من بلدةٍ ذات المستوى العالي في التّعلم، وموطن الكثير من النّخب الفكريّة والنوعية ومنبت الشّعراء، استقى الدكتور "عدنان بركة" نسغ ذكائه، فاعتلى أمواج المعرفة والفكر في ميادين كثيرة، لتكون موسوعته العلمية في طب الأسنان، واللغات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 31 أيار 2020 زارت الدكتور "عدنان بركة " في عيادته، وقد امتلأت أركانها بما نحتته أنامله الذّهبية، وأنتجه تلاقي موهبته في النحت مع مساعيه في البحث بمادة تشريح ورسم ونحت الأسنان، فتحدث عن تجربته قائلاً: «عام 1950 وفي حي "الميدان" كانت ولادتي، التحقت بمدرسة "القلبين الأقدسين" مبكراً، لتكون لي فيها أولى خطواتي بكسب معارفي باللغة الفرنسيّة التي خطّت أثرها العميق في قلبي، وتابعت جولات تحصيلي للعلم في عدة مدارس حتى نلت الشّهادة الثانوية بتفوق، فكثرت خيارات الدراسة، إلا أن طريقي كان إلى كلية طب الأسنان، فأتممت سنوات دراستها عام 1974، وتوجهت بعدها للعمل بعيادتي في "جرمانا"، بالإضافة إلى التّدريس كمحاضر في جامعة "دمشق" (قسم نسج وتشريح مرضي) والذي اختصصت به فيما بعد، كما كانت لي فرصة تدريس طلاب التّعويضات، وعُينت عام 2007 نائباً لمدير المعهد التّقاني لطب الأسنان، وأخذت دوراً بالتدريس في الجامعات الخاصة مع بداية إطلاقها، وجودي بالحرم الجامعي كمدرس في كلية طب الأسنان لم يمنعني أن أكون طالباً في معهد اللغات، فتعلمت اللغة الإنكليزية والإيطالية، وبجهودي الفردية تعلمت القراءة والكتابة باللغة الروسية، ومع دراستي للغة الفرنسية تعلمت اللغة الألمانية، واللاتينية القديمة».

مشروع الأدب الفرنسي لم يفارقني، ودفعني لتحصيل الشهادة الثانوية للمرة الثانية ودخول كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، لأتخرج منها بالمرتبة السادسة عام 1984، وألحقتها بدبلوم الدراسات العليا اختصاص (اللسانيات - علم اللغة)، وفيما بعد دبلوم وتأهيل تربوي (ترجمة وتعريب)، وكذلك دبلوم التّنمية الإدارية، إلمامي باللغة الفرنسية ومعرفتي بها رشحني وأنا العضو في المكتب التّنفيذي لنقابة أطباء الأسنان للعمل في إعداد وإخراج القاموس الخاص بمصطلحات طب الأسنان الموحد، والذي رفع من أسهم ترشيحي عام 2015 وعلى يد الدكتور "حسين أبو حامد" لمجمع اللغة العربية لأكون فيه الآن عضواً مراسلاً وأشارك في مهمة جمع مصطلحات طب الأسنان وأخرج القاموس

ويتابع: «مشروع الأدب الفرنسي لم يفارقني، ودفعني لتحصيل الشهادة الثانوية للمرة الثانية ودخول كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، لأتخرج منها بالمرتبة السادسة عام 1984، وألحقتها بدبلوم الدراسات العليا اختصاص (اللسانيات - علم اللغة)، وفيما بعد دبلوم وتأهيل تربوي (ترجمة وتعريب)، وكذلك دبلوم التّنمية الإدارية، إلمامي باللغة الفرنسية ومعرفتي بها رشحني وأنا العضو في المكتب التّنفيذي لنقابة أطباء الأسنان للعمل في إعداد وإخراج القاموس الخاص بمصطلحات طب الأسنان الموحد، والذي رفع من أسهم ترشيحي عام 2015 وعلى يد الدكتور "حسين أبو حامد" لمجمع اللغة العربية لأكون فيه الآن عضواً مراسلاً وأشارك في مهمة جمع مصطلحات طب الأسنان وأخرج القاموس».

خالد أبو فخر معاون وزير التجارة الخارجية

"خالد أبو فخر" معاون وزير الاقتصاد والتّجارة الخارجية، قال عن "بركة": «بداية معرفتي بالدكتور "عدنان" جاءت على هامش زيارتي كمراجع لطبيب الأسنان، وبمحيط حوارٍ ثقافي دار بيننا؛ لفت انتباهي المعرفة القوية لديه بمسألة خصوصيات التّأسيس لبوادر النّهضة العربية في بداية القرن العشرين، وإلمامه وإحاطته بمسألة النّهوض الفكري والتّأسيس للثقافة العربية، وتلمست لديه البصيرة، وبعد النّظر تجاه الأولويات والفكر التي أسس لهما، فهو على مستوى فكري وأدبي هائل، ولديه كتب أعدها على مستوى الإسقاطات التّاريخيّة لواقعة أو حادثة معينة، وأعطاها الإضاءة الأكثر وضوحاً من خلال دوريات أدبية أو منشورات في الصحف والمجلات، يعدُّ من الشّخصيات النّاجحة في كل الأعمال التي مارسها بين العيادة والجامعة والمعاهد، بالإضافة إلى نشاطه في مجمع اللغة العربية، حيث استقى أفكاراً جميلة بنى عليها وأسس للفكر المعرفي الذي تميز به».

الدكتور "أدهم "شقير" طبيب الأسنان وعضو مجلس إدارة جمعية "حماية المستهلك" في "دمشق" وريفها تحدث بما عرفه عن الدكتور "عدنان بركة" على مدار سنين طويلة فقال: «عرفت الدكتور "عدنان" مدرساً لي في الجامعة، حيث درسني المقرر العملي لمادة نحت وتشريح الأسنان، وهو المتميز على مستوى "سورية" بتدريس هذه المادة، حيث قدّم لنا كل ما لديه، ولم يبخل علينا بالمعلومة الصّحيحة وبشكلها الوافي، وكان القدوة في حب العمل والإخلاص له، والاهتمام بالمهنة، ومراعاة أخلاقيتها من احترام للمريض، ومحافظة على السّر الطبي، ما عزّز الأساس للعلاقة الأبوية الطّيبة، والصّداقة الشّفافة. محترف القراءة، مثقف عميق، عصامي، وجَلَد على العطاء لساعات طويلة دون كلل أو ملل، فيمهد بذلك السبيل للتواصل معه والتّزود من معين ثقافته وقراءته، لا يساوم على الصّح، ويقبل بالرأي الآخر، ومهتم بالشأن العام، ومثال للانضباط والالتزام بالقانون، ومراعاة الحقوق وتجلّى ذلك صريحاً مع عضويته لمجلس نقابة أطباء الأسنان في "سورية"».

الدكتور أدهم شقير

الجدير بالذكر أنّ الدكتور "عدنان بركه" ينحدر من محافظة "السويداء"، قرية "امتان"، ولديه مكتبة تضم ما يزيد على 2000 كتاب تنوعت بين الاقتصاد السّياسي وعلم النفس، الأديان، التراث السوري، الفن، وكذلك القواميس وأمهات المجلات، وله سبعة كتب ومؤلفات بجامعة "دمشق".