أبدع بين العمل الطبي وموهبته الفنّية، وصنع بصمة مهمة بطموحه العالي، لم تمنعه مهنته الشاقة من مزاولة شغفه وهواياته وحُبه للفن، بل كان الإصرار موقفه، وحلمه باتَ حقيقة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "نور خلف" بتاريخ 3 تموز 2020، ليحدثنا عن عمله كَفنان، فقال: «دخلت الوسط الفني عن طريق مسرح "شبيبة الثورة"، ومن ثم انتسبت لنقابة الفنانين، وكان الدافع الأكبر الذي دفعني إلى الدراما والتمثيل هو مشروعي الإبداعي والثقافي للتواصل مع المجتمع من خلال الفن.

(الشللية) التي أصبحت بالفن من أبرز العقبات لجميع الفنانين، وأصبح في المهنة أُناس لا ينتمون للفن، إضافة إلى قلة شركات الإنتاج

تعلمت أصول التمثيل من خلال قراءتي المستمرة للروايات الغربية وكتاب "إعداد الممثل" لِـ"ستانسلافسكي"، وتعلمت أصول التمثيل واكتسبت الخبرة من خلال الممارسة مع كبار الفنانين، وآخر الأعمال التي شاركت بها كان مسلسل "صقار" الذي يعيد الدراما السورية إلى البادية، حيث تدور أحداث العمل الملحمي في البادية بكل تفاصيلها الأصلية، بما تطلبته من ديكورات وإكسسوارات ضخمة ودقيقة تحافظ على الأمانة الدرامية للبيئة المعالجة كحاضن لأحداث متصاعدة تتركز فيها ضمن قالب الإثارة، وتأثرت بشخصية مسرحية قمت بها مؤخراً على خشبة مسرح "الحمراء" بمسرحية "فانتازيا الجنون"، هي شخصية "الكابتن" المزهو بانتصاراته كَرمز للقوة العسكرية والاقتصادية الغاشمة في العالم، والتي كانت بدروها تمثل دول الغرب، وقدمتها بطريقة ساخرة، وفيلم "دم النخيل" الذي لقي صدى واسعاً وجماهيرية كبيرة، وهو من إخراج "نجدة أنزور"، وفيلم "جبال الشمس" من إخراج الفنان "أيمن زيدان"، و4 أفلام قصيرة لمهرجان السينما، ومن الأفلام القصيرة مؤخراً فيلم "الرحالة 17" من إخراج "علي الماغوط"، إضافة إلى عملي في الدراما الإذاعية والدوبلاج».

من مسرحية فانتازيا الجنون

وفيما يتعلق بأعماله في مجال الدوبلاج والدراما الإذاعية قال: «آخر أعمال الدوبلاج التي قدمتها كان مسلسل "بيلوتو" وغيرها العديد من الأعمال المستمرة.

وأميل للدراما الإذاعية بسبب انطلاقي منها إلى عالم السينما والدراما والدوبلاج، ولأنها فن يختلف عن الدراما المصورة، وأصبح في رصيدي أكثر من 400 عمل درامي إذاعي».

من مسلسل صقار

وعن العقبات التي واجهته في مسيرته قال: «(الشللية) التي أصبحت بالفن من أبرز العقبات لجميع الفنانين، وأصبح في المهنة أُناس لا ينتمون للفن، إضافة إلى قلة شركات الإنتاج».

وعن كيفية التنسيق بين عمله كمخدر وعمله كفنان، قال: «الأمر في غاية الصعوبة، لكنني أتجاوز الصعوبات وأقوم بتنظيم وقتي بحيث يتناسب مع عملي في المشفى، فأنا أعمل في مشفى خاص ومشفى حكومي، وفي أيام العطلة أعمل في "الدوبلاج" أغلب الأوقات، أما بالنسبة للتصوير، فإني آخذ إجازة من المشفى لكي أُكمل التصوير، والأمر في غاية الصعوبة.

الإعلامية رنيم الهاشم

العمل الطبي مُتعب بعض الشيء، وعملي كمخدر يعتمد على الدقة، فأنا أتعامل مع أرواح أجعلها تغيب عن الوعي وأجعلها تستعيد الوعي في وقت وزمن محدد ومُعين ودقيق.

أما التأثير السلبي لعملي على فني، فهو أن أغلب الأدوار التي كانت تُعطى لي هي دور الطبيب، وأنا لا أريد ذلك، بل أريد التنوع في الشخصيات، وأرى أن موهبتي تتخطى دور هذه الشخصية».

وختم قائلاً: «أتمنى على كل شاب لديه شغف، حلم، أو موهِبة، أن ينمي موهبته ويستثمرها في المكان المناسب والوقت المناسب، وألا يستسلم للمشاكل والعوائق التي ستواجه طريقه».

الفنانة "تولاي هارون" قالت عنه: «التقيت بِـ"نور" في عمل "دومينو" كان هذا أول تعارف بيننا، شخص في قمة الهدوء والاحترام، ذو شخصية رائعة تبع شغفه، مع العلم أنه ليس بحاجة للعمل في الوسط الفني، وأنا أحترم هذا الشغف، "نور" شخص معطاء ولن أنسى موقفه معي عندما كانت شقيقتي المرحومة "دينا هارون" في المستشفى، فقد كان يقويني ويدعمني ويسندني. آخر عمل مشترك لنا هو "صقار"، ومن خلال التصوير أيقنت كم هو صديق محترم وودود ومتعاون ويحب عمله. أتمنى أن أراه في مكان يليق به، فهو نجم متألق وتُليق به النجومية».

من جهتها الإعلامية "رنيم الهاشم" قالت: «"نور" شخص موهوب، ويسعى للتنسيق بين عمله في الوسط الفني وعمله في المشافي، وهو صديق وفي وأخ عزيز جداً، أتمنى له التوفيق وكل الخير لأنه يستحقه، وأتوقع له مستقبلاً رائعاً ومزهراً».

جدير بالذكر بأنّ "نور خلف" من محافظة "دير الزور" تولد "دمشق" ويقيم فيها.