عبقري صغير كما وصفه أستاذه، مجتهد لا يمل، استطاع تطوير الكثير من الروبوتات، حصل وفريقه على المركز الأول في المسابقة الوطنية للروبوتيك، وتأهل للمسابقة العالمية، طموحه أن يدرّب في هذا المجال.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 كانون الأول 2014، المبدع "نزار فليون" الذي تحدث عن رحلته الدراسية ودخوله عالم الاختراع، ويقول: «أنا طالب سنة ثالثة في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، اختصاص ميكاترونكس، أحب الروبوتات من صغري، وكانت ميولي علمية منذ الطفولة أيضاً؛ حيث كنت شغوفاً بمتابعة الأفلام العلمية، أعشق الرياضيات والفيزياء، وكنت متفوقاً في كل سنوات دراستي، شجعني زميلي " يامن حداد" للمشاركة في المسابقة "الوطنية للروبوتيك"، فبدأنا التدريب وكانت مهمتي التصميم الميكانيكي، في البداية صممت عدة تصاميم، لم تحظَ بالنجاح لأنها كانت معقدة نوعاً ما، وهو ما أكسبني خبرة في تلك الفترة، بعدها تمكنا من صنع روبوت بسيط يعتمد على ميكانزم حركي واحد، حيث كان يشرف علينا المدرب "يامن حداد"، كنا نتدرب تدريباً مكثفاً ويومياً، حتى مشاركتنا بالمسابقة الوطنية التي حصلنا من خلالها على المركز الأول دون منازع، فعدد النقاط التي حصلنا عليها كمركز أول كانت 160 نقطة، بينما المركز الثاني حصل على 40 نقطة فقط».

كانت رحلة جميلة استفدنا منها كثيراً، وأضافت لنا الكثير من الخبرة، وحتماً سنشارك في السنوات القادمة ونحصل على مراكز أعلى، هدفنا بالنهاية أن نقدم للبلد جزءاً بسيطاً مما قدمته لنا، ونحن كأعضاء فريق سننقل خبرتنا إلى زملائنا من خلال الإشراف على فرق أخرى في السنوات القادمة لنستطيع تحقيق مراكز متقدمة أكثر

ويضيف: «بعد حصول فريقنا "تشالنجر 963" على المركز الأول في المسابقة "الوطنية للروبوتيك"، بدأنا الاستعداد للمسابقة العالمية التي أقيمت في "روسيا"، فكان التدريب مضاعف، والتجهيزات أفضل، كما قام بالإشراف على تدريبنا الدكتور "أحمد المالح"، الذي له الفضل الكبير بكل ما وصلنا إليه، أعطانا التوجيهات والنصائح، والدعم المعنوي، واستطعنا إنجاز المهمة إنجازاً كاملاً».

في المسابقة العالمية للروبوتيك

ويضيف: «النموذج الذي قمنا بالمشاركة فيه عالمياً، كان روبوتاً متعدد الميكانيزمات، سهل الحركة، دقيق القدرة على حمل الألواح الشمسية بتكرارية عالية وتقييس ممتاز وبأخطاء قليلة جداً، كانت المنافسة قوية جداً، حيث شاركت فرق من جميع أنحاء العالم، وكان هناك روبوتات تنجز المهمة بأوقات قياسية، وللعلم نحن كبلد نشارك للمرة الأولى عالمياً، فلم يكن لدينا خبرة مثل باقي الفرق، ورغم ذلك باليوم الأول للمسابقة استطعنا أن نتأهل للنهائيات، وفي اليوم الثاني كنا الفريق العاشر عالمياً كترتيب فرق، والفريق الخامس كترتيب دول، وذلك بين أكثر من 74 فريقاً مشاركاً على مستوى العالم، فعند تأهلنا للنهائي كانت فرحة لا توصف، وخاصة أننا كنا الدولة العربية الوحيدة في النهائيات، وفخر لـ"سورية" لكونها الدولة العربية الأولى في هذه البطولة العالمية».

ويضيف: «كانت رحلة جميلة استفدنا منها كثيراً، وأضافت لنا الكثير من الخبرة، وحتماً سنشارك في السنوات القادمة ونحصل على مراكز أعلى، هدفنا بالنهاية أن نقدم للبلد جزءاً بسيطاً مما قدمته لنا، ونحن كأعضاء فريق سننقل خبرتنا إلى زملائنا من خلال الإشراف على فرق أخرى في السنوات القادمة لنستطيع تحقيق مراكز متقدمة أكثر».

في التدريب

وفي لقاء مع مدير نادي "الروبوكون" الدكتور "أحمد المالح"؛ الذي رافق الفريق في المسابقة العالمية يقول: «"نزار" أحد طلابي المتميزين، مجتهد مثابر صبور ويعمل بصمت، يلتزم بالكامل بالتوجيهات، ويعرف ما وراء السطور، طور العديد من الروبوتات، وفي كل نموذج جديد كنا نقوم بالنقد الموضوعي، وكان يتقبل ذلك ويقوم بمفرده بتطوير وتجاوز السلبيات، يمكنني القول إنه عبقري في تكنولوجيا الميكانيزمات، أنا سعيد جداً وفخور بإشرافي على الفريق ككل وأعتز بالطاقة التي قدمها كل فرد منهم، وسعيد بالنتيجة؛ فأن يحصل فريق سوري على مثل هذه النتيجة في أولمبياد عالمي بين 47 دولة وأكثر من 74 فريقاً يعني الكثير».

ويتابع: «المجهود الذي تم تقديمه في المسابقة والتدريب والإعداد كان موجهاً بالمسار الصحيح، الاعتماد على الذات فخر واعتزاز لنا، ومن الممكن الوصول لنتائج أفضل في المشاركات القادمة، وكنت دائماً أقول لطلابي عند انصرافي من النادي الساعة الثامنة مساءً: (الله لا يضيع لكم تعب)، والحمد لله ها هو فريقنا في أوائل الفرق العالمية ولم يضع تعبه».

في المسابقة الوطنية للروبوتيك