برغبةٍ كبيرةٍ في تحقيق الذات والمساهمة بنهوض المجتمع، استطاعت "علا زيدان" أن تسخرّ خبرتها الإعلامية في مجال التدريب والتنمية البشرية، مستهدفةً المرأة في برامجها التدريبية، ومنطلقةً من التربية الأسرية كحاجة أساسية في المجتمع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المدربة "علا زيدان" بتاريخ 3 آذار 2020، لتتحدث عن توظيف خبرتها الإعلامية في التدريب فقالت: «بدأت العمل الإعلامي عام 2005، واستمريت لأكثر من أربعة عشر عاماً، حيث كنت أعمل مديرةً للتسويق ومديرةً لموقع إلكتروني خاص بـ"دار الثقافة والتراث"، وبعدها انتقلت للعمل الرسمي في إدارة موقع إلكتروني، ثمّ رئاسة المكتب الإعلامي في مديرية أوقاف "دمشق"، وبعدها رئيسة المكتب الإعلامي في الإدارة المركزية في وزارة الأوقاف.

المدربة "علا زيدان" مثال الأنثى السورية الطموحة، بدأت مسيرتها معي في التدريب حوالي عام 2010 كمتدربة، ثم أثبتت جدارتها وكفاءتها لتكتسب استحقاقاً لقب مساعد مدرب، ثم مدرب مساعد، ثم مدرب، وكما أن التدريب له قمم، كذاك الارتقاء له قمم، لن نتوقف عند قمة ما دامت هناك همم، وهكذا كانت "علا"

أردت من خلال التدريب استثمار المهارات التدريبية الواسعة المكتسبة خلال هذه الرحلة الطويلة من العمل على عدة أصعدة مختلفة، وصقل المهارات التدريبية بالخبرات العملية لربط التدريبات النظرية مع الحياة العملية، وعكسها على الواقع العملي المعيش، فانطلقت ضمن أفق ممنهج، وأهداف تعكس رؤيتي لأهمية التدريب وتعبر عن شغفي به، حيث استفدت من خبرتي الإعلامية بمعرفة حاجات المتدربين والمتدربات وإشباعها بالشكل الأمثل».

شهادة شكر وتقدير

وعن دوافعها لدخول المجال التدريبي تقول: «الدوافع كثيرة أولها الدافع الإنساني التنموي للمساهمة في إعادة إعمار "سورية"، ثم الدافع التوعوي الأسري للمشاركة في رأب الصدع الذي ألمَّ بالحد الأكبر من الأسر، حيث قلّما نجد أسرة سورية لم تمسها الحرب التي حلت بنا، فعملت على تطوير قدراتي التدريبية منذ عام 2003 من خلال اتباع عدة برامج تدريبية عدة، وحصلت على شهادات عديدة؛ منها مدربة معتمدة من أكاديمية "NUBO" الماليزية، ومدربة معتمدة من "المعايير الدولية للتدريب" في "بريطانيا"، وشهادة أخرى في مهارات التواصل من "أكسفورد" للتدريب القيادي».

وفيما يتعلق بأهم البرامج التدريبية التي تقدمها ورسالتها في هذا المجال تقول: «من الدورات الهامة برنامج "تكامل" بالشراكة مع المدرب "محمد زياد الوتار"، وهو برنامج موجه للشباب والشابات في مقتبل عمرهم لمعرفة وإدراك عقل الرجل والمرأة، وفنون فهم احتياجات كل من الجنسين للآخر، وأن الحياة قائمة على الفرق بين الرجل والمرأة، والحياة بينهما تكامل لا تصادم.

أثناء التدريب

أما برنامج "توازن الحياة أنتِ" فهو موجه للنساء والأمهات العاملات، ويهدف إلى تنمية مهارات وفنيات على الأنثى اتباعها لتحقق التوازن في كل أدوارها في الحياة، وأركز على موضوعات التربية الأسرية في برامجي التدريبية ومحاضراتي التوعوية لأن الأسرة نواة المجتمع الأول، والرسالة التي أحملها على عاتقي مقتبسة من قول أمير الشعراء "أحمد شوقي" (كن شخصاً – إذا أتوا بعده يقولوا مرَّ من هنا وهذا هو الأثر)، والجمهور المستهدف هو الشباب والشابات الباحثين عن التطوير بإيمان وشغف متلازمين».

