في سبيل الوصول إلى جيل من الشباب قادر على الدخول إلى سوق العمل، وهو مجهز بالمهارات والخبرات اللازمة، تقدم "عيادات العمل" المشورة والمهارة اللازمة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين /15/ إلى /24/عاماً، وتساعدهم على ايجاد فرصة لتدريب العملي بشكل يتوافق مع دراستهم، ولا تتوانى عن تقديم الدعم والمشورة لكي تتحول أفكارهم الخلاقة إلى مشاريع ناجحة على أرض الواقع.

"عيادات العمل" تتحتفل بمرور عام على افتتاح مركزها الأول الذي أصبح مجمعاً للشباب الطامح والباحث عن التدريب والاستشارة، وملتقى لأصحاب الخبرة من الذين يسعدون بتقديم ما لديهم خدمة لجيل المستقبل.

خصصنا محاضرات أيام "الأحد" لتركيز على مهارات الاتصال وفن كتابة «C.V

أربعة خدمات يقدمها المركز في سبيل تحقيق هدفه، موقع "eSyria" التقى مع الشاب "علاء لداوي" /طالب دراسات عليا في المعهد العالي لإدارة الأعمال "HIBA"/ أحد الشباب الذين استفادوا من مركز "عيادات العمل"، والذي تحدث عن المركز بقوله: «يتوجه هذا المركز إلى الطلاب الذين يرغبون بصقل مهاراتهم وخبراتهم أثناء الدراسة وقبل دخول سوق العمل، وإلى المتخرجين الذين يبحثون عن عمل ويحتاجون لفرصة تدخلهم إحدى المؤسسات وأخذ حصصٍ تدريبية عملية، أو إلى الشباب راغبين بتطبيق فكرة معينة على أرض الواقع، أو حتى للذين يعملون ويشعرون أنهم بحاجة لاكتساب بعض المهارات التي تساعد في تطوير مسارهم الوظيفي.

السيدة "فرقد محلي"

المركز يقدم خدماته لنا كالشباب من خلال أربعة طرق؛ الأولى عندما يستقبل الشبان والشابات بشكل فردي، ويستمع إلى تساؤلاتهم وأفكارهم ويقدم النصح والمشورة لهم، أما الطريقة الثانية عندما يقيم المركز عدداً من المحاضرات الأسبوعية حول إحدى المهارات أو الاختصاصات المطلوبة من الشباب في مرحلة دخول سوق العمل، ويتاح من خلال نوع الثالث من الخدمات فرص تدريب للشباب في المؤسسات المختلفة، أما الخدمة الأخيرة التي يقدمها المركز لنا فهي مكتبة تحوي عدداً من المراجع والكتب التي قد تساعد الشباب على تحديد أهدافهم وتعطيهم فكرة عن أحد مجالات العمل».

وحول الخدمة الأولى تحدثت السيدة "فرقد محلي" المشرفة في برنامج "عيادات العمل" بقولها: «يستقبل المركز جميع الشباب من عمر /15/ إلى عمر /24/، ويستمع إلى تساؤلاتهم وأفكارهم التي قد تكون خلاقة في كثير من الأحيان، ويقوم بدراسة عدد من المشاريع الصغيرة التي يحملها الشبان والشابات في جعبتهم، ويحاول أن يجمع هؤلاء الشباب مع أحد الخبراء أو العاملين في نفس الاختصاص، لأن هذه المشاريع في أكثر الأحيان تفتقر إلى دراسة عن الجدوى الاقتصادية أو أنها قد تهمل عنصر الأمان اتجاه المخاطر التي تواجه بداية أي مشروع.

جانب من إحدى المحاضرات

لذا نقوم بالتأكد من وجود أربعة أركان أساسية لنجاح أي مشروع جديد يقدم إلينا، والأركان هي وجود صفات ريادية وصفات القيادة لدى الشاب صاحب المشروع، والركن الثاني هو فكرة المشروع، فنتأكد هل خطط المشروع لكي يبقى مستمراً، أو إنه يتميز بالحياة القصيرة، وهل فكرة المشروع جديدة أم إنها مستهلكة من قبل، وهل لدى الشاب الخبرة اللازمة عن فكرة المشروع أم إن الفكرة قائمة على الخواطر فقط.

ويأتي التمويل كركن ثالث لأي مشروع يريد أن يرى النور، فنتأكد من الشاب صاحب الفكرة هل لديه التمويل اللازم أم إنه يبحث عن شريك في المشروع؟ وهل مشكلة التمويل تحل بالقرض أم إنه يسعى للحصول على منحة من أحد الأطراف؟ وتأتي دراسة الجدوى الاقتصادية كركن رابع وأخير لقيام أي مشروع، فأحياناً يكون لدى الشاب فكرة عن مشروعه الصغير، ويملك مبلغاً من المال، ويمتلك الصفات التي تؤهله لتحمل أعباء هذا المشروع ولكنه لا يمتلك خبرة لصنع دراسة جدوى اقتصادية لمشروعه التجاري؛ فنقوم نحن بتحويل فكرة مشروعه إلى عدد من المختصين الاقتصاديين الذين يمتلكون الخبرة اللازمة في سوق العمل، ونجمعه معهم لكي يحددوا هل الفكرة صالحة للعمل أم إنها ضعيفة وغير مجدية اقتصادياً؟».

