رغم اكتشاف قدراته في سن متقدمة، صقل "حسان نجار" نفسه بالمعرفة بحثاً عن أسرارها، وعمل على تطوير أدواته ليترجمها بمؤلفات عديدة، ويسمو منارة في طريق الآخرين بنشر الوعي وعلاج الفكر بالطاقة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الباحث "حسان نجار" بتاريخ 25 أيار 2020 ليتحدث عن نشأته ودخوله في مجال التنمية وتطوير الذات، فقال: «أصولي سوريّة لكني ولدت في بلدة "عاليه" بـ"لبنان"، نشأت وسط عائلة متواضعة، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية هناك بدأت الحرب في المنطقة، ولم أتمكن من دخول الجامعة، فانتقلت إلى "سورية"، ومن ثم سافرت إلى "ليبيا" وعملت في مجال الصناعة، وأسست أكثر من عمل صناعي إلى أن تعرضت لأزمة قلبية فعدت إلى "سورية" وعملت في التجارة، ولكنني فشلت فيها ولم أستمر لأنها ليست من رغباتي.

خلال إلقائي للمحاضرات في المراكز الثقافية في "دمشق" وريفها عام 2019، تمّ تفريغ تلك المحاضرات على ورق وتمّ نسخها وجمعها ليتم تأليف ثلاثة كتب منها تحت مسمى (محاضرات الجزء الأول، والجزء الثاني، والجزء الثالث)، بالإضافة لكتب التنمية التي تم تأليفها عام 2006، حيث تم جمعها مع المحاضرات، وطبعت منها سلسلة كتب عام 2016 وهي "أقوال مأثورة، يقظة اللحظة الآنية، علم الوعي الكوني، بوعي ذاتك تحقق أهدافك، الشفاء بنظام الوعي"

بعد عدة سنوات من التجربة والفشل والخبرة الحياتية كان لدي محل صغير يحوي أدوات غذائية، فحولته إلى مكتبة عام 2004 في مدينة "جرمانا"، لأحقق فيها حلم الطفولة بامتلاك معرضٍ للكتاب خاصٍّ بي، حيث وضعت في المكتبة مختلف الكتب ذات المحتوى المفيد والموجِّه، بالإضافة إلى تطبيق نظام استعارة الكتب والروايات حتى وصلت إلى نجاح كبير وشهرة في المدينة، وفيما بعد بدأت بفكرة نشر المعرفة لإيماني بمبدأ أنه ليس على الشخص احتكار المعرفة وإنما يجب أن ينشرها للآخرين، فبدأت بإلقاء محاضرات عن التنمية وتطوير الذات والدعم النفسي في المركز الثقافي في مدينة "جرمانا"، بالإضافة إلى توجيهي للأشخاص الذين يأتون لشراء الكتب ومناقشتهم حول أفكار وإرشادهم إلى نوعية الكتب المناسبة لشخصياتهم بهدف تطويرها، ونتيجة لتراكم الخبرات والمعرفة وعمر يناهز السابعة والخمسين نمت لدي موهبة الشعر عام 2009 وبدأت بإلقاء القصائد لتقوم موظفة المكتبة بكتابتها وتدوينها، وألفت حينها ثلاثة عشر كتاباً ولكن لم تتم طباعة إلا ثلاثة منها "ومضات"، "مضات1"، و"مضات2"، حيث أسست دار "نجار" للنشر عام 2010 وطبعت كتبي فيها».

تكريم في معرض الباسل للإبداع والاختراع

كما ألف "نجار" سلسلة من الكتب في مجال المعرفة وتطوير الذات، وقال عن ذلك: «خلال إلقائي للمحاضرات في المراكز الثقافية في "دمشق" وريفها عام 2019، تمّ تفريغ تلك المحاضرات على ورق وتمّ نسخها وجمعها ليتم تأليف ثلاثة كتب منها تحت مسمى (محاضرات الجزء الأول، والجزء الثاني، والجزء الثالث)، بالإضافة لكتب التنمية التي تم تأليفها عام 2006، حيث تم جمعها مع المحاضرات، وطبعت منها سلسلة كتب عام 2016 وهي "أقوال مأثورة، يقظة اللحظة الآنية، علم الوعي الكوني، بوعي ذاتك تحقق أهدافك، الشفاء بنظام الوعي"».

