قُدّر لأسرة "سفريان" النجاة بالوصول مع عدد من الفارين من "تركيا" إلى "دمشق"، حيث البداية في وطن جديد بعيد عن أهلهم ومسقط رأسهم، وهو ما جعل الطبيب والكاتب "واهية سفريان" أن يكون دمشقياً أصيلاً يقدم علمه وأدبه لأهله وأبناء وطنه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 أيلول 2019 الدكتور "واهية سفريان" ليتحدث عن بدايته مع العلم، فقال: «رزقت الأسرة التي قطنت في حي "العابد" عام 1949 بمولود ذكر شب في جادة "الرصافي"، دون أن يعرف شيئاً عن الماضي الذي عاشته العائلة من تهجير وموت، فكنت ذلك الشاب الذي علم بعد ذلك معنى الهجرة، لكن بالشكل فقط كوني عشت في "دمشق" الحضارة، وانتسبت إلى مدرسة "الاتحاد" الأرمنية، مدرسة "النظام" حالياً، حيث تخرجت منها عام 1962، ثم أتممت دراستي في معهد "اللاييك"، وانتسبت إلى كلية الطب بجامعة "دمشق" عام 1970، بعد أن حزت أعلى الدرجات التي أهلتني لدخول أي فرع من فروعها، وبين الدراسة والعمل الضروري للاستمرار في الحياة، كنت أقضي العطل الصيفية حرفياً متدرباً في ورشة خالي الصغيرة لإصلاح الساعات بكافة أنواعها، وعليه صرت محترفاً لهذا العمل الذي يتطلب المهارة والدقة».

أعرف الدكتور "واهية" طبيباً وإنساناً صادقاً ووفياً، حيث أسهم بإنقاذ حياتي ذات يوم من مرض خطير أصابني وكنت فيه أقرب إلى الموت، لا أنسى وقوفه معي ما حييت، وأنا أعرف جيداً قيمته العلمية والإنسانية الكبيرة

ويتابع عن رحلته بالقول: «تخرجت في العام 1976، والتحقت بعدها بخدمة العلم، وبعد انتهائها غادرت إلى "فرنسا" متابعاً فيها تحصيلي العلمي مدة عام، وأكملت مغامرتي مع الطب في "بلجيكا"، وفيها انتسبت إلى الجامعة الحرة، وبعد انتهاء الدراسة عدت إلى "سورية" لأفتتح عيادتي الخاصة في شارع "29 أيار"، وكان إشهار افتتاحها يوم 17 نيسان الذي يمثل العيد الوطني لاستقلال "سورية".

عملت في مشفى "المواساة" من عام 1994 لعام 2009، وكذلك عملت كمساعد مدرس في كلية الطب، وفي عام 2009 تفرغت للعمل في عيادتي، حيث عملت على التأليف والاهتمام بما أحب في البحث الموسيقي بعد أن ساهمت بتأسيس قسم التنظير برفقة الدكتور "سهيل بدورة" بمشفى "الأطفال" بـ "دمشق".

كان الكتاب عنصراً أساسياً في حياتي بالإضافة إلى امتهاني الطب الذي أعتبره رسالة، تفرغت لدراسة الموسيقا وأنا بصدد إصدار كتابين عن الآلات الموسيقية، وأعتبر نفسي عضواً فعالاً ومساهماً في مجلة الحياة الموسيقية، ومن المؤلفات التي صدرت لي معجم عن الموسيقا يدعى "باليه"، وهو دليل للمستمع إلى الآلات الموسيقية».

يعذ الدكتور "واهية سفريان" في عيون من عرفه أيقونة دمشقية جمعت بين حرصه على حقوق المواطنة، وحبه لمسقط رأسه، بالإضافة إلى أمانته في مجاله كطبيب وحرفي وموسيقي، حيث يقول عنه الدكتور "زكي الحصني": «من أكثر الرجال الذين قابلتهم تميزاً، تعلمت منه الكثير في التنظير الهضمي والتوسيع بموسعات "سافاري" في مشفى "الأطفال". أدهشني بثقافته الموسوعية وخاصة الموسيقية والتاريخية، رجل دقيق، وهو طبيب نطاسي يتمتع بأرفع معايير الانضباط الطبي والأخلاق الإنسانية والطبية، ويتمتع بالدقة وعلو وسمو الأخلاق ودقة التمسك بآداب وأخلاقيات ممارسة الطب، وهو معلم كبير في الموسيقا واللغة، وله آراء فلسفيَّة عميقة».

الدكتور "سمير البيج" الذي رافق "سفريان" في فترة من حياته العملية، قال عنه: «لقد أمضيت مع الدكتور "فاهية" جزءاً من رحلة العمر الطبيَّة الطويلة بمشفى "المواساة"، هو دمشقي المولد والهوى، وما يميزه قمّة الأخلاق العالية الإنسانية، وإضافة لعلمه الواسع وخبرته الطبيَّة وموسوعته الثقافية؛ ولاسيما بالموسيقا، وكل من عرفه يكن له الاحترام والتقدير».

الدكتور "وسيم الحكيم" الذي مر بتجربة كبيرة مع الدكتور "واهية"، قال: «أعرف الدكتور "واهية" طبيباً وإنساناً صادقاً ووفياً، حيث أسهم بإنقاذ حياتي ذات يوم من مرض خطير أصابني وكنت فيه أقرب إلى الموت، لا أنسى وقوفه معي ما حييت، وأنا أعرف جيداً قيمته العلمية والإنسانية الكبيرة».