عشق الوطن والمجتمع والعمل التطوّعي، واعتاد على العمل الجماعي منذ الصغر، أسس العديد من المبادرات والفرق الشبابية، بهدف نشر الحركة الكشفية في "سورية" وخلق جيلٍ واعٍ ومثقفٍ ومسؤول يساهم في بناء الوطن.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 1 أيار 2020، مع "نزار يارد" عميد الفوج الأول لـ "كشاف سورية" في "ريف دمشق" ومؤسس ورئيس ملتقى "اليافعين السوريين" ليحدثنا عن مسيرته بالعمل التطوعي والكشفي، فقال: «نشأت في كنف عائلة دمشقية الهوى والأصالة، علمانية الثقافة وعقلانية الإيمان، فأختي وأخي كانا ضمن الفريق المؤسس لمجموعة "جيل الغد" التي أصبحت فيما بعد "أسرة الإخاء السورية" بقيادة الأب "بولس سليمان"، وأخي الأوسط كان في نادي "النهضة" الكشفي والذي أصبح يعرف بالفوج الثاني لمنظمة "كشاف سورية"، وأخي الذي يكبرني كان كشافاً في الفوج السادس عشر للمنظمة، وهو من دفعني للانتساب إليها وكان ذلك عام 1972، وكنت حينها في السابعة من عمري، وبقيت بالفوج حتى عام 1986، حيث مررت بجميع المراحل والمهام الكشفية من "جرموز" إلى "قائد" مروراً بمرحلة "الفتيان"، فقد كنت أصغر قائد في الفوج وأصغر قائد يحصل على شهادة رسمية في إعداد القادة إلى أن تم تجميد الحركة الكشفية في "سورية"، كما أنني تابعت النشاط الكشفي مع فرقة "مار بولس" الكنسية في "باب شرقي"، ولم أستمر طويلاً، ثم انتسبت لمدارس "الأحد" في كنيسة "الصليب"، وكانت لي الفرصة لرفد مدارس "الأحد" بمساحة من الأنشطة والأساليب الكشفية، حيث نشرت ثقافة الحركة الكشفية في أماكن عدة مثل "القصاع، باب شرقي، الميدان، قطنا وعربين" وغيرها، وعملت كمتطوع وخادم لعدة دور للأيتام وإيواء العجزة مع تنفيذ العديد من الأنشطة التعليمية والتدريبية والفنية، وفي منتصف التسعينيات طلب مني تنظيم مجموعة من الدورات الخاصة بإعداد قادة كشفيين في مجموعة من الأماكن والكنائس في "باب توما" و"جرمانا"، وأسست فرقتين كشفيتين أصبحتا من أكبر وأهم الفرق على مستوى الكنائس في "جرمانا" وهما فرقة "أخوية المحبة الكشفية" في عام 1990، وفرقة "القديس أنطونيوس الكبير" عام 2001، وعدت إلى منظمة "كشاف سورية" بعد قرار عودة تفعيل الكشاف من جديد برئاسة "الياس شحود"، فقمت بتأسيس أول فوج كشفي في "ريف دمشق" عام 2007، وكان الفوج الأول في "جرمانا" فأصبحت عميداً له، إضافة إلى مهمة مسؤول تدريب وتأهيل قادة مفوضية "ريف دمشق"».

أؤمن بأنه كلما وصلت إلى قمة تتراءى لي قمم أخرى، ففي حياتي التطوعية حققت الكثير من أهدافي وطموحاتي، ولقد مرّ في مسارات حياتي مئات الشبان والشابات الذين مددت لهم وبكل محبة وإيثار يد العون وتقديم المعرفة والخبرة الحياتية، وسأبقى بمسيرتي هذه

وتابع حديثه: «الحركة الكشفية لعبة كبرى لها قوانينها وأنظمتها وبرامجها وأنشطتها، يتعلم اليافعون فيها محبة الوطن واحترام الذات والآخر، والاعتماد على النفس، والانفتاح والتعاون، وتربية العقل والنفس والجسد، فهي خلية نحل تعمل بوعي وتخطيط وفرح، وثروة من المعرفة والنشاط والحكمة والتنظيم والانفتاح والإقدام والحرية المسؤولة والمحبة والبناء والإبداع، وثورة على الجهل والخمول والغباء، والفوضى والانغلاق والحقد واللا مبالاة والتفاهة والهدم، هي حياة تهتم بالإنسان وتعتمد في جميع مراحلها على أسس إنسانية واجتماعية وتربوية سليمة وهذا سبب نجاحها الأساسي، وحققت أفضل النتائج على المستوى العملي».

التجمع السنوي لملتقى "اليافعين السوريين"

وعن "الملتقى الوطني للشباب" قال: «في عام 2012 أطلقت في "جرمانا" الملتقى، الذي ضم "كشاف سورية" وكل المنظمات والتجمعات الشبابية الوطنية الراغبة في العمل على تنفيذ أهدافها ومساراتها الوطنية في خدمة وتنمية المجتمع، من خلال اجتماع لتبادل الآراء والأفكار وعرض المشكلات التي يواجهها مجتمعنا بشكل عام للخروج بصيغة مبادرات مجتمعية متنوعة لها دور فعال في المجتمع».

