأسعار كالذهب لأهميتها في الإخصاب لدى الإنسان والحيوان، فهي شائعة الاستخدام في الطب العربي، وكذلك الطب الحديث يعترف بفعاليتها، فحبة الطلع تحوي الجين وهي مؤهلة لتعطي النبات، وهنا تأتي أهمية الدراسة التي قامت بها "بشرى"؛ حيث استطاعت إثبات أن الشيء الذي يسبب فعاليته لدى الإنسان والحيوان له نفس الفعالية لدى النبات، وبرأيي نجحت في ذلك.

أثناء مناقشة الرسالة

وأعدّ كل دراسة من هذا النمط مهمة لنشرها لنرى كيفية تأثيرها بتنشيط عمليات الإخصاب لدى النبات، التي نحتاج إليها اليوم لزيادة الإنتاج النباتي الذي تزداد الحاجة إليه مع مرور الزمن».

الدكتور "غسان عياش" أستاذ في كلية العلوم والمشرف على الرسالة، وعضو في لجنة التحكيم، يقول لمدونة وطن: «استطاعت "بشرى" إضافة مستخلصات حبوب طلع النخيل إلى حبوب طلع الباذنجان، وبتراكيز مختلفة، ووضع الخلايا الذكرية في مكانها المناسب، وهو الجزء السفلي من النبات، وهو ما أدى إلى رفع نسبة الإخصاب، ولأن العقم بحبات الطلع المنتشرة في الفصيلة الباذنجانية والنباتات الأخرى أدى إلى قلة الإنتاج، لكن ما قدمته الطالبة "بشرى" في دراستها أوصلنا إلى التركيز الأمثل الذي يؤدي إلى إخصاب عالٍ، وهذا ما ينعكس إيجاباً على زيادة الإنتاج النباتي».

وعن الفائدة المرجوة من إمكانية تطبيق الدراسة على أرض الواقع وانعكاسها على زيادة الإنتاج النباتي يضيف الدكتور "عياش" قائلاً: «البحث المقدّم؛ أكاديمي، لكن يمكن تحويله إلى المجال التطبيقي بسهولة، وهناك إمكانية كبيرة لتطبيقه واستثماره في "سورية"، كأن نأخذ مستخلصات حبوب طلع النخيل ونضعها في أي محصول وبتركيز عالٍ، حيث نرش بها الأزهار، وهذا يؤدي إلى رفع نسبة الإخصاب وزيادة الإنتاج، وهذه العلمية غير مطبقة حالياً لدينا، وتعد سابقة في هذا المجال، وتكون الاستفادة الكبرى من هذا البحث واستثماره عن طريق كلية الزراعة، فكلية العلوم دائماً تقدم مشاريع نظرية لكن التطبيق يكون في كلية الزراعة، فإذا اعتمدت هذا المشروع وعملت عليه؛ بالتأكيد سوف نصل إلى تحسين الإنتاج الزراعي».

يذكر أن الطالبة "بشرى حالو" كانت قد ناقشت مشروع الماجستير، حول تأثير مستخلص حبوب طلع النخيل في إنتاش وإخصاب حبوب الطلع لأحد أنواع الفصيلة الباذنجانية، بحضور عدد من المدرسين من كلية العلوم؛ والدكتور "غسان عياش" المشرف الرئيس على البحث، والدكتور "بسام الأعرج" وهو مشرف مشارك، ولجنة التحكيم المؤلفة من: الدكتور "محمد سلمان"، والدكتور "عماد القاضي"، حيث نوقشت وأجيزت بتاريخ 11 آذار 2015، وحصلت على علامة قدرها 96%، وتقدير شرف.