عبّرت من خلال لوحاتها عن الإنسان وهمومه بتعابير وجهه، ثم شغلها الشأن الثقافي والتركيز على انتشار الفن التشكيلي وتذوّق الناس له، عبر عملها الوظيفي الذي أغنته بالفن والثقافة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 آب 2020، مديرة المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" الفنانة التشكيلية "رباب أحمد" للحديث عن مسيرتها الفنية والثقافية، فقالت: «نشأت في أسرة لديها اهتمامات سياسية وثقافية، فوالدي كان سياسياً ومثقفاً، ووالدتي كانت مدرسة وفنانة تشكيلية، ولدينا مكتبة كبيرة متنوعة في شتى المجالات، وأضفت عليها كتباً في مجال الفن التشكيلي، وهذا ما دفعني للاهتمام بشؤون ثقافية أخرى سياسية وأدبية، درست في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير الزيتي، وحصلت على دبلوم دراسات عليا في الاختصاص نفسه، وخلال دراساتي للدبلوم أقمت معرضي الفردي الأول في المدرسة الأميركية بـ"دمشق" عندما كنت طالبة فيها.

حرصت أن يتم طرح جميع المواضيع في المركز الثقافي، وأدخلت مواضيع جديدة مثل السينما وندوات عن الفن التشكيلي، وتكريم فنانين ومفكرين ومثقفين على قيد الحياة، وندوات بعد المعارض الجماعية. العمل في الشأن الثقافي متعة مع أنه أخذ كل وقتي وجهدي، فالدوام في المركز يعتمد على فترتين يومياً دون إجازات حتى يوم السبت لدينا فعاليات

لدي عدة محاولات للكتابة ونشرت في عدة صحف سورية خلال فترة الدراسة، ثم توقفت عن الكتابة وركزت على الفن التشكيلي، وبعد تخرجي عملت موظفة في مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، وخلال هذه الفترة شاركت بالعديد من المعارض التي تقيمها الوزارة مثل: معرض "الربيع" السنوي، معرض "المحبة" في "اللاذقية"، ومعارض جمعية "أصدقاء الفن"، ثم أصبحت مدرسة في مركز "أدهم اسماعيل" لعدة سنوات.

خلال إحدى المحاضرات

كنت المشرفة على المعارض التي أقيمت خارج "سورية" مثل الأسابيع الثقافية في "الكويت" عام 2001، وفي "تونس" بـ"القيروان" عندما كانت عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2009، وفي "طهران" عام 2005، كما شاركت في المعرض الذي أقيم في صالة "عشتار" مع مجموعة من الفنانات والخزّافات والنحاتات، ثم أصبحت معاوناً لمديرة الفنون الجميلة عام 2007، وتسلمت إدارة المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" في عام 2015».

وتابعت الحديث عن عملها في المركز: «عملت على تفعيل وتنشيط المركز ليستقطب كل شرائح المجتمع من خلال طرح مشكلات مهمة، فشريحة الشباب والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال المتسولين لهم حصة في المركز الثقافي، وظهرت عدة فعاليات ومبادرات للمجتمع المدني أغنت المركز الثقافي، وحافظت على الثوابت العريقة التي كانت في المركز مثل: المحاضرات الأسبوعية للجمعية "الكونية السورية" التي يقيمها "فايز فوق العادة"، ندوة "كاتب وموقف" مع "عبد الرحمن الحلبي"، رابطة الأمم المتحدة مع الدكتور "جورج جبور"، جمعية "العلوم الاقتصادية"، أمانة "دمشق" للثوابت الوطنية، فعالية ضمن سلسلة مكرمون للراحل "عبد الكريم حشيشو"، موسيقا الزمن الجميل للباحث "وضاح رجب باشا"، ونادي الأدباء الشباب للدكتور "راتب سكر"، وأضفت عليها فعاليات ثقافية مهمة أصبحت ثابتة، فيما يخص شريحة الشباب، حرصت على التعاون مع كل الطروحات الشابة، فقدم المركز منبراً وصالة عرض كفرصة أولى لهم مع كل الدعم والتغطية الإعلامية حتى تكون انطلاقة محترمة لمن لديه مشروعه الثقافي الحقيقي.

الإعلامي مخلص المحمود

فيما يخص الفن التشكيلي لم يأخذ حصته بشكل عام في المراكز مع أنه عمود مهم من أعمدة الشأن الثقافي، وكوني فنانة تشكيلية شجعت الفنانين التشكيليين والمواهب الشابة على إقامة معارض مهمة في المركز، وأقيمت مئات المعارض، وحرصت على المستوى الفني العالي، ويوجد معرض سنوي للمواهب الشابة تحت اسم "تجارب فنية" لكل الفئات العمرية».

وتابعت: «حرصت أن يتم طرح جميع المواضيع في المركز الثقافي، وأدخلت مواضيع جديدة مثل السينما وندوات عن الفن التشكيلي، وتكريم فنانين ومفكرين ومثقفين على قيد الحياة، وندوات بعد المعارض الجماعية.

من أعمالها

العمل في الشأن الثقافي متعة مع أنه أخذ كل وقتي وجهدي، فالدوام في المركز يعتمد على فترتين يومياً دون إجازات حتى يوم السبت لدينا فعاليات».

الفنان "قصي الأسعد" مدير مركز "أدهم اسماعيل" للفنون التشكيلية، قال: «الفنانة التشكيلية "رباب أحمد" مرهفة الإحساس بأعمالها الفنية التي تنتمي للمدرسة التعبيرية الرمزية بما تحتويه من معاني وحكايا، فهي تعبر عن مكنونات المرأة، وما يجول بخاطرها من خلال بضعة خطوط ومساحات لونية متناغمة ومترابطة ومنسجمة فيما بينها بإيقاع هارموني مريح مع بعض الرموز، لتوحي بما تريد إيصاله لجمهورها المتلقي، فهي تعبر عن هواجس وهموم وتلامس مشاعر الناظر من خلال فهمه وقراءته لمعاني ومفردات العمل الفني لديها، أعمالها توحي بالراحة النفسية فهي تستنهض حكاية الرائي لتبعث في نفسه البهجة، من خلال فهم ما بداخله وعبر الحالة التعبيرية ومدلولات الرموز في اللوحة».

الإعلامي والباحث "مخلص المحمود" أحد أصدقاء المركز، وأقام عدة محاضرات فيه، قال: «خصوصية ثقافي "أبو رمانة" أنه من أوائل المراكز الثقافية التي تعنى بالثقافة في الوطن العربي، وليس في "سورية" فقط، ومن أهم أسباب نجاح العمل في هذا المركز هي إدارة المركز المتمثلة بالفنانة التشكيلية "رباب أحمد"، فهي مهتمة بالشأن الثقافي وملتزمة به، وهي فنانة ومتذوقة للفنون والجمال، وهذا ما ساعد على نجاح وتنوع الفعاليات المقامة في المركز».

يذكر أنّ الفنانة "رباب أحمد" من مواليد "دمشق"، حاصلة على دبلوم دراسات عليا في التصوير الزيتي من كلية الفنون الجميلة.