جاءت مفاضلة التعليم المفتوح مختلفة هذا العام عن السنوات السابقة، فهناك انخفاض ملحوظ بالمعدلات، مع تقارب العلامات بين الشريحتين الأولى والثانية، مع إقبال كبير من قبل الطلاب.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 10 كانون الثاني 2015، مقر التسجيل لمفاضلة التعليم المفتوح في جامعة "دمشق"، الذي كان يغص بالطلبة الذين ينتظرون دورهم في الطوابير على أبوابه، والتقت عدداً من الطلاب فكانت البداية مع الطالب "مجد عساف" من المتقدمين الجدد لهذا العام، وحول رؤيته لمستوى معدلات القبول يقول: «أجد أن معدلات القبول هذا العام منخفضة، فهناك مراعاة لأوضاع الطلاب، وبالنسبة لي حصلت على مقعد في كلية الإعلام وهذا حلمي منذ الصغر، ويعد التعليم المفتوح فرصة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من دراسة الفرع المفضل لديهم في التعليم العام أو الموازي، فيحصلون على فرصة جديدة تتيح لهم النجاح في الاختصاص الذي يبدعون فيه؛ وهو ما يساعد على بناء جيل ينهض بأعباء الوطن للوصول بطموحاته إلى مصاف الدول المتقدمة».

أجد أن معدلات القبول هذا العام منخفضة، فهناك مراعاة لأوضاع الطلاب، وبالنسبة لي حصلت على مقعد في كلية الإعلام وهذا حلمي منذ الصغر، ويعد التعليم المفتوح فرصة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من دراسة الفرع المفضل لديهم في التعليم العام أو الموازي، فيحصلون على فرصة جديدة تتيح لهم النجاح في الاختصاص الذي يبدعون فيه؛ وهو ما يساعد على بناء جيل ينهض بأعباء الوطن للوصول بطموحاته إلى مصاف الدول المتقدمة

لكن الوضع كان مختلفاً تماماً بالنسبة للطالبة "بسمة جنبلاط"، فهي لم تكن راضية عن مفاضلة "الشريحة الثانية" لحملة الشهادات القديمة، وتقول: «هذه السنة كانت المعدلات عالية مقارنة بالسنوات الفائتة لحملة الشهادات القديمة، حيث تقدمت للمفاضلة ولم يتم قبولي بسبب ارتفاع المعدلات رغم أن شهادتي عام 2013-2014، وأتمنى أن تراعي الوزارة أن التعليم المفتوح هو آخر أمل قد يلجأ إليه الطلبة، وكي لا يصبح حلماً كما هو حال التعليم النظامي الآن، وخصوصاً أن هذا التعليم يعد مصب اهتمام العاملين في وظائفهم والراغبين في تحسين وضعهم المهني، فهو برأيي فرصتهم الوحيدة لإكمال دراستهم».

د. أيمن أبو العيال

وكذلك كان رأي الطالبة "رهف الحايك" (خريجة إدارة مشروعات - تعليم مفتوح)، وتقول: «في هذا العام كانت علامات القبول في التعليم المفتوح لحملة الشهادات القديمة قريبة جداً من حملة الشهادات الحديثة، وهذا لم يرق للكثيرين من الطلاب، حيث يجب على المعنين أن يأخذوا بعين الاعتبار أن التعليم المفتوح ليس طموح الطلبة الجدد؛ بل وجد ليكمل التعليم العام والموازي، وعندما نجد أن هناك توجهاً كبيراً إليه فهذا يعني أنه يوجد خلل في باقي المفاضلات وهذا مجحف بحق الطلبة، خصوصاً أن التعليم المفتوح يحمّل الطالب أعباء مادية كبيرة».

وفي لقاء مع الدكتور "أيمن أبو العيال" نائب رئيس جامعة "دمشق" للتعليم المفتوح، أطلعنا خلاله على حال المفاضلة لعام 2014-2015 بقوله: «قد يكون شعور الطلبة ممزوجاً بالحيرة والفرح معاً بسبب الانخفاض الملحوظ لمعدلات هذه السنة مقارنةً مع السنوات السابقة، وهذا يعود إلى تدني عدد طلبات المتقدمين لمفاضلة التعليم المفتوح لحاملي الشهادة الحديثة أي "الشريحة الأولى"، لذلك اضطررنا إلى تخفيضها ليتم ملء الحد المطلوب من المقاعد في الجامعة، إذ تم قبول أكثر من 50% من حملة الشهادة الحديثة، لكن الوضع مختلف تماماً بالنسبة لحملة الشهادات القديمة أي "الشريحة الثانية" التي تضم الطلاب ذوي الشهادات من 2006 حتى 2013، إذ كانت مفاضلتها أعلى بكثير من مفاضلة هذه السنة، والعدد الكبير من المقبولين من الشريحة الأولى كان السبب في هذا الارتفاع، وخصوصاً أن الأولوية والفرصة الأكبر هي لحملة الشهادة الحديثة».

رهف الحايك

وعن آخر البرامج التي يتم الإعداد لها والفرق بين المقبولين نظامياً والمقبولين حسب مفاضلة الشواغر أو التسوية؛ يخبرنا الدكتور "أبو العيال" قائلاً: «مفاضلة ملء الشواغر تصدر بعد المفاضلة الأساسية، نقوم من خلالها بخفض مستوى المعدلات في بعض الاختصاصات التي تبيّن لنا أنه لا يزال هناك مقاعد شاغرة فيها ليتم تعبئتها من خلال أوراق الطلبة المتقدمين للمفاضلة، ولم يتم قبولهم من قبل، ولا يسمح لأي طالب لم يتقدم إلى مفاضلة التعليم المفتوح أن يتقدم إلى مفاضلة الشواغر، أما التسوية فهي عبارة عن تسجيل مباشر لمفاضلة التعليم المفتوح دون أي تخفيض للمعدلات، فهي فقط لمن لم تسمح له ظروفه بالتقدم إلى المفاضلة، لذلك لا يمكن لمن تقدم للمفاضلة الأساسية أن يتقدم للتسوية أبداً».

الجدير بالذكر أنه مؤخراً ظهرت شائعات سادت مواقع التواصل الاجتماعي عن زيادة في رسوم التعليم المفتوح؛ وهذا ما نفاه الدكتور "أيمن أبو العيال" نفياً قاطعاً.