آنسة "حلا فويتي"

لعل "المحاضرات" هي أكثر الخدمات طلباً في المركز، والسبب أن جميع فئات الشباب يحتاجها سواءً قبل تخرجهم أو حتى أثناء بداية مسيرتهم الوظيفية، والموقع الالكتروني "لمشروع شباب" يقوم شهرياً بإصدار برنامج يحدد عناوين المحاضرات المجانية التي يقدمها أصحاب الخبرة في أحد مجالات العمل، السيدة "فرقد" شرحت سبب هذا الاهتمام الواضح من الشباب على حضور هذه المحاضرات:

«أسئلة كثيرة ومتكررة نتلقاها من الشباب بشكل شبه يومي؛ حول مجالات العمل الجيدة؟ وكيفية كتابة السيرة الذاتية «C.V» بشكل مميز؟ وما أسس النجاح أثناء القيام بالعمل؟ وكيف التواصل مع المديرين في العمل؟ فجاءت فكرة المحاضرات التي تجمع عدداً أكبر من الشباب مقارنة مع المقابلات الفردية، كما أنها تختصر الوقت والجهد، ونستقدم أحد المختصين لبحث هذه المواضيع وإعطاء نفس المعلومة للشباب مباشرة».

المركز قسم المحاضرات الأسبوعية إلى ثلاثة أقسام، محاضرات أيام "الأحد" ومحاضرات "الثلاثاء"، ومحاضرات "الخميس"، السيدة "فرقد" أوضحت الفرق بين هذه الأيام بقولها: «خصصنا محاضرات أيام "الأحد" لتركيز على مهارات الاتصال وفن كتابة «C.V»، وفن التفاوض، ومهارات البحث عن عمل، وغيرها من المواضيع المتعلقة المهارات الشخصية وأساليب تطويرها، وخصصنا محاضرات أيام "الثلاثاء" كورشات التخصصية في أحد المجالات العمل المختلفة، فمثلاً هذا الشهر خصصت أيام الثلاثاء لمواضيع "الإدارة"، أما أيام "الثلاثاء" من الشهر الماضي فخصصت "للمصارف وخدماتها"، ونظراً لأهمية اللغة الانكليزية في الحياة المهنية ولكون معظم المؤسسات الكبيرة تشترطها مهارة أساسية لقبول موظفيها فخصصت أيام "الخميس" لإعطاء بعض الاختصاصات ولكن باللغة الانكليزية، وتعطى جميع المحاضرات من قبل متطوعين يملكون الخبرة في الموضوع المطروح».

الشاب "بشر الحموي" /سنة رابعة حقوق/، يعمل في أحد المنظمات غير الربحية؛ حضر ورشة عمل بعنوان "مهارات القيادة والإدارة"، تحدث لموقع "eSyria" بقوله: «اعتقد أن عيادات العمل لبت حاجتنا لاكتساب عدد من المهارات والمعارف الأساسية في مرحلة التخرج وقبل الدخول إلى الحياة العملية، أو حتى عند الشباب المتخرجين في بداية دخولهم ميادين العمل.

كما أن المواضيع والاختصاصات المطروحة على جدول الورشات متنوعة وموزعة بحيث تراعي أكبر عدد من الشباب، والاستقبال الذي وجدناه في المركز مشجع لنا على تكرار حضور هذه الورشات واكتساب مهارات جديدة».

تتمحور الخدمة الثالثة التي يقدمها "مركز عيادات العمل" حول تأمين فرص تدريب داخل المؤسسات، وحول هذه الخدمة تحدثت "محلي" بقولها: «لعل من المشجع حول هذه الخدمة أن بعض الشركات والمؤسسات الخاصة تطلب منا أسماء الشباب الذين يحضرون إلى المركز، ويسعون إلى الالتحاق ببرامجه ومحاضراته، إيماناً منهم بأن هؤلاء هم العناصر الجادة التي تسعى لتطوير مهارتها والحصول على فرصة عمل مناسبة، وتستقبل هذه المؤسسات عبر المركز عدداً من الشباب وتقدم لهم فرصة لتدريب العملي ولو لفترة قصيرة».

"التطوع من أجل خدمة المجتمع الذي أعيش فيه" هو الشعار يعمل من أجله المدربون والشباب الذين يقومون ببرامجه، "فبرنامج عيادات العمل" برنامج غير ربحي، والمحاضرات التي تعطى فيه للشباب دون مقابل، والمدربين الذين يقدمون خبراتهم للشباب لا يتقاضون أجراً على جهودهم أو أوقاتهم التي يقضونها، "حلا فويتي" إحدى المتطوعات في "برنامج عيادات العمل"، على الرغم من أنها طالبة في السنة الرابعة- كلية اقتصاد، تحدثت عن السبب الذي دعاها للعمل بشكل تطوعي:

«تعرفت إلى برنامج عيادات العمل قبل أربعة أشهر، عن طريق أصدقائي الذين استفادوا من المحاضرات، ومن ثم شاركت في عدد من الورشات المتنوعة التي تلمس الاختصاص الذي أدرسه- اختصاص المصارف- ووجدت أن من واجبي اتجاه مجتمعي الذي أعيش فيه أن أقدم ما استطيعه، وأنا أعمل اليوم بدوام كامل وبشكل تطوعي في أعمال الادارية من شأنها أن تزيد من خبرتي قبل دخول سوق العمل الفعلي.

وفي المركز يوجد نوعين من المتطوعين؛ الأول من الشباب الجامعيين نعمل حسب إمكاناتنا بأعمال إدارية والدوام يكون من الصباح وحتى المساء، والقسم آخر من المتطوعين يكون من المدربين المختصين في أحد المجالات ويكون تطوعهم حسب أوقات فراغهم لأنهم في أغلب أحيان مرتبطين بأعمال من صلب اختصاصاتهم».

الجدير بالذكر أن "برنامج عيادات العمل" هو البرنامج الرابع من "مشروع شباب"، أحد مشاريع "الأمانة السورية للتنمية"، وهو مطبق في "دمشق" ويسعى إلى تقديم خدماته في باقي المحافظات السورية.