استطاع أن يبحثَ عن أدواته ليمتلكها ويتسلّح بها على الرغم من صغر سنه، فغدا أسلوبه مزيجاً من البساطة والمهنية، فضلاً عن امتلاكه صفات الإذاعي الناجح؛ من ثقافة واسعة، وصوت رخيم، وسعة اطلاع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الإعلامي "ماجد العجلاني" بتاريخ 28 حزيران 2020، ليحدّثنا عن بدايته في هذا المجال، فقال: «حلمي منذ الطفولة هو دخول المجال الإعلامي، وأكرمتُ بوالدين بذلا كثيراً من الجهد لإيصالي إلى الطّريق الصّحيح، عندها أكملت الطّريق متسلّحاً بعزيمةٍ وإصرارٍ كبيرين، وكانت خطواتي الأولى مع قناة "الجزيرة" للأطفال عام 2007، تعاونت حينها مع القناة لتقديم برامج أطفال مباشرة، يتم تصويرها بين "دمشق" و"الدوحة"، ومن هنا انطلقت مسيرتي مع "الجزيرة" لتمتد حتى عام 2010، وهو العام الذي بدأت فيه بتقديم برامج الأطفال المباشرة أيضاً على قناة "الفضائية السورية"، فقدمت برامج منوعة؛ مثل "زينة الدنيا"، "صغار كبار"، "أنت وأنا"، وغيرهم من الحلقات الخاصة وبرامج المسابقات. وفي عام 2016 كان يتوجب علي أن أتخذ قراراً ليس سهلاً؛ وهو الانتقال من عالم الأطفال إلى عالم الإذاعة، وكانت البداية مع إذاعة "Melody Fm" التي قدمت عبر أثيرها على مدى ثلاث سنوات برامج منوّعة؛ صباحية وفنية وحاورت من خلالها نخبة من أهم نجوم الوطن العربي».

سعيد لأني أصبحت يوماً بعد يوم أقرب لأهل بلدي وأوجاعهم، لأن الأيام التي نعيشها قاسية، وجميعنا بحاجة لمن يشعر بنا من دون تجميل الصورة أو تغييرها

وعن سبب اختياره الأدب الفرنسي للدارسة الأكاديمية أضاف: «عندما أنهيت الثانوية العامة، كنت أعمل في "الفضائية السورية" كمقدم برامج، وكان علي الاختيار بين الإعلام أو الأدب الفرنسي، وبعد تفكير طويل اخترت اللغة الفرنسية، وكنت أطمح لتقديم برامج باللغة الفرنسية مستقبلاً وهذا ما أسعى إليه حتّى الآن».

صورة تجمع الإعلامي ماجد العجلاني مع الفنانة هبه نور

أما عن برنامجه " أسنان المشط" الذي قدمه مؤخراً في رمضان 2020، والذي حمل طابعاً إنسانياً قال: «هذا البرنامج من أكثر خطواتي المهنية قرباً لقلبي، كان عبارة عن برنامج فني مجتمعي شبابي قمت بإنتاجه بنفسي، عُرض عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفكرته الأساسية كانت إظهار التقارب في وجهات النظر والأحوال المجتمعية التي يعيشها ضيفي البرنامج كليهما؛ وهم عامل نظافة من جهة، وشخصيّة عامّة مشهورة من جهة أخرى؛ مثل: فنان، رياضي، رجل دين، سياسي، وفي كل حلقة يتم طرح الأسئلة نفسها على الطرفين بهدف التأكد من كون أسنان المشط متساوية في مجتمعنا السوري رغم اختلاف الأوضاع المادية وتفاوتها بين الطرفين.

لا شكّ أنّ الموضوع لم يكن سهلاً، وللحقيقة البرنامج تم إنتاجه بميزانية متواضعة جداً مقارنةً بميزانيات برامج أخرى، فعملتُ معداً، مخرجاً، منتجاً، ومقدّماً، وكنت أنسّق مع الضيوف، وأقوم بأعمال المونتاج، والعمليات الفنية، وهنا طبعاً يتوجب عليّ توجيه شكر لأصدقائي لما بذلوه من جهد وتعب في مساعدتي بتصوير الحلقات رغم ظروف الصيام ودرجات الحرارة المرتفعة، والتعب كله يزول بعد سماع أول رأي إيجابي.

مع الفنانة القديرة وفاء موصللي من برنامج أسنان المشط

أما عن بعض الانتقادات القليلة الّتي طالت البرنامج فإني أحترم كل الآراء، وآخذها بروح مهنية وأستفيد منها، وأريد أن أوضح بأنّنا لم نقم بتقديم أي مساعدة بشكل جهري أو إظهار أنفسنا بصورة أصحاب الخير والأيادي البيضاء، كنا في كل حلقة نطلب من الضيف الأول أن يتشارك طبق طعامه وعائلته مع الضيف الثاني بهدف إعادة ثقافة (السكبة) المعروفة في المجتمع الدمشقي، وكنت أنهي كل حلقة بجملة (سكبة من لقمتك، لا بتغنيني إلي ولا بتفقرك إلك)».

وتابع: «لا شكّ أننا نعاصر اليوم هجرة المتابعين من القنوات التلفزيونية إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا ما يدفعنا لنشر برامجنا على هذه المنصات، لكن السبب الفعلي لطرح حلقات البرنامج على السوشل ميديا هو أن إعلامنا الرسمي غير مهتم بهذا النوع من البرامج التي تشبهنا ببساطتنا، وتعكس واقعنا بحلوه ومره، ربما لهم طريقة تفكير أخرى».

الإعلامي ماجد العجلاني

وختم حديثه قائلاً: «سعيد لأني أصبحت يوماً بعد يوم أقرب لأهل بلدي وأوجاعهم، لأن الأيام التي نعيشها قاسية، وجميعنا بحاجة لمن يشعر بنا من دون تجميل الصورة أو تغييرها».

الفنانة "هبة نور" قالت: «"ماجد" إنسان ناجح، متسلّح بأهمّ أدوات الإعلامي؛ الذّكاء، الاحترام، الدّبلوماسيّة، الرّقيّ، والمهنيّة، أفكاره مبتكرة دائماً، وهو قادر على الحصول على المعلومات التي يريدها بأسلوب راقٍ ومميّز، عمره صغير، وبصمته كبيرة، أفق طموحه واسع».

وتابعت: «إنّه إنسان ودود ومحبّ للخير، وهذا ما دفعه لإنتاج برنامج "أسنان المشط"، احترمت إنسانيته في العمل وأحببت الفكرة، ووددتُ لو كان العمل تلفزيونياً ليحقّق الشّهرة الّتي يستحقها ويصل إلى عدد أكبر من الناس ليحثّهم على فعل الخير».

أمّا الفنانة "وفاء موصللي" فقالت عنه: «"ماجد" مثال يُحتذى به للإعلامي الناجح؛ لأنه ذو ثقافة واسعة، وعمله منظّم ودقيق وليس عشوائياً، يقدّر ما يفعله ولا يستسهل الأمور، فيعطي كلّ موضوع حقّه، يمتلك حس المبادرة، ويسعى دائماً للابتكار».

يذكر أنّ "ماجد العجلاني" من مواليد مدينة "دمشق" عام 1996.