درست علم الاجتماع والاقتصاد، فدمجت بينهما بعلاقةٍ وثيقةٍ ومتناغمة ليخدم كل منهما الآخر، صقلت خبرتها بدوراتٍ احترافيّة عالميّة، ونقلتها لغيرها بالتدريب المتفاني، ومن جهة أخرى أتقنت الإنكليزيّة والألمانيّة والفرنسيّة، واتّخذت من الصحافة نافذةً للبوح والتعبير.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المدرّبة "منى كيوان" بتاريخ 29 أيار 2020، لتحدّثنا عن مجالات عملها، فقالت: «لدي شغف بالقراءة والموسيقا والرّياضة منذ طفولتي، فالتحقت بالعديد من الأندية الثقافيّة، وهنا كانت بداية تبلور شخصيّتي الاجتماعيّة المحبّة للتغيير والتعلّم الدائمين بمختلف المجالات، ومن بداية دخولي المرحلة الثانويّة تمنّيت أن يكون لي دور في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع.

"منى" إنسانة دؤوبة وكان لها فضل بترشيح بعض متسابقي الغرفة الفتيّة في "سورية" إلى المستوى العالمي، فهي متفانية بعملها، وتدرّب متدرّبيها باحترافيّة عالية، لتلعب دوراً مهماً في تطوّرهم، فهي محبّة وتدعم نجاح الآخرين

قدوتي في الحياة هي قريبتي الجنرال "نازك العابد" التي كان لها دور رياديّ في المطالبة بإعطاء المرأة السوريّة حقوقها السياسيّة والاجتماعيّة، فبدأت أطوّر مهاراتي بكافّة المجالات التي أبرع بها، وباشرت بتطوير الّلغة الإنكليزيّة بالمرحلة الثانويّة في المركز الثقافي البريطاني في "دمشق"، وقرأت الكتب المتخصّصة، فكانت مقدّمة "ابن خلدون" هي سبب اختياري لدراسة علم الاجتماع، حيث تخرّجت من كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة قسم علم الاجتماع من جامعة "دمشق" عام 2008، وكهديّة تخرّج حصلت من عائلتي على فرصة الالتحاق بأكاديميّة للّغة الإنكليزيّة لمدّة شهرين في "كندا".

المدرّبة "منى كيوان"

بعدها قرّرت دراسة الّلغة الألمانيّة لأستطيع قراءة مؤلّفات "فرويد"، و"ماركس" والكثير من علماء الاجتماع الذين كتبوا بلغتهم الأم، فالتحقت بالمركز الثقافي الألماني في "دمشق"، وحصلت على منحة المعهد لدراسة اللغة الألمانية في مدينة "ميونخ"، وذلك بفضل تفوّقي في الصفوف التّسعة التي أنجزتها، وهذا ما دفعني إلى الاستمرار بالبحث عن كل جديد، وبعد ذلك انتقلت للعيش في "الولايات المتّحدة الأمريكيّة"، وحصلت هناك على تدريبات احترافيّة في مجالات التّواصل والعلاقات العامّة وغيرها من المهارات التي تثقل خبرتي في علم الاجتماع، وفي عام 2014 عدت إلى "سورية" للعمل مع وكلاء شركة "IBM" الأمريكيّة في القسم التجاري والمبيعات، ومن هذه النقطة شعرت برغبتي بدراسة الاقتصاد، وحصلت على البكالوريوس باختصاص إدارة المشاريع المتوسّطة والصغيرة من جامعة "دمشق" عام 2007 بمرتبة جيّد جداً».

وأضافت قائلة: «علم الاجتماع وعلم الاقتصاد وجهان لعملة واحدة، فلا وجود لاقتصاد منتعش من غير مجتمع حضاري، وهكذا حصل الدمج المثالي بين التخصّصين، حيث دخلت مجال التطوير العقاري في عملي بالإدارة العامّة للشركة "الكويتيّة السوريّة القابضة"، ومنذ عام 2019 أعمل كإداريّة ومدرّبة معتمدة لتدريب قواعد مصطلحات التجارة الدوليّة في الإدارة العامّة لغرفة التجارة الدوليّة بسورية "ICC Syria" التّابعة لغرفة التجارة الدوليّة في "باريس".

الفنانة التشكيليّة "ماسا أبو جيب"

وعلى صعيد الجانب التطوّعي والمجتمعي، أصبحت عضواً في الغرفة الفتيّة الدوليّة في "دمشق"، وأصبحت الآن أمين السر الوطني لها، حيث اكتسبت الكثير من الخبرات، في عام 2016 التحقت بالعديد من الدورات التدريبيّة داخل وخارج "سورية" في مجالات الخطابة والمناظرة وتنظيم المؤتمرات، فضلاً عن التحاقي في العام نفسه بأكاديمية "العلاقات العامة الدوليّة والإعلام" في "إيطاليا"، وأيضاً حصلت على منحة المفوضيّة الأوروبيّة في برنامج "Erasmus +"، لحضور تدريب "Pushing Boundaries" في "مالطا" لتعزيز قيم التقبّل والاندماج في المجتمعات، وعيّنت المدير الوطني للعلاقات العامّة والإعلام، كما كنت المشرفة على مسابقة "الشباب العشرة الأكثر تميّزاً حول العالم"، وكان لي الفخر بتمثيل الشباب السوري مع مجموعة متميّزة من أعضاء "JCI Syria" لعرض إنجازاتنا مرّتين في المؤتمر العالمي في "هولندا" عام 2017، والمؤتمر العالمي في "أستونيا" عام 2019».

وتتابع: «أمّا عن نشاطاتي الأخرى، فأنا أعمل في الصحافة العربيّة بمجال الثقافة والأدب مند ثمانية أعوام وحتى الآن، وعضو في لجنة الثقافة والإعلام في نقابة المهن الماليّة والمحاسبيّة، ومدرّبة في مجال إدارة الأعمال فيها، وأيضاً في مركز مهارات ومهن في جامعة "القلمون"، ومعهد "هارفست" للتدريب في دمشق"».

"مصطفى ساعي" الرئيس الوطني للغرفة الفتيّة الدوليّة في "سورية" لعام 2019

"ماسا أبو جيب" فنّانة تشكيليّة ومؤلفة ورسّامة كتب توعويّة للأطفال، قالت عنها: «تعرّفت على "منى" من خلال مسابقات ونشاطات الغرفة الفتيّة الدوليّة، ومن خلال تواصلي معها على الصعيدين العملي والشخصي، تبيّن لي أنّها تقوم بعملها بكل حب وشغف ومثابرة، كما أنّها طموحة ولديها طاقة إيجابيّة كبيرة تنقلها لمن هم حولها، وتحاول دوماً تطوير مهاراتها، ولا تكلّ من التعلّم، حيث توازن بين أعمالها بشكل ملحوظ ومتناغم».

أمّا "مصطفى ساعي" الرئيس الوطني للغرفة الفتيّة الدوليّة في "سورية" لعام 2019، قال: «"منى" إنسانة دؤوبة وكان لها فضل بترشيح بعض متسابقي الغرفة الفتيّة في "سورية" إلى المستوى العالمي، فهي متفانية بعملها، وتدرّب متدرّبيها باحترافيّة عالية، لتلعب دوراً مهماً في تطوّرهم، فهي محبّة وتدعم نجاح الآخرين».

الجدير بالذكر أنّ "منى كيوان" من مواليد "دمشق" عام 1984.