عشقت عالم الأطفال، وكرست حياتها من أجلهم، ساعيةً لتنشئتهم تنشئةً صالحةً، من خلال بذل الجهود التربوية والتدريسية وتنظيم المحاضرات الثقافية، وترجمة الكتب التربوية المتخصصة، محاولةً إسعادهم وحلّ مشكلاتهم من خلال عملها في هذا المجال لسنوات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع التربوية "مها عرنوق" بتاريخ 5 نيسان 2020 لتتحدث عن ميلها لعالم الطفل فقالت: «حبي للأطفال هو الذي دفعني لدخول المجال التربوي، فكرست حياتي من أجلهم، إضافةً إلى الأعمال التي مارستها في حياتي إلى جانب التدريس كأمينة سر اللجنة المركزية لدور الحضانة ورياض الأطفال في منظمة "الاتحاد العام النسائي"، ثم عضويتي في قيادة فرع "دمشق" لطلائع "البعث" كرئيسة لمكتب الثقافة والإعلام، ومسؤولة عن تدريب الموجهين التربويين في "سورية" منذ 1982 وحتى 1988، ومن خلال عضويتي في إدارة "المنتدى الاجتماعي" في "دمشق" حيث خصصت يوماً في الأسبوع للأطفال أقرأ لهم فيه قصة، وأترك لهم مناقشتها».

بدأت العمل عضواً في هيئة تحرير المجلة عام 2008 وما زلت حتى اليوم، ووجودي فيها يتناغم مع رسالتي في خدمة الأطفال، وتقديم ما يجب لتربيتهم، حيث أتناوب مع بعض الزميلات في الإجابة عن الأسئلة التي يرسلها الأطفال للمجلة في باب "عندي حل"؛ وهو عمل محبب لي

وتتابع: «شاركت بالتعاون مع مؤسسة "أناليد" الأورو متوسطية للحوار بين الثقافات، وجمعية "قوس قزح" في مشروع تطوير المكتبات الطفلية الموجودة في المراكز الثقافية من خلال إقامة ورشات عن أدب الطفل، واختيار الكتب المناسبة لفئاتهم العمرية، وتقديم الدعم لهذه المراكز في "دمشق"، "حمص"، "حماة"، "اللاذقية"، و"حلب" بالمبالغ المالية التي خصصتها المؤسسة لهذا الغرض، ومن خلال عملي كقارئة لمخطوطات الكتب المخصصة للأطفال والمقترح طباعتها من قبل مديرية ثقافة الطفل في الهيئة العامة للكتاب، ومشاركتي في تطوير مناهج التربية الدينية في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي حتى اليوم».

تكريمها في دار الأوبرا

وعن رسالتها التربوية ومشاركاتها تقول: «أريد أن أقدم للأطفال كل ما يساهم في إسعادهم، ويرفع مستواهم العلمي، ويساهم في تحسين وضعهم النفسي، وغرس حب العمل والوطن في نفوسهم، وتنشئتهم تنشئة سليمة تساعد في إعدادهم للمستقبل، كما أشارك في تقديم المحاضرات والندوات التربوية في العديد من المراكز الثقافية والمنتديات، موجهةً الأهل والمربين».

وعن عملها في مجلة "أسامة" تتابع بقولها: «بدأت العمل عضواً في هيئة تحرير المجلة عام 2008 وما زلت حتى اليوم، ووجودي فيها يتناغم مع رسالتي في خدمة الأطفال، وتقديم ما يجب لتربيتهم، حيث أتناوب مع بعض الزميلات في الإجابة عن الأسئلة التي يرسلها الأطفال للمجلة في باب "عندي حل"؛ وهو عمل محبب لي».