ولم تقتصر خبرة الباحث "حسان نجار" على إنشاء معرض للكتاب، بل كانت إرادته أقوى ليدخل مجال علم الطاقة ويطوّر ذاته فيه، ومن ذلك وصل إلى اختراع "المضلع الشافي"، حيث قال عنه: «بعد وصولي لمرحلة متقدمة من نشر الوعي وتطوير الذات، دخلت في مجال العلاج بالطاقة عن طريق الجلسات، حيث عالجت العديد من الأشخاص ممن يعانون أمراضاً مختلفة سواء نفسية أو فكرية، والتي تنشأ عنها الأمراض الجسدية، وأوصلت الكثير من الحالات إلى الشفاء التام، وما زلت مستمرّاً في هذه الجلسات لعلاج الآخرين، ومن هنا أتت فكرة اختراع مضلع لمساعدة الآخرين دون الحاجة لوجودي شخصياً، وأطلقت "المضلع الشافي"، وهو عبارة عن قطعة من الخشب تعمل على طريقة الإبر الصينية "الريفسكيولوجي" بفتح مسارات الطاقة في الجسم فتزيد مناعة الجسم وتساعد على التصدي للجراثيم والفيروسات ومعالجة العديد من الأمراض، وبعد تجربة "المضلع الشافي" لحوالي ست سنوات قدمت فيه براءة اختراع لأحصل عليها عام 2011، وشاركت بمعرض "الباسل" للاختراع والإبداع لثلاث مرات، والأخيرة كانت عام 2019».

اختراع المضلع الشافي

وفي الحديث عن جمعية "ومضات" التي تم ترخيصها في الثاني من شهر آذار عام 2020، قال: «بدأت فكرة نشر المعرفة تكبر، وللحفاظ على تاريخ العمل وضمان مستقبله وانتشاره بشكل أوسع، أتت فكرة تأسيس مؤسسة أهلية عام 2016 كانت عبارة عن مجموعة من الأصدقاء شاركوا في تأسيس هذه المؤسسة، وتمّ بناء مربع ثقافي يتكون من معهد رسم، معهد موسيقا، دار نشر، معرض كتاب، معهد للفنون التشكيلية، بالإضافة إلى قاعة مطالعة، ومن ثم تحولت إلى جمعية "ومضات" التي تعمل على توعية أبناء المجتمع السوري بمختلف فئاته إلى قدراتهم الكامنة، وتوظيفها بشكل يخدم المجتمع ويطوره ويساهم بمتابعة دورنا كأبناء حضارة عريقة في رفد الحضارة الإنسانية وإغنائها، كما تهدف للمساهمة في رعاية الطبقات الهشة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدة أسر الشهداء والجرحى ورعاية ذوي الإعاقة والمساهمة بتقديم خدمات التمكين الاجتماعي للأسرة».

"ريم البني" مديرة العلاقات العامة في دار "نجار" للنشر، وأمينة سر جمعية "ومضات"، قالت: «عندما دخلت المكتبة وعلى الرغم أنني متعلمة ومثقفة؛ لكنني اكتشفت هنا أنني سطحية وفارغة من الداخل، فكانت ولادتي الجديدة والنقلة النوعية في حياتي على يدّ الباحث "حسان نجار"، ورغم صعوبة الطريق والعقبات كان إيماني بأفكاره أكبر من ذلك، حتى وصلت إلى مرحلة الوعي الذاتي، وإيماني بقدراتي، وأصبحت قادرة على العطاء والتوجيه.

في إحدى المحاضرات الثقافية

"حسان نجار" معلمي ومرشدي وهو منارة لكل شخص يحمل داخله عطشاً للمعرفة في زمن مليء بالجهل، فهو لا يتعامل مع زوار المكتبة على أنهم زبائن وإنما موجّه ومرشد بعيد كل البعد عن التجارة، وخلال عملي معه لفترة عشر سنوات شهدت على الحالات الجسدية والنفسية التي عالجها بالمحبة والوعي».

"منال الجبر" مهندسة اتصالات، قالت: «"حسان نجار" داعم لكل من يريد تطوير ذاته وتنمية قدراته لتحقيق النجاح والإبداع في حياته، ومواجهة كل الصعوبات بقوة وثبات، والجرأة في دخول ميادين الحياة بثقة وتفاؤل، إنه سند حقيقي ومرشد عميق لنرى الحياة بمعناها المادي والروحي معاً، يملك بصيرة متفتحة لينصح بما يفيد الآخرين، ولا يبخل بمحبته وطاقته الداعمة لنا، والتي استفدت منها في حياتي العملية والدراسية والشخصية التي تفوقت فيها بفضل دعمه الدائم لي، فمن خلال كتبه والأسس التي طرحها فيها والتي أثبتت بعد تجربتي وتجربة الكثيرين لها أنها الأسس التي تبنى عليها الشخصية، وإلى جانب ذلك تجربتي لاختراع "المضلع الشافي" الذي أثبت فاعليته بجدارة بعد خبرتي باستخدامه اليومي، هو خير مثال للإنسان الواعي أو الإنسان الجديد الذي نطمح أن نكونه فنصبح المنتصرين لا على الآخرين بل على أنفسنا لنبلغ التفوق الواعي في الحياة».

يذكر أنّ "حسان نجار" من مواليد "عاليه" عام 1952، حاصل على دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية عام 2016، وشهادة مدرب معتمد من "الأكاديمية البريطانية الكندية" عام 2019.