وعن الجانب التطوعي في عملها تتابع قائلةً: «برأيي العمل التطوعي هو ركن من أركان النهضة، ولن نستطيع تصحيح مفاهيم مغلوطة، أو زرع وغرس معتقدات، ومفاهيم صحيحة سليمة دون أن نعمل بشكل جمعي، ومن المحاضرات التي ألقيتها في عدة جمعيات خيرية ومراكز ثقافية، "عيشيها بحب"، "ابني مسؤوليتي"، "الإعلام وآثاره على الأسرة والمجتمع"، "التواصل الفعال بين الأم والطفل"، "المراهقة وآثارها"، "أنتِ تصنعين الجيل"، وغيرها».

المدرب والاستشاري د."محمد ياسر الكردي"

وبخصوص تركيزها على التوجه للمرأة وتحقيقها التوازن بين الأسرة والعمل تقول: «مسألة التوجه للمرأة ليست مقصودة بشكل محدد، غير أنَّ أغلب المستفيدين في الجمعيات والمنظمات الخيرية من النساء، عدا عن ارتفاع نسبة النساء من الأرامل والمطلقات نتيجة الحرب التي مررنا بها على امتداد الوطن، وبالنسبة لقضية التوازن بين العمل داخل وخارج المنزل أعتقد أنّها مسألة تنظيم وترتيب مصفوفة الأولويات لتحقيق هذا التوازن على كل الأصعدة، فلا نترك عملاً يؤثر في الاهتمام بأولادنا، ولا ننغمس بالبيت والأسرة ونجعل عملنا آخر أولوياتنا، وما أجمل أن يرى الزوج شريك الحياة أنَّ الاهتمام به وبتفاصيله يحظى بالقدر ذاته من تلك الاهتمامات، وأحاول أن أنقل فكرة لكل امرأة لديها العديد من المهام».

من جهتها المتدربة "راما الشرقي" تقول: «أعرف المدربة "علا" منذ فترة طويلة، تعود لمشاركتي في دورة "إلقاء"، ومنذ ذلك الوقت أصبحت على معرفة أكثر بها، أتابع نجاحاتها يوماً بعد يوم، هي من الأشخاص الناجحين، وتنتقل من صعيد إلى آخر، حصلت على العديد من الشهادات، أسست وتدير شركة "مون لايت"، وتميزت كمدربة تنمية بشرية في مجال الورشات الجماعية وغيرها. حضرت لها دورة "تكامل"، وكانت دورة مميزة فعلاً، هي متألقة بحضورها، شخصيتها، ودورها كمدربة، وخبرتها كأم لطفلين. أسلوبها التدريبي مبسط سلس قريب للجميع، وتقدم المعلومات التي يحتاجها الحضور، متيقظة لكل ما يحصل، وجاهزة لأي رد أو استفسار برحابة صدر، تتمتع بقدرة على طرح معلومة موثقة ووفيرة تغني بها المتدربين، تسعى للنهوض بالمجتمع وبالمرأة خاصةً، فلديها رسالة سامية ومقومات كافية للنجاح».

من جهته الدكتور "محمد ياسر الكردي" استشاري ومدرب دولي في التنمية البشرية يقول: «المدربة "علا زيدان" مثال الأنثى السورية الطموحة، بدأت مسيرتها معي في التدريب حوالي عام 2010 كمتدربة، ثم أثبتت جدارتها وكفاءتها لتكتسب استحقاقاً لقب مساعد مدرب، ثم مدرب مساعد، ثم مدرب، وكما أن التدريب له قمم، كذاك الارتقاء له قمم، لن نتوقف عند قمة ما دامت هناك همم، وهكذا كانت "علا"».

يذكر أنّ المدربة "علا زيدان" من مواليد "دمشق" عام 1985، حاصلة على إجازة من جامعة "بلاد الشام" في الشريعة والقانون فرع مجمع "الفتح الإسلامي" عام 2013، وعلى شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من "الجامعة الأميركية المفتوحة" عام 2018.