أما عن ملتقى "اليافعين السوريين" قال: «انطلق الملتقى رسمياً عام 2017، تحت شعار (وطني هوية وانتماء)، وقد ضم كل يافعي "سورية" باهتمام كبير من السيدة الأولى "أسماء الأسد"، وأقمنا المؤتمر الأول لملتقى "اليافعين السوريين"، بهدف خلق مساحة حرة لليافعين ليعبروا عن رأيهم، ونساهم في جعلهم يحملون سلاح العلم والفكر الحر والحوار وإبداء الرأي والتواصل الفعال، وخصوصاً أنه خلال سنوات الحرب لمسنا أن العصابات المسلحة سخرت اليافعين لحمل السلاح، فكان هدفنا إعادة تنمية الفكر وتكوين الفرد من أجل ذاته ومجتمعه، وإيقاظ ميوله الإيجابية الكثيرة».

مفوضية "ريف دمشق"

وفي ختام حديثه قال: «أؤمن بأنه كلما وصلت إلى قمة تتراءى لي قمم أخرى، ففي حياتي التطوعية حققت الكثير من أهدافي وطموحاتي، ولقد مرّ في مسارات حياتي مئات الشبان والشابات الذين مددت لهم وبكل محبة وإيثار يد العون وتقديم المعرفة والخبرة الحياتية، وسأبقى بمسيرتي هذه».

"ردينة عز الدين" إحدى المنتسبات للفوج الأول لـ "كشاف سورية" قالت عنه: «القائد "نزار يارد" عميد الفوج الأول هو شخصية قيادية بكل ما للكلمة من معنى، يتحلى بكل صفات القائد الناجح من الثقة بالنفس إلى الثبات والنزاهة والتفاؤل وحس المبادرة وحسن التدبير وغيرها، كما أنه إنسان راقٍ جداً يحاور الجميع بمنتهى الاحترام والذوق والأدب، له رمزية خاصة في الفوج، فالجميع يجدون فيه قدوةً ومصدراً للثقة ومرجعاً ثقافياً قيماً، كما أنه يساهم بشكل كبير في بناء شخصية الشباب والشابات ليكونوا قادة فاعلين في حياتهم وفي المجتمع، ويتمتع بقدرة كبيرة على بناء فريق عمل وتحفيزه لتحقيق الرؤية التي وضعها للفوج، وخصوصاً أنه يسعى إلى خلق وتعزيز بيئة عمل لهذا الفريق يمكن من خلالها تشجيع وتحفيز أعضائه للوصول إلى أعلى إمكاناتهم سواء كأفراد أو كفريق، من أجل تعزيز الروابط بين مختلف الأعضاء، فهو قادر أن يكون قريباً من الجميع كأب للصغار وكأخ للكبار يحيطهم بالعطف والحب مع التعامل بحزم وجدية بآن معاً، خلق لنفسه بصمة باقية في قلوب وعقول كل من عرفه».

من مشاركة الفوج الأول في مسير "عيد الجلاء"

وفي حديث مع "عبد الوهاب رابعة" أحد المشاركين في ملتقى "اليافعين السوريين" ومن أعضاء "كشاف سورية"، قال عن عميد الفوج الأول "نزار يارد": «عرفته منذ عام 2008 اجتمعت معه بدورة المناهج المركزية، وعملنا معاً في منظمة "كشاف سورية" وملتقى "اليافعين السوريين"، يتمتع بشخصية قيادية وحكيمة ويسعى من خلال مسيرته التطوعية والكشفية إلى خلق جيلٍ واعٍ ومثقفٍ وتعزيز بيئة إيجابية وفاعلة بالمجتمع، يمتلك فكراً منفتحاً يعطي مساحات للأشخاص الذين يعملون معه سواء أكانوا مشرفين أو مستهدفين لطرح أفكارهم واقتراحاتهم، كما أنني عملت معه عام 2012 ضمن ورشة "نحو مواطن صالح" وفي مخيمات "أبناء الشهداء"».

جدير بالذكر أنّ "نزار يارد" من مواليد "دمشق" عام 1966، مدرب في مجال المهارات الحياتية والقيادية والتنمية البشرية وتطوير الأداء والموارد البشرية، ومدير تنفيذي لمشروع "NSI" "بلا قيود لبناء السلام" عام 2014، عضو في منتدى "القادة العرب" المقام في "الجزائر" بإشراف "المكتب الكشفي العربي"، ومن الأعضاء المؤسسين لجمعية "لبلادي" مسؤول الشباب واليافعين، شارك في وضع مناهج وبرامج خدمة وتنمية مجتمع في عدة تنظيمات مجتمعية، وتنظيم وإدارة أنشطة جماعية في مراكز الإيواء ومخيمات بنات وأبناء الشهداء، ومخيم لجمعية "لحن الحياة"، ومؤسس لعدة فرق تطوعية كـ"أبجدية وطن"، ومبادرة "المرأة وطن في وطن".