لم تقف الصعوبات في وجه حلمه، فبإصراره وإرادته وتميّزه الكبير، أكمل مسيرته في عالم الإلكترون، ونفّذ العديد من التطبيقات المميّزة والمفيدة التي لامس فيها العالمية، ولم يكتفِ بالعمل، بل أراد نقل تجربته بالتدريس، إلى أن أصبح من أهم مدرسي الإلكترونيات وكلّ ما يخص التكنولوجيا.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 أيار 2020 "نضال فاعور" حيث حدثنا عن بداياته قائلاً: «بدأ تميزي مبكراً، ففي الصف الخامس الإبتدائي، كنت رائداً على مستوى القطر بالتعبير والفصاحة، وكان شغفي بالإلكترونيات واضحاً منذ صغري، أول دورة بالإلكترون اتبعتها كانت عام 1994 بمركز "ابن الهيثم" للعلوم، ثم حصلت على درجة ممتاز بدورة الدارات المنطقية، وفي عام 1997 أتممت دراستي في المركز وحصلت على شهادات بعلوم الحواسيب (دوز ويندوز والأوفيس)، ثم شهادة احتراف بلغة البرمجة "ديلفي"، وعَمِلتُ في المقاسم الإلكترونية، ووضعت الكثير من منظومات المراقبة للفنادق بـ"دمشق" وريفها، وفي عام 2000 نظمت برنامج إدارة فنادق خاص بي، وفي تلك الفترة بدأ اسمي يلمع في جميع شركات الموبايل، مثل "نوكيا وسامسونغ وسوني أريكسون وHTC" كمطور نظم، بعدها التحقتُ بجامعة "بيروت العربية" ودرست تكنولوجيا المعلومات وتخصصت بـ(النانو كومينكيشن) أيّ الاتصالات الدقيقة، وتخرجت عام 2000».

"نضال" من الأشخاص المبدعين الذين يكرسون حياتهم لخدمة الوطن وبناء الإنسان السوري، وهو من العقول التي تبذل جهداً وتفكر بكل ما يدور برأس كل شاب سوري من تطلعات وأفكار لتحقيق مستقبل ناجح ومتطور

يتابع عن عمله: «بعدها عَمِلتُ بتطوير أنظمة "أندرويد" عام 2006 مع موقع "Xda" للمطورين، وفي عام 2007 تعاقدت مع عدة شركات لصيانة الحواسيب والموبايل، ثم اكتشفت بأنني قادر على صناعة عالمي الخاص، وبدأت بالعمل على تطوير الاتصالات ومن ثم منظومات المراقبة، بعدها التفت لتطوير (الدرونات) وطائرات الاستطلاع، وأول مشروع لي كان روبوت سيارة متطورة تحمل كاميرا تصوير تسير لمسافة 5 كم عبر الاتصال بشبكة مشفرة 204 غيغا هيرتز أو ما نسميها (واي فاي)، من ميزاته تخطي مختلف العقبات بوجود حساس توازن داخلي، أيّ يستحيل أن يقع في حفرة، ومتتبع GPS لتحديد الموقع على خرائط "غوغل"، وأيضاً نقل الصور بشكل مباشر إلى عدة شاشات، والاتصال بعصا التحكم للتحكم بكامل ميزات الروبوت، وإمكانية العودة الذكية لنقطة الانطلاق في حال تمّ قطع الاتصال بين المتحكم والروبوت، وتمييز حركة الأفراد وتصويرهم وعمل تقارير عن كل فرد، وتصوير المواقع الجغرافية ومسح الطرقات وأخذ عينات من التربة بصور ومقاطع فيديو».

لوحة البيوت البلاستيكية الذكية

وعن بقية مشاريعه قال: «مشروعي الثاني كان البيوت البلاستيكية الذكية، والذي كان يتمتع بخواص تسهّل على المزارعين العمل في هذه البيوت وتخولهم الاستغناء عن العنصر البشري بنسبة 95%، حيث يحتوي على إدارة كاملة، ثم توجهت بعد ذلك لتطوير الأدوات المنزلية والمنازل بشكل كامل لمواكبة تطور الـ"lot" أي إنترنت الأشياء، وقمت بتصميم دارات عبر متحكمات "راسبيري" عبر الشبكة وعبر المساعدات الصوتية المتوفرة في "أندرويد وآيفون"، بعد ذلك طورت مكنسة ذكية تتمتع بخواص التنظيف والكنس ومسح الغرفة، فهي تتحسس الغبار وتنطلق من تلقاء نفسها لتقوم بعملية التنظيف ثم العودة إلى قاعدة الشحن تلقائياً.

أما إنجازي على المستوى العالمي فكان لصالح شركة "نوكيا" حيث قمت بتعريب موبايل موديل 3310 عام 2001».

مشروع أولي للمكنسة الذكية

وعن الصعوبات التي واجهته قال: «كنا عائلة فقيرة، وكان من الواجب علينا العمل مع الوالد والدراسة بالوقت نفسه لنؤمّن معيشتنا ومستلزماتنا، هذا على الصعيد الأُسري، أما على الصعيد الدراسي، فقد كانت الدراسة في "بيروت" صعبة جداً، وكنت أعمل في الصيف بعدة أعمال حتى أستطيع تسديد أقساط الجامعة، وبعد التخرج حاولت أن أعمل في دوائر الدولة لكن لم تسمح الظروف بسبب ضمور في العين اليمنى خلقي المنشأ سَبّبَ انعدام الرؤية بها».

"ممدوح الطباع" مهندس معلوماتية حدثنا عنه قائلاً: «"نضال" شخصية رائعة، قدّم الكثير من الإنجازات التي من شأنها النهوض بالمجتمع بشكل حقيقي، ومن صفات المبدع، أن يقوم بنشر خفايا تجاربه وتعليم غيره واحتواء المبتدئين وفتح آفاق الإبداع أمامهم، وليس كما يفعل الكثيرون ليبقوا هم وحدهم يعرفون تفاصيل موضوع ما».

المشروع الأولي للبيوت البلاستيكية الذكية

"نجيب حاج بكري" مدير مؤسسة "جيلنا" دبلوم علاقات دولية قال عنه: «"نضال" من الأشخاص المبدعين الذين يكرسون حياتهم لخدمة الوطن وبناء الإنسان السوري، وهو من العقول التي تبذل جهداً وتفكر بكل ما يدور برأس كل شاب سوري من تطلعات وأفكار لتحقيق مستقبل ناجح ومتطور».

جدير بالذكر أنّ "نضال فاعور" من مواليد" دمشق" عام 1979.