اهتمت "تركيه جبور" بدارسة ومراقبة الكون، ما أهّلها لتقديم عدة دارسات مهمة بشكل مباشر في المراصد الفلكية التابعة "للجمعية الفلكية السورية"، بهدف تجميع عدد كبير من البيانات والصور، وقياس كل الظواهر غير موجودة على سطح الأرض.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "تركيه جبور" بتاريخ 30 حزيران 2020 الباحثة في علوم الفضاء والفلك، للتحدث عن الفضول الحقيقي، وبدايات دخولها هذا المجال بالقول: «الدافع وراء اهتمامي بعلم الفلك هو البحث عن إجابات لأسئلة كثيرة لم أجد إجابات عنها مسبقاً لإشباع هذا الدافع، كالتساؤلات المتعلقة بالنجوم والأجرام السماوية والأبراج وغيرها من الأفكار التي ما زلت في صدد البحث فيها حتى اليوم.

اجتمعت معها عدة مرات ضمن نشاط الجمعية الفلكية السورية، ولاحظت تميزها بأعمال إدارة الجمعية وتنظيمها للملتقيات الخاصة والمحاضرات، إضافة على ذلك خبرتها التي تحاول توجيهها لكل شخص محب للفلك والفضاء، والأهم هو إصرارها ومتابعتها لمهامها بكل حب وشفافية منها ورغبة في التطور المستمر

أصبح عندي اهتمامات عدة حول الموضوع دفعتني فعلياً لاقتناص أول فرصة في المشاركة بإحدى المخيمات الفلكية عام 2004، تعرفت خلالها على مجموعة من الشباب السوريين المثقفين لإخباري أنهم في طور تأسيس جمعية تعنى بعلوم الفلك والفضاء، ونشرها على أوسع نطاق، وبين مختلف فئات المجتمع، وفعلاً قررت الانضمام إليها، لأجد إجابات عن أسئلتي بالحد الأدنى، ولا سيما أنه لا يوجد في بلدنا فرع جامعي لدارسة هده العلوم أكاديمياً، ولحسن الحظ ترافقت دراستي بين عامي 2005 و2006 في معهد الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة "دمشق" مع مراحل تأسيس الجمعية وإشهارها عملياً، لأكون شاهدة على أهداف عديدة وأنشطة الجمعية في تلك المرحلة الهامة من حياتي، كنشر الثقافة الفلكية بين جميع المستويات والأعمار، وتركز اهتمامي على نشر هذه الثقافة بين الأطفال في المدارس والمعاهد والجمعيات، وحرصت على تطوير معلوماتي وأدواتي لأكتشف أكثر عن ماهية السماء وما تحتضنه من نجوم وكواكب وأماكن توزعها، وكيف يمكن إيجادها والاستدلال على نجوم أخرى، وعن علم التجمعات النجمية وظواهر الخسوف والكسوف وزخات الشهب، وعملت دوماً على نقل هذه الخبرة والمعارف مع طريقة استخدام التلسكوبات لجميع الفئات التي منحتني الجمعية فرصة وجودي معها».

خلال لقاءاتها مع الأطفال المهتمين بموضوعات الفلك

وعن مشاركاتها في الفعاليات والمؤتمرات التي تخص علوم الفضاء، تابعت بالقول: «شاركت بدورات الصقل الأدبي والإعلامي التي أقامتها منظمة "شبيبة الثورة" أثناء المرحلة الإعدادية والثانوية، ما دفعني للمشاركة في نشاطات كثيرة ومتنوعة، خصوصاً منذ تأسيس الجمعية عام 2004 وحتى اليوم، ومنها المؤتمر الثامن للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الذي عقد في "تونس" 2007، والملتقى الوطني الثاني عشر لعلم الفلك وتقنيات الفضاء للشباب الذي عقد في "الجزائر" 2007، والملتقى الفلكي العربي الرابع الذي أقامته الجمعية بالتعاون مع منظمة "طلائع البعث" عام 2010، وفي المؤتمر الدولي الثالث في تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين الذي نظمته جامعة "الشارقة" عام 2017، والمؤتمر العربي الثاني عشر لعلوم الفضاء والفلك والمؤتمر الفلكي الإسلامي السابع الذي عقد في "الأردن" 2018.

وكنشاطات شاركت في ورشة عمل مع المديرية العامة للآثار والمتاحف مشروع "صداقة طريق الحرير" بالحفاظ على التراث السوري من أجل الأجيال القادمة في "بيروت" 2018، وشاركت في المؤتمرين السنويين الثالث والثلاثين، والرابع والثلاثين لتاريخ العلوم عند العرب الذي أقامته جامعة "حلب" - معهد التراث العلمي العربي 2018 و2019، بالإضافة لإلقاء العديد من المحاضرات على مستوى الجمعية، وفي الجمعية الجغرافية السورية أشرفت على برنامج محاضرات موجه لدعم الشباب في مجال الفلك».

محاضرة بعنوان جولة في كوكب المريخ

أما حول مجال عملها التطوعي فقالت: «قمت مع مجموعة من أفراد الجمعية بإنشاء مجموعات لتعليم علوم الفضاء والفلك للأطفال من عمر 6-15 عاماً، وعلى الرغم من أن فكرة دورات تعليم الفلك للأطفال كانت حلمي منذ تأسيس الجمعية إلا أنها لم تتحقق بسبب الكثير من الظروف؛ أهمها الحرب على "سورية"، وقررت منذ ثلاثة أشهر تأسيس مجموعات تعليم الفلك للأطفال، منها مشروع "الفلكي الصغير" لتعلم الأطفال كيفية استخدام جهاز الجوال واستثماره في أشياء مفيدة بنشر علوم الفضاء والفلك بين الأطفال وأمهاتهم، فلكل طفل يتواصل معنا يوفر لنا فرصة للتواصل مع والدته بشكل غير مباشر، وبذلك تتضاعف نسبة الفائدة والحصول على المعلومة».

"محمد العصيري" رئيس "الجمعية الفلكية السورية" تحدث عن نشاطات "تركيه" داخل الجمعية قائلاً: «هي نجمة من نجوم الجمعية، وأحد أعمدتها، أبدعت بشكل لافت في المجال الفلكي السوري، وانطلقت من خلال أنشطتها من عدة محاور تناولت فيها دعم المرأة والإشارة إلى دورها في مجال علم الفلك من خلال فعاليات نساء فلكيات، وأيضاً تميزت عبر أنشطة فلكية خاصة للأطفال لتعريفهم عن الكون وما يضمه من أسرار، اجتهدت وثابرت بشكل فاعل، وكان لها دور في اكتشاف مميز لنجمي "أوغاريت"، و"إيبلا" في الفضاء بمصادقة الاتحاد الدولي للفلك».

مشاركتها بمهرجان البيئة 2019

"وسيم موفق الخاني" من "الجمعية الفلكية السورية" تحدث عن الجانب العملي في شخصيتها بالقول: «اجتمعت معها عدة مرات ضمن نشاط الجمعية الفلكية السورية، ولاحظت تميزها بأعمال إدارة الجمعية وتنظيمها للملتقيات الخاصة والمحاضرات، إضافة على ذلك خبرتها التي تحاول توجيهها لكل شخص محب للفلك والفضاء، والأهم هو إصرارها ومتابعتها لمهامها بكل حب وشفافية منها ورغبة في التطور المستمر».

يذكر أن "تركيه جبور" من مواليد محافظة "السويداء" 1984 وتقيم وتعمل في "دمشق".