من كتبها المترجمة

وفيما يتعلق بعملها في الترجمة تقول: «خلال عملي في "البرازيل" مدرسة لأبناء الجالية العربية المقيمة هناك، وللمهتمين من أبناء البلد في تعلم العربية في المركز الثقافي السوري، و"النادي السوري" في "سان باولو" دفعني ذلك لتعلم اللغة البرتغالية التي ساعدتني على الاطلاع على الثقافة البرازيلية، واهتمامي بتربية الأطفال دفعني للبحث عن كتب خاصة بهم لترجمتها إلى العربية، وهذا ما قادني إلى كتب الشاعرة البرازيلية "سيسيليا ميرايلز"؛ وكان ذلك في عام 1992، وترجمت كتب منها "مشكلات الأدب الطفلي"، "الطفل يا حبيبي"، وشاركت في ترجمة كتاب من العربية إلى البرتغالية مع الدكتورة "كلود حجار" بعنوان "سيرة مناضل" عن حياة القائد الخالد "حافظ الأسد"؛ وذلك بهدف توسيع معرفة الجالية العربية الناطقة بالبرتغالية والشعب البرازيلي بالدور الذي قام به في إعلاء شأن "سورية" في المحافل الدولية، ودفاعه عن القضية العربية».

وعن التكريمات الحاصلة عليها تقول: «حصلت على شهادة تقدير من قبل وزارة الثقافة في مهرجان "الثقافة تجدد انتصارها" في الثامن من آذار عام 2020 واعتز بهذا التكريم لقاء عملي الطويل مع الأطفال؛ خاصةً في مجلة "أسامة"، كما حصلت على شهادات تقدير من الاتحاد النسائي، ومن وزارة التربية، وتكريم من قبل منظمة "طلائع البعث" لقاء ما بذلته من جهود عام 1984 بمرتبة مشرف رائد، وتكريم من قبل القيادة القومية لحزب "البعث" لقاء تدريسي اللغة العربية لغير الناطقين بها».

كتاب عن البرازيلية

من جهته "قحطان بيرقدار" شاعر ورئيس تحرير مجلة "أسامة" يقول: «تشرفتُ بالتعرف إلى الأديبة المربية "مها عرنوق" بعد سنة تقريباً من تَسلُّمي مهام رئيس تحرير المجلة، حيث دعوتها إلى أن تكون عضواً في هيئة التحرير بعد ما سمعته عن خبرتها في مجال الأطفال وأدبهم وتربيتهم، فوافقت مشكورةً، وانضمت إلى هيئة تحرير المجلة، وعملنا معاً، ولا نزال، متعاونين على انتقاء النصوص الأدبية المناسبة للأطفال الأحبة لنشرها على صفحات المجلة.

وليس هذا أول عهدها بالمجلة، فقد كانت أيضاً عضواً في هيئة تحريرها في فترات سابقة قبل مجيئي إليها، ولديها خبرة طويلة في التعامل مع الأطفال، ولا سيّما من الناحية التربوية، لذلك فهي تنظر إلى النصوص الأدبية الموجهة إلى الطفل، وتُحدِّدُ مدى ملاءمتها له عبر القيم التربوية التي تحتويها، فهي تعرف تماماً ما يلائمه وما لا يلائمه من الناحية التربوية، لذلك فإن مجلة "أسامة" استفادت منها كثيراً في هذا المجال».

ويتابع: «أما ترجمتها لبعض الدراسات في أدب الأطفال فهي تنتقي من الكتب ما هو أكثر أهمية وفائدة في هذا المجال، ككتاب "مشكلات الأدب الطفلي" الذي ترجمته عن البرتغالية.

وتدين المجلة لها بالكثير في مجال انتقاء النصوص المناسبة للأطفال ونشرها على صفحاتها، وهي تكتب رأيها مفصلاً بالمواد التي تُرسَلُ إليها، وتحرص على الدقّة والموضوعيّة في أثناء تقييمها للمواد، وما يهمها أولاً وأخيراً هو أن تكون المواد المُقدَّمة لائقةً بطفلنا العربي السوري ومفيدةً وممتعةً له، كما عملت في باب "عندي حل"، إذ كنا نرسل إليها أسئلة الأطفال الذين يعانون من مشكلات معينة، وتجيب عنها بكل دقة وحرفية حسب النظريات التربوية الصحيحة، كما كانت تقدم نصائح للأهل تفيدهم في تربية طفلهم وفي التعامل مع المشكلات التي يعاني منها».

يذكر أنّ التربوية "مها عرنوق" من مواليد قرية "متن عرنوق" التي تسمى حالياً "متن الساحل"، مقيمة في "دمشق"، حاصلة على إجازة في الفلسفة وعلم الاجتماع من جامعة "دمشق" 1969، ودراسات عليا في مجال "دور الحضانة ورياض الأطفال" عام 1988.